بارت35»

202 6 0
                                    

لم تستطيع ان تتخطى مشاعره وحزنه وصوته عندما دندن بتلك الاغنيه التي لازالت كلماتها تتردد بذهنها!
حاوطت عنقه مُجذبته بأتجاهها لتردف: ليه تتركني؟.
اتسعت حدقته بذهول وضحك واردف ببحه: مين اللي ترك الثاني؟.
هـزت راسهـا بالنفي لتتشبث بثوبه شده واردفت: حتى لو هذا مو تبرير المفروض ما تتركني حتى بأشد هواشنا !
ابعدها عن حُضنه وحاوط وجهها واردف: ومين قال اني تركتك؟.
بلتت شفاهها بخفه واردفت من بين شهقاتها: كل ما طليت على النافذه لعل وعسى اني اشوفك لكن تخيب ظنوني و ما اشوف حتى ظلك.
زم شفاهه واردف مُجيب عليها: يمكن ان النور ظلمني وما بين ملامح وجهي او انه اخفى ظلي!
نظر لملامحها لدقائق حتى وهي تبكي فاتنه!
ابتسم مع انتبه انها تتأمله بصمت تحت صوت شهقاتها التي اختفت نوعًا ما.
-
لم تشبع من تأملها له لتراودها الاسئله هل حقًا لم ينام بينما هي كانت تشبع بنومها؟.
هل حقًا لم يأكل لفترة طويله مما جعل جسده يذبل؟
نظرت لعينيه قليلا ثم اردفت دون وعي منها: ليه صحتك ماهي زينه؟. 
نظرت لابتسامته وعندما حرك شفاهه مُنطقًا: دام صحتي ماهي حولي بظنك تزين؟
كشرت لتردف: بتزين بتزين.
ثم رفعت انظارها واردفت: من متى وانت مو نايم ولا ماكل لك شيء؟.
اردف بهدوء: غابت عني نور الشمس لأيام كيف بنام واكل وانا لا اعرف ليلي من نهاري ؟
زمت شفاهها لتردف: الحين بأمرك تروح تجلس مع اعمامي لين اجيكم.
اشر على انفه واردف بأبتسامه تزين ثغره: على هالخشم.
بادلته الابتسامه لتخرج وهو خلف لكن الطرق تختلف هو ذاهب الى اعمامها وهي ذاهبه الى المطبخ!
-
اخذت دلو الماء بعدما ارتدت عبائتها وخرجت من المنزل.
ثم بدأت تجر خطواتها بحياء عادة منها لكن صادفت رجالاً من القريه والمُتضح انهم الزوار الجدد للقريه!
اشتدت بقضبتها على يديها بخوف لاتعلم كيف سوف تمر وبجانبهم!
شاهدت انظارهم تتجه نحوها وغير وعي منها توقفت!
واصبحت يديها ترتجف لكن سرعان ما سمعت صوت تعرفه ويبدو بأنه غاضب!
لم تستطيع ان تلتف ولكن فز قلبها من ميزت بحته.
شعرت بيديه تُمسك اناملها لترتخي وتطلق تنهيده تدل على الراحة والامَان لكن سرعان ما كش جسدها من تذكرت نبرته الحاده ماذا لو كان غاضبًا حقًا وسوف يفعل لها شيء!
رفعت انظارها له لتتأمل صمته وكيف ان حاجبيه معقودين وطريقة مشيته التي تشابه مهاب تمامًا  
رافعًا رأسه ويمشي بثقه ومن شدة ثقته اجزمت ان الارض تهتز عندما يمشي!
التزمت الصمت الى ان وصلوا الى النهر لتلتف اليه عندما سمعته وهو يأمرها: لعاد تطلعين بدون احد اذا ما حصلتيني شوفي اخوالك! هـزت رأسها بالايجاب ولازالت خائفة منه تشعر وكأنه وبركان يثور وقد ينفجر في اي لحظه! 
ابتلعت ريقها لتنحني لدلو وتملئه بالماء وثم اعتدلت بوقفتها والتفت بظنها انه ذهب لكن لم يذهب كان واقفًا منتظرها ان تُكمل عملها وتأتي معه!
اطلقت تنهيده تدل على تعبها لتقف وتُحمل الدلو وتتمايل بغير قصدًا منهت بسبب ثقل الدلو!
-
كان خارجًا ينوي الذهاب الى مكان ما مكان لايوجد به احد كون معشوقته ليست حوله وتم منعه من زيارتها غضب!
سمع صوت رجالاً يتهامسون رفع انظاره لهم وانتقلت الى توجه انظارهم لتتسع حدقة عيناه هي نفسها التي تسببت بحرارة بجسده ولكن عادت انظاره لرجال لتشتعل الغيره بصدره واردف بصوت عالي : انت وياه غض البصر!
فزوا جميعهم ليديرون ظهورهم غاضين البصر خوفًا منه وهو سارع بخطواته بأتجاهها وامسك بيديها ومحاولة التحكم بنفسه ان لا يجعلها ضحية غضبه!
شعر بيديها رجفة وكأنها تخبره بخوفها منه ليشتد على مسكة يديها واخذ يمشي الى النهر دون مبالة لناس الذي يحطوهما بكل اتجاه!
وصل الى النهر ومن شدة غضبه وصل بسرعة كبيره هذا ما شعره عكس بطلتنا الهنوف التي شعرت وكأن المسافه قد طالت جدًا!
كيف يخبرها بأنه يغار عليها حتى من نسيم الهواء اذا لاعب خصلات شعرها!
ابتلع ريقه بشعور سيئ اخرج من جيبه كرتون السجائر واخرجه منها سجارة ووضعها بثغره واشعلها واخذ يراقبها الى ان استقامت وجرت خطواتها بأتجاه.
ولكن تمشي بتمايل وكأنها سوف تسقط في أي لحظه!
وضع السجارة بثغره وتسارعت خطواته بأتجاههـا واخذ منها الدلو واوزنها من حاوط خصرها.
ولكن عندما سعلت ابعد تلك السجاره على الفور واسقطها على الارض ودهسها ومشى قبلها وهي تتبعه!
-
اخبرتهم بأنها سوف تطهو الذ فطورًا وسوف ينبهرون منه!
لم يتعجبون شيء مثل هذا على الغيناء فهي طباخة ماهره ومُبدعه وتصنع الذ الاكلات واحسنها وكل طبق يتحدث بجمال الطعم وشكله.
فقرروا ان ينتظرونها في الخارج  واخذ منها ساعة الى ان انهت كل ما طهت ووضعته في الاطباق وخرجت بأتجاههم.
وبحكم انهم يتناولون على الارض فوضعت الفطور على الارض بالخارج واردفت : جعله بالعافيه على قلوبكم.
استغربوا من وقفت كان يظنون انها سوف تتناول معهم ولكن لماذا وقفت الان!
اردف سعد: وانتي ماتبين؟. 
هـزت رأسها بالنفي لتردف: بعدين لو افطرت الحين بتجلدني جدتي لانها عازمتني على فطورها.
اتسعت حدقته سعد ليردف: واخزياه وما تعلمينا ؟. 
اردفت الغيناء: شسوي ابيكم تأكلون شوفوا كيف تعبانين مايصير كذا.
رمقها سعد وهو ياكل ليردف: الله العالم من كان سبب الضعف اللي فينا.
اردفت الغيناء بزلة لسان: لو كنت رجال صدق كان ماخبيت عني موضوع مثل كذا.
اتسعت حدثة عيناهم لترفع اناملها لثغره بأستيعاب وشاهدت وقفوه وهذا يدل على غضبه لتركض لمُهاب بخوف وارتمت بين احضانه لتردف: مهاب لايلمسني طلبتك. ضحك مُهاب بهدوء واخذها بين احضانه واصبح رأسها على صدره وقدمها ملتمه لصدرها تارة تنظر لسعد الغاضب وتخاف تغلق عينيها بطريقه مضحكه وهي تدفن وجهها بصدر مهاب لكي لا ينظر لوجهها!
ابتلعت ريقها من صوت غضبه وادركت بأنها فعلت شيء كبير وان لايصح بأن تخدش رجولته!
تشبثت بمهاب بخوف منه الى ان اختفى صوته وظله وهدا دليل على ذهابه وترك المكان هذا لها!
لتستفيق على صوت مهاب وهو يهمس لها انها تستطيع الوقوف والابتعاد من بين احضانه!
رفعت انظارها بأتجاهه ونظرت لقرب وجهه وانعدام المسافه لتُنزل رأسها فورًا وحاولت ان تبتعد عنه
لكنه كان مشتد بأحتضانها التفت له لتهمس: مهاب فك!
دفن مُهاب انفه بشعرها واخذ يستنشق عبيرها بهدوء ليردف لغيث الذي يجلس وبيديه هاتفه وانشغل به: احنا طالعين يا غيث.
رفع انظاره غيث وابتسم من رأى تعابير الغيناء التي تُشير له ان يمنعه من اخذها ليردف: الله معاكم.
اتسعت حدقتها مما ادى لارتفاع صوت ضحكات غيث ليردف بعد نوبة ضحك: شفيه انخطف لونك.
اردفت الغيناء بتكشير: عمي غيث مكنت كذا شصار لك؟.
ضحك غيث واردف: خلاص عاد تدلعتي علينا وعلى مهابك الحين مانقدر نقول كلمه او نعارضه حتى لانه ولي امرك!
كشرت الغيناء لتلتف إليه مُردفه: مهاب جدتي ترا هي اللي جابتني هنا زعلانه علي تكفى خلنا نجلس هنا!
لن يستطيع ان يرفض طلبها ليهـز رأسه بالايجاب ليهمس لها بتعب: خلاص ابقي هنا وانا برجع البيت.
نظرت كيف انه هزيل البنيه فقد لايستطيع ان يمشي كثيرًا بسبب شدة نومه لتهـز رأسها بالنفي خوفًا عليه.
ولتبتعد عنه وامسكت بيديها وبدأت تمشي بأتجاه غرفتها تحت استغراب مهاب منها ولكن لم يدوم طويلاً من فتحت باب غرفتها وادخلته هو بالاول وهي خلفه.
لم تفتح الضوء بل اكتفت بجهاز التكييف واردفت بعدما مالت برأسها قليلاً: نام بغرفتي لين تصحصح وقتها يمديك تروح وين ماودك.
تكتف مهاب ونظر اليها كم اشتاق لتلك الراحه التي تنعبث من وجهها المشرق وابتسامتها العذبه.
هـز رأسه بالايجاب لتردف: ودك بشيء اجيب لك؟
هـز راسه بالنفي ليردف : سلامتك.
ابتسمت له وخرجت من الغرفه تنوي الذهاب الى الجده. بينما مهاب الذي تمدد على سريرها وداهمه عطرها ليبتسم فورًا واخذ يفكر كيف استطاعت ان تغير حياته وان تغيره هو بذاته!
حقًا انها غريبه ومميزه يعجز اللسان عن وصفها وان وصفها يخاف ان ينظلمها بتقليل الحروف فيها.
اغمض عينيه قليلاً ولم يلبث الا دقائق ودخل في نوم عميق. انزل الدلو في الحديقه وهي تتبعه ومن دخلت الى الحديقه ابعدت برقعها وابعدت شالها وضعته على رقبتها ونظرت اليه مُنتظرته ان يتحدث بشيء ما.
ولكن تفاجئت بصمته من وضع الدلو وسحبها من خصرها واسندها على الحائط.
نظر لعروقه البارزه وقبضته المشدوده لترتجف خوفًا منه لم يحدث لها وتراه بهذا الشكل قط!
اردف بنبره محاولة ان لا يرفع صوته عاليها: برري لي اللي صار !
ابتلعت ريقها بخوف وارجعت خصلتها التي تمردت على خدها واردفت: ابرر لك عن شو بضبط؟
اردف بحده: الهنوف!
ارتجفت من حدته ومن غير وعي منها تشبثت بثوبه واغمضت عيناها بخوف منه!
ارتخى ساجي من لجوئها لاحضانه وكيف استطاعت ان تطفى نار غيرته!
ليشتد عليها ليصلها الامَان فقط خاف ان تنفر منه ولايستطيع ان يقترب منها مره اخرى!
ابتلعت ريقها من ابتعذت عنه ونظرت لملامحه ولكن هذه المره كان على ثغره ترسم تلك الابتسامه وكانه لم يكن الشخص المرعب قبل قليل. 
ولكن تلاشت الابتسامه من داهمت عليهم الغيناء لتصرخ بغضب: ساجي!
فزت الهنوف لتختبئ خلفه من شدة خوفها منها ليضحك ساجي واردف: هلا بالشيخه!
اردفت الغيناء بغضب: ما تمسها يا ساجي وانا حيه.
ثارت اعصابه ليردف: قلنا شيخه مالنا رأي لكن تمنعيني من زوجتي بأي حق؟
اردفت الغيناء ورأسها مرفوع ولم تهتز فيها شعره : بحقها وبحق تغافلك لها.
لم يستطيع ان يتحكم بعصبيته فقد ثارت حقا ليردف: اي تغافل يا بنت الناس انتوا كنتوا صغار مرح حتى تتستوعبون اللي اقوله!
اردفت الغيناء بهدوء وبصرامه: كان يمديك تكملها وقت ما راحت معك البر ماله تبرير.
توجهت للهنوف ثم سحبتها من خلفه واخذتها معها الى الداخل.
لم يتسمحل ساجي ليبعد الزر العلوي ليتنفس ومحاولة التهدئه ليفكر قليلاً ثم تذكر مهاب وسعد هم الذي يستطيعون ان يساعدوه.
لتتسارع خطواته لناحيتهم من تأكد ان مكانهم ببيت الجده.
دخل عليهم بسرعه فائقه ليراهم يشربون الشاي ومُستمعين لحديث غيث ولكن من دخل انتقلت انظارهم اليه وجميعهم ترتسم على  ملامحهم علامة الاستغراب!
ليلتقط انفاسه قليلا ثم تسارعت خطواته لمهاب الذي يجلس بجانب سعد وسقط بجانبه من شدة الالم الذي حدث بصدره.
فز سعد وهو يسنده ويساعده تم يجلس بجلسه صحيحه ثم اردف: اخو غيث صدق علامك يا ولد!
اعتدل بجلسته ثم اردف بتعب: انا تعبت يا خوك والله تعبت.
اردف مُهاب بتعقيد حاجب: من وشو تعتب يا ساجي؟.
اردف ساجي بغضب : من زوجتك اخذت زوجتي ومن شافتني جنونها طلعت علي بأي حق تمنعني من زوجتي؟.
نظر مُهاب لسعد الذي يكتم ضحكته بأن لا تخرج في وسط هذه السالفه وبنسبة لساجي قويه ولايوجد فيها شيء مضحك!
اردف مُهاب: شكلها سيطرت عليه المسكين.
لم يستطيع كتمان ضحكته لينفجر ضاحكًا تحت نظرات ساجي الغاضب.
اردف سعد من بين ضحكاته: والله يا خوفك احنا مصدقنا وهي ترضى كيف لو حاولنا فيها تعطيك زوجتك!
اردف ساجي: شذني انا طيب!!
اردف مُهاب بهدوء: تقدر تفهمها بالهداوه.
اردف ساجي : شلون؟.
اردف سعد: فعلا تقدر وبهداوه مهما عاندت هي بتختبر مدى تحملك وصبرك وودك فيها بأقرب وقت!
اخذ يفكر قليلا كيف يستطيع ان يفهمها وهي وأسها عنيد لايستطيع حتى التنفس بجانبها.
اردف: مُهاب هي زوجتك صير واسطه يا خوك تكفى!
فكر قليلاً مُهاب ليهز رأسه بالايجاب ليقف بطوله واردف: الحقني.
استقام ساجي ومشى خلفه بنيران تاكل كل ما بداخله عكس مُهاب الهادئ والذي يملئ ملامحه الجمود.
-
كانت غاضبه بشكل لا يعقل وهي تنوي بأن تهزئها بأشد ما عندها بسبب مخالفتها لكلامها.
ادخلتها لحجرتها وافلتت يداها مما سببت لها الغضب لتردف الهنوف : هيه هيه شو فيج!!!
اردفت الغيناء بأنفعال: انتي اللي وش فيك!
نظرت لها بغضب لتُكمل: هااا وش فيك قولي لي؟ مين اللي كانت تبكي بسببه؟ مين اللي كانت زعلانه بسببه؟ مين اللي جتني تبكي وتقولي الغنياء انا مو قادره اتحمل اكثر من كذا؟
جاوبيني مين؟ وانا قلبت كل شيء عشانك وعشان رضاك وعشان تكونين اغلى ما تتصورين لكن انتي من تشوفينه مدري وش يصير لك!
ابتلعت ريقها الهنوف من صحة كلامها هي التي جعلتها تزرع الزعل بقلبها على الجميع وهي تعلم شدة حبها لها لكن لاتعلم ماذا يحدث لها عندما تنظر لساجي!
قاطعت تفكيرها من اردفت بهدوء: الهنوف، انا معاد فيني حيل ضحيت بنفسي عشانك وجازيتيني بالكسر سوي اللي ودك تسوينه انا استسلمت ومعاد بتدخل بمشاكلك.
وخرجت من عند الهنوف وهي تشعر بخذلان كبير شعرت بأن العالم قد توقف لثانيه وتستذكر ما فعلته لاجلها كيف جعلت المنتصف فوضى تعمه!
وكيف انها انقطعت من مُهاب بسبب ان ترضي الغيناء!
وفي اثناء مشيها اصطدمت بشيء صلب لترفع رأسها بهدوء وصمت ونظرت لمُهاب الذي ينظر اليها والتساؤول على ملامحه!
نظرت للذي يقف بخلفه قليلا ثم ابتعدت من امامهم لكنها توقفت من طرح عليها ساجي بسؤاله: وين الهنوف يا الغنياء؟.
نظرت له قليلا ثم ابتعلت ريقها واشارت بيديها على حجرتها كاجابة له!
انذهل ساجي من سلمته الهنوف وعدم اكتراثها مثل قبل قليل!
نظر لمُهاب الذي ينظر للغيناء ليردف له: روح لها وانا بروح للهنوف في شيء صاير. هـز رأسه مُهاب بالايجاب ليتتبعها بتسارع لشدة ابتعادها عنه الى ان اقترب منها وامسك بمعصمها وسحبها الى احضانه.
يعرف جيدا سبب صمتها وعندما تصمت يعلم جيدا مدى شدتها للبكى رغم انه لم يعرف مالذي حدث بضبط!
ولكن لايرضى عندما يراها صامته الى هذا الحد!
تشبثت بثوبه واطلقت العناء لدموعها لكنها لم تنهار بشده بل كانت تبكي بصمت.
تبكي ندمًا على ما فعلته تبكي على كل شيء حدث تبكي على صديقتها التي خذلتها وهي التي فعلت اشياء لاتعقل بسببها!
كيف لها الان تكسر قلبها وتخذلها وكان لا رأي لها !
رغمًا بانها هي التي بدأت وهي التي سببت جميع ما حدث للغيناء!
لم تعد تطيق ذلك المكان تريد ان تبتعد عنه بأسرع وقت لاتريد العوده لهُ البتة.
اردفت لمُهاب بهدوء: خذني من هنا.
نفذ امرها له واخذها بين احضانه وذهب بها الى مكان لايخطر على مخيلتها.
طرق الباب بخفه ولكن لم يسمع صوتها من تأذن له بالدخول!
طرق مره اخرى ولكن ايضًا لم يسمع صوتها ليفتح الباب بتسارع خوفًا عليها ليتفاجئ ببكائها وكيف انها تجلس وتحجب وجهها عن الرؤيه بأناملها.
ليقترب منها بتسارع واوقفها واجلسها بحُضنه واردف بتساؤول يوضح فيه الخوف: شفيك يا عين ابوي شفيك؟. 
لم تجيب عليه ليعود ويبعد اناملها ونظر لوجهها المُحمَّر ليردف بمحاولة تهدئتها: شفيك يا بنت ذا القلب مين مزعلك؟.
نظرت إليه بصمت ثم اردفت: الغيناء.
عقد حاجبيه وهو منتظرها تُكمل حديثها ليردف: شفيها؟.
ألتزمت الصمت ولم تجيب عليه واخذت تُفكر كيف مرت هذه الايام بلمح البصر وكيف كانت فوضى والان اصبح الهدوء يحتلها.
ابتلعت ريقها ونظرت لساجي الذي يشاهد صمتها ويتأمل كيف هي بعالم اخر عالم لايعرف بما يحمل من هموم واحزان وانكسار وخوف او انه يحمل الفرح والسرور والبهجه  والضحك؟.
وقفت وأتجهت لخزانتها واخرجت منها بجامة دافئه لتدخل دورة المياه تحت نظرات ساجي المُتأمل صمتها الغريب!
-
اخـذها الى منزله المُبعد عن انظار الجميع مُعتزل عن العالم قصر بوسط صحراء لا حوله حيوانات ولا انسان.
التفت اليها نظر إلى صمتها هي ايضًا وكيف انها تُفكر في امر ما لايعرفه ولكن يثق بأنها سوف تخبره في اي وقت كان التفت اليه وسقطت انظارها بأنظاره لتستمع لامره بالنزول لتنفذ ما امرها دون اصدار اي صوت فقط صوت باب السياره الذي انفتح لتنزل منه ليمد لها مفتاح المنزل لتسلمه وجرت خطواتها بهدوء الى الداخل تاركه مُهاب خلفها.
ادخلت المفتاح في الباب لينفتح بهدوء ودخلت نظرت لاجواء القصر كيف مُظلم كعادته لكن الشيء الغريب القصر  نظيف وبشده لم تكترث للامر لتدخل

وغرست الغيناء اغصانها في قلبه.  وسقط طريحًا على الارض مُغرمِ!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن