بارت 29»

195 4 0
                                    

صمتت قليلاً لتـردف: حتى لو ان اخطائي كثيره؟.
ابتسـمت الغيناء لتـردف: نعدل الاخطـاء.
لتـردف زَهـراء: وان كـانت ذنوبي كثيره والبعض منها ماتغفر؟.
شعرت بشعـور غريب وابتلعـت ريقها لتبتسم مُردفه: ان الله غفور رحيم يا زهراء توبي الى الله وبأذن الله يغفر لذنوبك!
ابتسـمت زَهـراء لتـردف: يازين السوالف معك.
ضحكت الغيناء لتـردف: لاتسمعك الهنوف ومن ثم تسفل فيني رايح جاي.
ضحكت زَهـراء لتـردف: يا هذي الهنوف اللي ابلشتيني فيها.
عقـدت حاجبيها لتردف بتمثيل للعصبيه: هيه حدك عاد الا الهنوف صديقتي وتؤام روحـي!  
اردفـت زَهـراء: العذر والسموحـه منك يا سمو الاميره.
ضحكت الغيناء لتـردف: خلاص مسامحتك.
اردفـت زَهراء بتـوديع: يلا عاد استـأذنك وراي دوام بـداوم!
اردفـت الغيناء بتساؤول: الحين كم الساعه عندكم؟.
اردفـت زَهـراء: نفس توقيتكم يا الخبله يلا روحي بقفل اقولك وراي دواام!
ضحكت الغيناء لتـردف: زين زين فمان الله!
اغلـقت هاتفـها لتبتسـم بهدوء ورفعـت انظـارها لديكـور الذي ابهرهـا بجماله تمـدت علـى السـرير وهِـي تنظـر لساعـة توشير لِـ١٢مساء فهي تنـوي الخـروج فِي الساعه ٤ عصراً وتطمـئن على اهـل قريتها وكيف اصبحـوا المُصابين هل هم فِي احسن حال؟.
نظـرت لعـدم وجـود احـدا بالقصر حتى الخـدم لا يوجد اي خـادمه لتشعـر بالخـوف فهي تخـاف من الوحده!
لتـأخذ هاتفهـا تبحـث عن اسم مُهـاب ولكن اكتشـفت بأن رقمه غيـر مُسجـل بهاتفها!"
أطـلقت تنهيده عميقه لتُنـزل قدمهـا ببـطء وهي تجـر اقدامهـا لخـارج الغرفه.
نظرت لهـدوء المكـان لتُطـلق تنهيده ونـزلت للمطبخ تنـوي ان تصنع لها كوبًا من الشاي.
وقفت فِـي منتصف المطبخ وتخـصرت لتـردف بتحلطـم الحين وين احصل لي كـوب شاهي؟.
تقـدمت لنـافذه بفضـول لتتوسع ابتسامتـها على المنظر الذي رأتـه كـان مُطل على حديـقه جميله تمـلئهـا الزهور والعشب الاخضر لتبتسـم وجـرت اقدامـها لبـاب تود ان تفتحـه ولكن لم تستطيع لانـه مُغلق بأحـكم لتضـرب بقدمهـا في الارض وهي تتحلطـم.
اخـذتها اقدمـها الى صـالة الجـلوس لتجـلس بملل.
سقطت خصـله علـى وجههـا لتنفخـها بملل.
غضبت من لم تعـود الى مكـانها لتقف مُردفه بصوت عالي: اووف حتى الخصله مو راضيه تسمع الكلام!!!!
وقفت قليلا لتتـذكر عمّـها سعد لديـه رقم هاتف مُهـاب لتقف راكضـه للاعلـى ولكن تأوهـات من شعرت بألم فِي بطنها لتعـود للاسفل بألم شديد. عضـت شفاهها بألـم لتتسقط دموعهـا بخـذلان وتعب.
~
بينما مُهاب الذي كـان غـارقًـا فِي دوامه بين الاوراق بمُحاولـة تخفيف غضبـه الشديد لكي لا يؤذيهـا باي تصـرف سخيف.
لم يستطيع ان يكمل اوراقه بسببها فقد اخـذت عقله بأكملـه لم يرتاح له بال وهي بعيده عنه!
مـرت ساعه ليخــرج من مكتبه وصعدا لسيارته مُتوجهه لمنزله التـي تتوسـطه غينائتـه!
وصل للمنـزل في وقت قصير بسبب سرعته الزائـده التي اعتاد عليها ولكن هذه المره عـاد مُتلهفا عكس باقي الايـام كان يعـود مسرعًا ليعزل نفسه عن العالم.
الان اصبحت الغيناء هي عزلته ومهـربه.
اخذ ريمـوت البـوابه ليضعط زراً جعلها تفتـح وأدخلها ثم اوقفها وأطفئهـا واغلق البوابه بذلك الزر نفسه!
اخـرج مفاتيـح المنزل وفتحه بهدوء.
دخـل واغـلق الباب بهدوء ومشـى بأتجـاه صالة الجـلوس ولكن عقد حاجبيـه من سمع صـوت بكاء خفيف ليتساءل نفسه؟
الغيناء في الاعلى ولكن!!
توسعت حدقة عيناه من تذكـر بأنها تستطيع النزول ولكـن الصعـود؟.
تسـارعت خطـواته بأتجاههـا وفعلا كـانت تجلـس في صـالة الجـلوس بشعرهـا المنثور حولهـا وهـي تبكي.
تقـدم إليهـا ليأخـذها بين احضـانه وأردف: ليه ما اتصلتي علي؟.
رمقتـه بغضـب لتـردف: كيف ودك اتصل عليك وانت مو مسجل رقمك بجوالي؟.
عض شفاهه بغضـب من نفسـه ليـردف: ليه تنزلين وانا مو موجود ؟.
لم تُجـيب عليه التـزمت بالصمـت لتتسـع ابتسامته ليـردف: الحين انتي زعلانه علي؟.
رمقته بنظـرات غاضـبه ليكـتم ضحكتـه من غضبهـا الطفـولي.
شعرت بأهتـزازه لتـردف بغضب وهي تبعده عنها : نزلني!
ليرفـع حاجبه مُردف: متـأكده؟.
اردفـت بغضب: اي متـأكده نزلني يا مُهاب!!!
انزلها ببطء للتأوه لتتشبـث بعُنقه ليـردف بتنهيده: عنيده.
صعـد بهـا الى الاعلى ليفتـح باب غـرفته ببطء وجعلها تتمـد على السريـر ليـردف: الحين خليني اشوف عمليتك عـشان اتطمن منها!
هـزت رأسهـا بالنفي لتـردف بخجل: مافيها شيء مو لازم !
عقد حاجبيه وكـان على وشـك النطق الا انهـا قاطعته بخـوف: خلاص امزح شوفه!
وقف ليأخذ حقيبـة الاسعافات الاوليه وجـلس بجـانبها.
رفع طرف لبسهـا لتعـض شفاههـا بخجل.
بينما هو عقد حاجبيه مُركز فِي طريقـة خياطتهـم للعمليه!
كانـت الغرز مشـدوده للغـايه!
ليشتد برصـه على فكـه بغضـب!"
رفع انظـاره لهـا كـانت تُصـارع الالم ولكـنها كاتمه ألمهـا!
انزل لبسهـا ليـردف: ودك تبدلين اكلم سعد يجـيب لك ملابس؟.
ابتـلعت ريقها وهـزت رأسهـا بالايجـاب.
ليقـف مُرسل لسعد رساله«جيب للغينـاء ملابس كـانت تود سـؤاله عـن سبب غـيابه ولمـاذا غـاب عنها!
ولكن التـزمـت بالصمت.
تقـدم إليها ليـرفع الغطـاء ويُغطيهـا وأردف لها بهـدوء: نامي لاجـاء سعـد اصحيك تـبدلين.
ابتـلعت ريقهـا من قربـه الشديد لهـا واغمـضت عينيهـا من قبّـلها برأسها وأطـال بقبلتـه.
ابتعد عنها ليـردف ببحـه: لا اشوفك صاحيه.
كـشرت لتهـز رأسهـا بالايجـاب لتُغمض عينيهـا لمحاولة النـوم!
نظر لهـا وأبتعد من اغمضت عينيها لهدوء وقرر ان يكمل باقـي اوراقه بجـانبها!
~
وضعـت الصحـون ومن ثم الاكـواب ووضعت في صحـون الكبيره المُقبلات الخفيفـه واخـذت ثـلاجة الشـاي ووضعتها بجـانب سفرة الطعـام لتخـرج ونـظر لخـالها سعـد وغيث لتـردف: انتوا ما ودكم بريوق؟.
اردف سعـد وهو يُشـير لساجي المُتكـي: قولي لخطيبك وده بريوق!
ضـربه غـيث برأسه ليـردف له : مو كذا مو كذا! ثم رفع انظـاره لهـا : جـايينك يا بوك ثواني بس.
هـزت رأسهـا بالايجـاب وهي تُفـكر بحديـث خالها سعد!
نـزلت الجـده من الاعلـى وهي مُبتسمه لتـردف لها : قبل الفطور ابيك بكم كلمه!
ابتسمت لهـا الهنوف لتـردف : سمّي يا اميه شو فيه؟.
مسحت الجـده علـى شعرها لتـردف: والله وكبرتي يالهنوف يا ريحة الغـاليه وصـار عندك خطـاب!
ابتلعـت ريقها بتـوتر وبخـوف من الخبر التي سوف تلقـيه الشخص الذي تقـدم لها صـقر ام ساجي!
لحظـات من الصَمت ودقـات قلبهـا مُتسـارعه وتشعر بأن العالم قد توقف وتبقـت جدتها التي تبتسم لها لتنصت لهـا جيدا.
لتـردف مُكملـه بحـديثها: تقدم لك رجل ونعم فيه وتربيتي وتربية اختي المرحومه ساجي.
ابتسـم بداخـلها لتـردف الجده: شوفي يا بنتي في موضوع لازم تعرفينه وهو بالاساس انتي حليلةً له لان ابوك قبل وفـاته زوجك بسن ٩ سنوات ولكن هو ما فصـح العلم هذا وما نطق به ولكن قرر انه يتقدم لك بطريقة تليق فيك.
اتسَعت حدقتـها بـذهول من هول الخبـر الذي سمعته!
ابتلعت ريقـها لتردف: شو يعني تزوجني اميه؟.
اردفت الجده: ابـوك كان مريض بالسرطـان وكـان خوفه عليك كبير ومابقى الا ولد صـاحبه ساجي اللي كان من خلقتي وهـو يتغزل فيك ويقول والله ماتكون زوجة غيري!
وانكتبتي له بسبب حبه لك ومن صار عمرك ٨ سنوات وابوك على سرير المستشفى بين الحياه والموت امر بأنهم يملك عليك ساجي قدام عيونه عشان لا مات يموت وهو مرتاح اتصلوا على امك وجابتك للمستشفى وانا كنت موجوده بجانـب امك وخالك غبث وسعد كانوا الشهـود! اخـذك خالك وقالك وقعي هنا بيجـرب توقعيك وانتي وقعتي على نياتك والحين يا بنتي ارضي بالواقع و بقضاء الله وقدره لعل كل شيء خير لك البعض اذا تزوج طفله اخذها وعذبها واخذها وسيله لتسليه!
ابتسمـت الهنوف بأقتناع بحـديث جدتهـا لتـردف بمزح: يعني الحين افكر في الموافقه؟.
دخل سعد ليـردف: تفكريـن وانتي زوجته صاحيه انتي؟.
اردفـت بغضب : يدوه امسكي ولدج !!
ضحـك غيث ليحـاوط بأكتافهـا ليردف: الا هنوفتي عاد ما اسمح لك يا سعد !
اردف سعد: من الحين اقولها لك بالصريح ترا زوجها قدامك هو المسؤول عنها.
ضحك سـاجي ليـردف بهمس للجـده: هان الموضوع؟.
اغمـضت عينيهـا بأبتسامه وأردفت هان يا وليدي خذها لجناحـك لو تبي بعد.
توسعت حدقـة الهنوف لتـردف: يدوههه!
ضحكوا وأردف سعد بضحكه: ساجي اعترف وش مسوي ببنتنا!
رفع يديه للاعلـى بأستسـلام ليـردف: ماسويت شيء لها  
ابتعلت ريقها لتردف يغضب : الاكل جاهز.
وصعـدت للاعلـى وهي كـاتمه لدمـوعهـا من شـدة الخجل!
~
فَتح هاتفه ليـجد رسـالة من مُهـاب ليعـقد حاجبيه للتوسع بـذهول من الخـبر!
يعني ان الغيناء معه طـوا هذه الفتـره!
لكن لمـاذا لاحد يعلم عنهـا ولماذا اخفى سـر تواجـدها بقصره!
والشيء المُصدم بذلـك ان قصـر مُهاب المُظلم دائما واضـوائه المُنطفئـه!
والغينـاء تكـره الظلام بشده فمبجـرد ان يحل الظـلام ترتجـف اطـرافها وتبدأ في نـوبة هـلع لا نهايـة له !
فـز من مكـانه وتوجهه للخـارج وهو ينـوي الذهـاب لقصـر مُهاب!
كانت خـطواته سريـعه وهـو يتوعـد فِي مُهـاب.
يعلم جيـدًا ان مُهاب لايعـرف التعامـل مع جنس حـواء ولكن تضل هـذه ابنته التي رباهـا الى ان كبـرت!
يعلم انطباعها جيدا وكيف تتصرف وقت خوفهـا سوف تتأذى من نفسها حتى !
لهذا السبب غضب سعد لان يعرف الغينـاء كيف تأذي نفسها بدون تفكـير ولا وعي منها احتمـال جدا كبيـر ان تنتحـر وتضـيع من بين ايديهـم!
عدوهـا الظلام والسـواد بينما مهاب عدو النـور والبياض فكيـف سوف يتعايشان؟. 
صحيح انهـا تعشق الهدوء وعدم الفـوضى ولكن بوسـط قصر مُهاب لاتستطيع ابدا ان تتأقـلم على الوضع بسهـوله وخصوصـا ان القصر شبهه مهجـور بسبب سفرته الاخيـره واطال بالسفر ولم يعود الا بعد سنين كثيره والان يعود إليـه بكل بساطه ومع من؟ مع الغيناء هذا شيء لا يرضـي ابدا!
وقف امـام القصـر وبسبب صداقتهمـا فأعطى مُهـاب نسخة لباب القصـر!
دخل سعد وصعـدا للاعلـى يعلم ان الغيناء تتـواجد في غرفـة نومه وهو معهـا وطبيعي بأنه لا ينـام في الليل لانه صديق الليل وانيسـه.
فتح البـاب وفز مُهـاب بتعقيد حاجب ليـردف بهمس: سعد؟؟.
هـز رأسه بالايجـاب ليُشير له بالنزول للاسفل ليردف مُهـاب بهمس: زين زين جايك الحين.
تحركـت خطواته للاسفـل ودمـه يثـور بالغضـب. ببنما مُهـاب جمع اوراقـه ووقف اخفض للمكيف والتفت لينظر إليها كانت نائمـه بعمق اغلق الاضـاءه ونـزل للاسفل جاهـلاً ما سيحدث لهـا!
نظر لسعد الغـاضب ليبتسـم يعـرف جيدا ان سعد لا غضـب لايستطيع اتحكـم بأعصـابه فتركـه ينقص عليه كالاسـد الجـائع
~
نظـر لنـزوله ليرفـع عيناه للاعلـى واخذ يلعب بالمسبحـه لعل وعسى لا يتهـور بأفعاله ولكـن عندمـا نظر لابتسـامتـه ليتقدم إليـه بغضب ومسـك من يـاقته وأردف بغضب:
كيف تاخذ الغيناء لقصرك ذا وانت عـارف انه مهجور يا مهاب.
التزم الصمـت مهاب وهو يسمع حديثـه دون رد ليزداد غضـب سعد ليدفعه بقـوه على الحـائط وضرب ظهره على الجـدار مما عض شفاهه من الالـم ولكن سرعان ما ابتسم.
تقـدم سعد ليـردف بحده: انت عارف وش بيصير لها! انت عارف ان البنت ذي عندهت عقده نفسيه من الظلام والاماكن اللي مثل قصرك!
مهاب صحصح يا مهاب ماهقيت انك سخيف لدرجه ذي!
ابتسم مُهـاب ليتـقدم بأحتضانـه واشتد عليه من نظر لانفعاله.
ولكـن سرعـان ما استسلم بين احضـانه ودموعـه قد هطلـت بتعب هطلت هطول الامطار الغزيره وابللت خده كألارض الجافه عندها تهطل الامطار عليها شعر بأن هناك ثقل على ظهره ومن شدة هذا الثقل قد انهـار عندما احتضنه صديقه المقرب لقلبه والذي اذا غضب او تأذى منه لا يفترقان انما تزداد علاقتهم قوه وصلابه!
يعلم جيدا مُهاب ان سعد كان خائفًا على الغيناء لانها ابنته تربت بين راحة كفوفـه وايضا كان يخبره بأن في صغرها قد سمعت صوت انهدام منزل في الليل واصوات كلاب تنبح ايضا في الليل وواجهتها اشياء كثيره حدثت في الليل لذلك سبب لها الرعب بقلبها واصبحت تخـاف الليل وبشده!
ربت سعد على ظهره ليـردف له : عارف يا عين اخوك وبكون لها الحامي والمحامي لاتخـاف عليها يا سعد وهي بين يدي وانت وانا واحد ولانسيت يا سعد؟.
مسح دمـوعه بشمـاغه وابتعد واردف ببحه: مانسيت مانسيت يا رفيق الليالي لكن يا مُهـاب الغيناء رقيقه واتفه الاشياء تجرحها وتكتم بكاهـا وانكسارهـا وتظهر لك الابتسامه والضحك لهـا ماضي محد يعرفه غير انا وهي للان تعاني منه.
سكت قليـلا وأردف بتعب: سلمتها لك يا مُهاب وحافظ عليها كمحافظتك على قطه اخر وحده في العالم من الالماس لاتنكسر ولا تخدش ولا يتغير لونها ولا تنسرق! عقد حاجبيه مُهاب واردف بتمثيل للحده بأخفاء لابتسامته: سعد!!!
فـز سعد واردف: اعوذ بالله نمزح يا شيخ.
ضحك مهاب ليردف جبت للغيناء ملابسها؟.
ناظره بطرف عينيه وهو يحك راسه واردف : نسيت.
ضرب مهاب كيفه بجبهته واردف: وليه جيت اجل؟.
اردف بطرف عينيه: عشان ادبك.
مُهاب ضحك بذهول واردف: لا يشيخ!
هـز راسه بالايجاب بالايجـاب ليقف واردف: بروح اجيب لها ملابس الحين تقوم زعلانه وتقلب قصرك ذا عليك.
ضحك بهدوء واردف: عاقله الحمدالله طلعت مثل زوجها.
اتسعت حدقته بذهـول واردف: انت عاقل!
دفعه مُهاب وهو كاتم ضحكته واردف: روح بس لا تتاخر لان كملها نايمه ترا.
اردف بذهول: احلف!
اردف بضحك: والله.
رفع ثوبه لخصـره واخذ شماغه وركض بكل سرعه للقريه تحت ضحك مهاب العالي.
اغلق مُهـاب الباب وصعدا للاعلـى ينوي اكمـال الاوراق التي عجز عن اكمالها. 
كانت في معـرض لرسـم وتتأمـل الرسـومات بأنبهـار كانت جميع الرسـومات عن صور ارواح تقـدمت ببطء وهي تتأملـها الى ان وصلت الى اللوحه تلك وكـانت صورتهـا لتضحك عندما نظرت لتفاصيـل الواضحه وكيف رسموا برقعها بأتقـان تأملت اللوحه قليلاً ثم سمعت صوت لتلف سريعا وانتقلت انظـارها لمكان تواجدها فيه لكن لم تجـد احدًا. عقدت حاجبيهـا بتعجب لتُرجع اللوحه لمكـانها بهدوء والتفت لتمشي عائده للقصر.
لتدخل القصر بهدوء وصعد للاعلـى وهي تراقب تفاصيله المرعبه وفجأه نظرت لمجسم يتحرك لتتوسع حدقة عينيها بذهـول وبدأت تتسارع خطـواتها لتسمع صوت ضحكـات فتاة يعم المكـان.
هـزت رأسهـا بالنفي وبـدأت تركض في القصر المُظـلم وصوت الضحـكات تلاحقـها لتجن جنونها وتزيد في سرعـة ركضهـا الى ان اختفى صوت الضحك لتقف بين ممر للتتـوه.
انتقلت انظارها مُتفحصه لطريـق الخـروج لكن سقطت انظـارها على تلك العجـوز التي ترتـدي عبائة سوداء وقفـازات سوداء لتأتيها من خلفهـا وحاوطت اكتافهـا لتُمشي بهـا لخـارج القصر.
تقشعر جسـد تلك الفتاة عندما شعرت بملـمس القفازات الناعمـه لتحرك خطـواتها دون وعي منها الى ان قابلت باب كبير اسود لتفتحـه تلك العجوز ليخرجان منه بصـمت مُريب!
كانت ليله البدر قد اكتمـل فيهـا لتتسع حدقتهـا من نظـرت لجبل مرتفع لتمشي بها تلك العجـوز الى ان وصلت للهـاويه ثم ابعدت الغطاء عن وجههـا ليظهر وجههـا المخيف لتصـرخ الغيناء.
فـزت من نومهـا وهي تلقط انفاسهـا ويديهـا عُنقهـا التفت لتبحث اين هي فـوجدت نفسها بنفس القصر الذي حلمت به.
ابعـدت الغطاء ونزلـت اقدامهـا وتسـارعت خطـواتها للخـارج بفزع وخـوف!
ركضـت الى الاسفل تبحـث الامَان فقط ومن شدة خوفهـا نـزلت دموعهـا.
نـظرت لدرج لتشعر بألـم في بطنهـا نزلتـه بعد جهد والتفت لتنظر لمُهـاب الذي كان غارق في اوراقـه.
لتتسارع خطـواتها بأتجـاهه ودخلت بحضنه واطرافهـا ترتعش وبشده!
بينما مُهاب الذي كان غارق في اوراقه سمع صـوت الغيناء وهي تلقط انفـاسها توسعت حـدقة عيناه من كانت ثيـابهـا بلون الاحمر لكنها لم تهتم!
دخـلت بحضنه وهي تتمـتم بعبـاره وحده فقط وهي"انقـذني منهم"
اشتد بأحتضـانهـا ليشعرها بالامَـان لترتـفع انامـله ليمسـح على شعرهـا بهدوء ليـردف بهدوء: اشش اهدي اهدي.
دفنـت رأسهـا بعنقـه لتسمـح لدموعهـا بالنزول ليرتفـع صـوت شهقـات.
كانت انفـاسهـا تلفـح عنقه بحراره ليعقد حاجبيـه مـن حالتهـا الغريبه هذه!
ابعـد الطـاوله التي امامـه واخـذها بين احضـانه ومشـى بها الـى حديقـة القصر لكن استوقفته من همست ماودي اطلـع يا مهاب!
عقـد حاجبيه ليحـاوط وجهها بكفـوفه: شسبب خوفك؟.
نظـرت له بأعين دامعـه لتـردف : كل شيء حولي مخيف.
عقد حاجبيه ليسأل: وش كان حلمك!
التفت بوجهها الذي كان بين احضـان كفوفه تناظر ديكـور القصر  وهي تتذكـر تفاصيـل الحلم الذي كان واضحًا وضوح الشمس.
مسـك بوجهها ولفـه بأتجـاهه لتخبره بتفاصيل الحلم من البدايه الى النهايه.
ليبتلـع ريقه من شفاههـا التي ترتجـف من اثر كتمـانها لبكائهـا ليُميل برأسـه ويُقبلـها قُبله جعلتها تتشبث فيه دون ادراك منهـا.

وغرست الغيناء اغصانها في قلبه.  وسقط طريحًا على الارض مُغرمِ!.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن