بينما كانت الشمس تغرب خلف الأفق الصحراوي، وصل الشباب إلى مدخل وادي الأزل. دامس كان يمشي بخطى ثقيلة، والندم كان واضحًا في عينيه. الونبيسي، الذي كان يمشي بجانبه، لاحظ حالته وقرر أن يكسر الصمت.
قال الونبيسي، "دامس، أنا عارف إنك ندمان، بس متنساش إننا كلنا في الهوا سوا. مهما حصل، إحنا معاك يعني، فمتشلش الهم لوحدك."
دامس نظر إليه بامتنان وهمس بجانب اذنه: "شكرًا مفيش داعي لكل ده"
بعد دخولهم للممر كانو يتفقدون الصندوق الذي كان محطما بالكامل و متبعثرا في كل مكان، الونبيسي استمر في التحدث دون أن ينظر إلى دامس: "بس افتكر، الاهم متلمسش أي حاجة جوا. لازم نكون محرصين."
وفي لحظة تردد، التفت الونبيسي ليجد أن دامس لم يكن بجانبه. نظر حوله بقلق ليكتشف أن دامس قد دخل بالفعل إلى الممر الضيق الذي حذره منه سابقًا. القلق ارتسم على وجوه الجميع، والونبيسي صرخ بصوت مليء بالخوف: "دامس! ارجع! المكان ده ممكن يتهدم فوقيك!"
لكن دامس كان قد اختفى بالفعل في الظلام العميق للممر، تاركًا أصدقاءه في حالة من الذهول والقلق على ما قد يواجهه في الداخل.