chapter 26

19 0 0
                                    

في هدوء المستشفى اللي شايلة الجبابرة، كان أدهم بيراقب السقف بعنين مفنجلين، بيتأمل الضل الناتج من نور السما اللي طالع من الشباك. فجأة المكان اتهز جامد و انتشر التراب من السقف المتشقق، ومع صوت الانفجار، ظهر اتنين زنجيين، واحد منهم بيلف سلسلة كبيرة بإيده اليمين ولابس قناع عليه فراشة سوده، و التاني شكله مألوف و على رقبته تعبان.

أدهم، نط من مكانه برشاقة وسحب سيفه اللي طلع منه نار علطول، نورت الاوضه كلها بنور لونه أحمر غامق. إبراهيم راضي، صحي بسرعه و مسك صولجانه اللي بدأ يلمع بسبب طاقة البرق، ومحمود عيد، قام و و حط قناعه اللي نور عينيه بلمعان الحيوان المفترس.

الراجل اللي معاه سلسلة، صرخ بصوت عالي و خلى السلسلة تلف حواليه في دواير سريعة، و طلعت صوت هدير ذي الرعد. التعبان الأسود نزل من على رقبة الواد التاني و جري ناحية الجبابرة بسرعة البرق، بس أدهم قرب بخطوة واحدة وقطع الهوا بسيفه، فطلع شرارة نارية ناحية التعبان اللي جاب ورا بسرعة.

فجأة، الواد صاحب التعبان ضحكلو ضحكة شريرة و طلع نار من إيده، موجهًا كلماته لأدهم بسخرية: “مش لوحدك اللي بتستعمل النار.”

تعابير الدهشة ظهرت على وش أدهم، بس مجبش ورا.

إبراهيم راضي رفع صولجانه و ضرب شحنة كهربائية قوية ناحية الراجل اللي معاه السلسلة، فخلاه يرجع خطوة ورا. محمود عيد، بخفة الفهد، هجم عليه و ادالو بوكس قوي وقعو على الارض.

المعركة اشتدت بسرعة، والضربات القوية تتبادل بين الطرفين. الجبابرة، بمهاراتهم القتالية الفائقة وأسلحتهم الأسطورية، كانوا يتفوقون على الرجلين الغامضين. ومع كل ضربة من سيف النار وصولجان البرق وقبضة الفهد، كانت الأمور تتجه نحو نهاية لا مفر منها للمعتدين.

و فلحظة حاسمة، أدهم قرب بخطوة جريئة ادالو ضربة نارية قوية عورت الواد اللي معاه السلسلة في صدره، فخلاه يقع مغمى عليه.

استغل صاحب التعبان الدوشة و ضرب كتلة من النار ناحية محمود عيد، فحرقتلو كتفه و شتت انتباه الجبابرة. و في لحظة الارتباك، رجع بضهرو بخفة و فوسط دخان النار صنع حاجز من اللهب حوليه، عشان يمنع الجبابرة انهم يقربو. وهما بيحاولو يعرفو هيعدو إزاي اتحول صاحب التعبان لشعلة نار و طلع من الشباك وهوا سايب وراه خط ناري بيودي على طريق هروبه

الجبابرة، بعد ما طفو الدخان، لقو نفسهم لوحديهم مع الواد المهزوم، و اختفى صاحب التعبان خالص.

وسط التراب و الأنقاض، فضل الواد ابو سلاسل يضحك بصوت عالي، صداه ملى الاوضة. الجبابرة، مستغربين و و استعدو لأي حركة مفاجئة، قربو منه براحة.

"أنت مين؟ و ليه هاجمتنا؟" سأل أدهم بصوت قوي، وهو يمسك سيف النار بإحكام.

الواد، وهو يحاول السيطرة على ضحكاته، نظر إليهم وقال، "اسمي سيد طارق، و اللي كان معايا، اسمه عبد الرحمن."

"عبد الرحمن؟" تساءل إبراهيم راضي بدهشة.

سيد طارق، ما زال يبتسم، قال، "عبد الرحمن مش ذي أي عدو قابلتوه قبل كده. ده عندو تقنيات تعدي الخيال، و هروبه ده دليل على براعتو."

الجبابرة تبادلوا نظرات متسائلة

وقف سيد طارق قدام الجبابرة، و باين عليه انو متدايق. بصوت حزين و عنين بيشعو بحزن الماضي، بدأ يحكي القصة التي حصلت قبل ملايين السنين

"كان رمسيس الثاني، حاكم وادي الأزل، ظالم ميعرفش الرحمة. لم مكتفاش بالسلطة والثروة، لا ده طمع كمان في الخلود. السكان الأصليين للوادي، اللي سمو نفسهم "الأمبيان" حولهم لمسوخ شكلهم مقرف، ضحايا لرغباتو المريضة. و موقفش لغاية هنا، لا ده شرب من دمهم هو و اللي معاه، ماشي ورا أسطورة بتقول أن اللي هيدوق دم الأمبيان "سيحظى بالخلود الأبدي."

ابراهيم راضي، سأل سيد طارق، بصوت مليان غضب و استنكار: "ومين اللي كان معاه ده؟"

سيد طارق، باصص على الارض و بيتكلم بجدية، قال: عايز تعرف؟ اسمه "مهند" كان دراع رمسيس اليمين، كان ذي ضله اللي مبيفارقهوش. مهند، اللي كان يُعتبر بطل، اتحول لوحش بأمر من رمسيس."

الدهشة والصدمة ارتسمت على وجوه الجبابرة، وهم يستوعبون الحقيقة المروعة.

كمل سيد طارق، صوته مليان قوة و عزم: "محدش عرف يفلت من طغيان رمسيس غير طفلين كان طفل عندو قوة ممتلكهاش غير اللي عندهم براءة فتح بيها بوابة نجمية بتودي لعالم تاني اسمه الأرض هرب هو و اخوه مرضيش يجي معاه. رمسيس، اللي كان الأرض هو وطنه الاصلي رجع تاني لهناك في دور البطل بعد ما حول الطفل لمسخ بهالة سوده بتشع ظلام و ربطو قدام أهل الأرض و حبسو لعشرة سنين كعقاب ليه و بعدها لعنه جوه صندوق ذهبي...

و ده كان سيدي منتو سيت.

مفاتيح وادي الأزل: ألغاز الصحراء المصريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن