chapter 27

18 0 0
                                    

في الصبحية، بعد ما الثورة هديت والدنيا استقرت، وادي الأزل كان شكله حزين. الخراب كان مالي المكان، والأرض اللي كانت زحمة وضحك ولعب، دلوقتي ساكتة ومفيش فيها غير الهدوء. السما فوقها، من غير شمس ولا قمر، كانت بتنور الوادي بألوان عجيبة، ألوان مشفهاش أهل الأرض قبل كده. والأرض نفسها كانت عبارة عن سحاب ناعم تمشي عليه وكأنك بتمشي على القطن. والطيور السحرية اللي بتطير في السما اللي بتاخد الناس يمين وشمال في الوادي.

في مستشفى تانية، الرجالة عباس وعبدالله والونبيسي كانوا لسه صاحيين، بيهزروا حوالين سرير دامس اللي كان لسه نايم. الجبابرة مكانوش موجودين، بس الرجالة كانوا بيضحكوا ويتسلوا

عباس: “فاكر الطير اللي جابك المستشفى ده؟ كان شكله كأنه خرج من فيلم كرتون!”

عبدالله: “والله يا عباس، أنا كان نفسي يطلعلي جناحات وأطير معاه!”

عبدالله كان بيقول في نبرة ضحك: تفتكر دامس هيصحى لو قولنالو رمسيس التاني جه؟

رد عباس وهو بيهزر: أول لو عرف أن الطيور بتنزل حلويات ببلاش.

الونبيسي كان شكله جدي شوية، مشغول بيفكر في اللي جاي وفي خطة منتو سيت اللي جاية.

الوقت عدى و الرجالة قضوا وقت جميل مع بعض، بس دامس كان لسه في النومة، وده خلاهم قلقانين عليه. حاولوا يصحوه بكل الطرق، بس مفيش فايدة، كان في سبات عميق. الدكاترة جم وكشفوا عليه وقالوا إنه في غيبوبة.

فعالم الاحلام، دامس كان شايف نفسه في مكان أبيض فاضي خالص، وكان فيه نور وراه. لما لف راسو لقى عبدالله واقف على مكان عالي أوي، زي الأبطال كده، وفجأة واحد طلع من وراه وطعنه.

دامس فاق من الحلم مفزوع، و صحابو جروا عليه يهدوه ويهزروا معاه علشان يطمنوه. الونبيسي، وشه كله جد، قاله: "يا عم قلقتنا عليك، في إيه كل ده."

دامس، وهو لسه بيحاول يستوعب اللي حصل، قالهم: "يا جماعة، فيه حاجة مهمة أوي لازم أقولهالكم، حاجة مهمة جدًا."

دامس كان قاعد على السرير، وشه أصفر وعيونه مليانة خوف. الرجالة حواليه كانوا قاعدين بيهدوه.

دامس بدأ يتكلم بصوت متقطع “أنا حلمت حلم وحش جداً، والأسوأ هو تفسيره…”.

الونبيسي، اللي كان شكله أكثر واحد متوتر فيهم، بصله وقال: “طب قول يا دامس، ومتخفش، احنا كلنا معاك. مفيش حاجة هتحصل.”

دامس، وهو بيحاول يجمع كلماته، قال: “في بيننا خاين… أنا حلمت إن في حد مننا بيطعن عبدالله. وده معناه إن في خاين بيننا احنا الخمسة.”

الغرفة سادها صمت تقيل، كل واحد كان بيبص للتاني بشك وحيرة. الجو كان موتر جداً، وكأن الهوا نفسه وقف.

مفاتيح وادي الأزل: ألغاز الصحراء المصريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن