chapter 19

26 0 0
                                    

جنب القلعة المتدمرة، كان على الأرض الجبابرة الأربعة مرميين وفاقدين الوعي، كلهم إلا واحد. حسين، صاحب الدرع الأحمر، كان واقف زي الأسد، مفيش ولا خدش عليه.

عزت كان واقف قدامه، ماسك رمح من الضوء اللي كان بيبرق تحت ضوء السماء. "مش ممكن، إزاي مقدرتش أجرحك؟" عزت بص لحسين بدهشة.

حسين رد وهو بيرفع رأسه متعرقا: "الدرع ده مش أي درع، ده درع "ألانين الازلي" مبيتأثرش بأي سلاح. وأنا مش هسمحلك تدمر الوادي."

عزت ضحك ضحكة خفيفة وقال: "تمام، يبقى لازم نشوف مين اللي هيكسب في النهاية. هل هو الرمح ولا الدرع؟"

حسين وقف مستعد لأي هجوم، وعزت بدأ يدور حواليه بحذر، بيدور على أي فرصة عشان يهاجم.

بدأ ألنور يشرق على الوادي والهوا كان بيحمل ريحة التراب والدم. القتال كان لسه بيبتدي.

و السماء كانت بترسم خيوطها الذهبية على الوادي، حسين، اللي كان لسه واقف زي الصخرة، بدأ يضيق الدائرة حوالين عزت.

عزت، اللي كان لسه ماسك رمح الضوء، بدأ يحس بالتحدي اللي قدامه. "ماشي يا حسين، يلا نشوف نتايج تدريب السنين دي كلها."

حسين مردش بكلام، بس بصوت درعه اللي كان بيبرق تحت السماء اللامعة، كان واضح إنه مستعد لأي حاجة. وعزت، اللي كان بيدور زي النسر اللي بيدور على فريسته، فجأة وقف.

"أنا مش هقدر أكسر درعك ده بالطرق العادية، يبقى لازم أستعمل أفضل ما عندي." وعزت رفع رمحه لفوق وبدأ ينطق بكلمات غريبة، والرمح بدأ يلمع أكتر وأكتر.

حسين، اللي كان عارف إن اللحظة دي هي لحظة الحسم، أطلق دفاعات درع "ألانين الأزلي" وبدأ يمشي ناحية عزت بخطوات ثابتة.

وفجأة، عزت هجم بكل قوته، والسهم لما خبط في الدرع، عمل شرارة قوية جدًا لدرجة إن عزت معدش قادر يشوف حاجة قدامه. الدنيا كلها بقت نور وشرار، وحسين استغل الفرصة دي. جري على عزت وهو مش شايف و ضربه في وشه.

عزت مكنش مستني الضربة دي، ووقع على الأرض من قوتها. حسين وقف فوقه وبص له بنظرة فيها شوية حزن على اللي حصلو. “مكنش لازم توصل لكده يا عزت، كنت زمان معلمي وقدوتي، بس دلوقتي أنا لازم أحمي الوادي منك.”

عزت، اللي كان لسه مرمي على الأرض، بدأ يفوق شوية شوية وبص لحسين.

وبعد ما حسين قال الكلمتين دول، عيونهم التقت وفيهم كل الحكايات اللي عاشوها مع بعض. حسين مد إيده ومسك سيف ادهم اللي كان مرمي على الأرض جنبه. رفع السيف فوق، وكل حاجة فيه كانت بتقول إنه هيطعن عزت، بس في اللحظة الأخيرة، قلبه مقدرش يكمل.

عزت بصله وفي عيونه كلام كتير، قاله: “أنت فعلاً أفضل تلميذ عندي.”

حسين، وهو لسه ماسك السيف، قال لعزت: “اهرب دلوقتي، وأنا هعمل نفسي إني فشلت في الإمساك بيك.”

وبكده، عزت قام من على الأرض، وبص لحسين بنظرة شكر وفهم، وبدأ يجري بعيد عن القلعة، وحسين وقف يتفرج عليه وهو بيبعد، وفي قلبه أمل إن اللي حصل ده يكون بداية لتغيير كبير في الوادي.

حسين، بعد ما تأكد إن عزت اختفى في الأفق، بدأ يتحرك بسرعة. نادى على طائر مهند، الطائر العملاق اللي كان دايمًا بيستخدموه في الرحلات الطويلة. شال صحابو المهزومين واحد ورا التاني وحطهم على ظهر الطائر.

مهند قام بس كان مصاب ببعض الكدمات.
أمره حسين: "روح يا مهند لمكان أمان، ومتوقفش غير لما توصلهم بالسلامة." مهند اخذ الطائر و انطلق في السماء.

بس في نفس الوقت، واحد من الرسل جه راكض وفي إيده رسالة للجبابرة. حسين استلم الرسالة ولما فتحها، وشه اتغير. القلق كان باين في عيونه. "إيه ده؟ ربنا يستر!.

في الأثناء دي الصحاب اتفرقو، دامس وعبدالله كانوا بيدوروا في كل مكان على منتو سيت. كانوا بينزلوا في الوديان و بيدورو فكل حتة، بس منتو سيت كان زي الظل، مش مبين ولا أثر له.

"لازم نلاقيه يا عبدالله، منتو سيت هو المفتاح لكل اللي بيحصل ده." دامس كان مصمم وعيونه مش بتفارق الأرض وهو بيدور على أي دليل.

وفجأة، في وسط البحث، لقوا علامة غريبة على الأرض. كانت بقعة كبيرة سوداء بتدل على مكان ما. "أيوه! ده يمكن يكون الطريق لمنتو سيت!" عبدالله صرخ بحماس.

ومن غير تفكير، دامس وعبدالله تفقدو العلامة، وهما مش عارفين إن ده هيوديهم لأكبر مغامرة خطر في حياتهم. وحسين، اللي كان لسه واقف مع الرسالة في إيده، حس إن هو داخل على مشكلة كبيرة. الوادي كان بيستعد لحرب كبيرة، وكل واحد فيهم كان لازم يكون على استعداد للي جاي.

مفاتيح وادي الأزل: ألغاز الصحراء المصريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن