في الوادي اللي كانت السكينة مالية كل مكان فيه، الونبيسي كان ماشي بين الأزقة المتهدمة، بيدور على مصدر الضجة اللي عملالو قلق. الدنيا كانت هادية بس الصوت العالي كان بيقطع الهدوء، والونبيسي كان شايل هم الدنيا على كتافه.
عباس، اللي كان قلقان على صحابه، اختار طريق تاني يدور فيه. مشي لوحده، و في طريقو وهوا بيدور ظهرلو فجأة واحد مقنع ظهر قدامه من العدم.
عباس بص للمقنع وقال بدهشة: "إنت مين؟ وظهرتلي ليه دلوقتي؟"
شهد، وهي لسه متخفية تحت القناع، ردت بصوت هادي: "أنا هنا عشان أساعدك، الوادي في خطر وإنت لازم تكون جاهز."
عباس، بعد ما سمع كلامها، قال بتوتر: "أنا مش فاهم حاجة، الوادي كله بقى في حالة فوضى وأنا مش عارف أعمل إيه."
شهد شالت القناع وقالت بثقة: "إحنا لازم نتحد، و نواجه الملك سوا عشان نرجع الأمان للوادي."
وفي الوقت ده، منتو سيت كان راجع لعرينه، بيدور على رمضان بس لقاه مش موجود هو و أداة منتو سيت اللي كان وخدها من القلعة اللي دمرها. لما ملقاش الأداة، غضبه زاد والنار كانت باينة في عيونه.
"إيه اللي حصل هنا؟ فين الأداة اللي كانت معايا؟" منتو سيت كان بيكلم نفسه وهو بيدور في كل حتة و رمضان اللي كان حابسو لسبب ما أختفى.
الوادي كان بيستعد لمواجهة كبيرة، والجو كان مشحون بالتوتر. الثوريين كانوا بيتقدموا والجيوش كانت بتتأهب للدفاع عن الأرض. والسماء كانت بتتلون بألوان الفجر الأولى، والنسيم كان بيحمل رائحة الدم والبارود.
كان منتو سيت واقف في عرينه المظلم، وجهه مضوي بضوء الشموع القديمة اللي بترقص على جدران الكهف. قدامه واقفين اتنين من أقوى أتبعه، ملامحهم متجهمة وعيونهم مركزة على كل كلمة بيقولها.
"أنتو هتتعاملو مع آخر فرد من الجبابرة، وأنا هتولى أمر بقية الحشرات اللي مفكرين هيقدرو يوقفوني." صوت منتو سيت كان مليان بالسلطة والتحدي. الاتباع هزوا راسهم بطاعة وتحركوا بخطوات ثابتة ناحية الظلام اللي بيناديهم.
وفي الأثناء، عباس كان واقف مذهول ومش مصدق اللي بيسمعه. "الملك؟ انتو بتعملو كل الحرب دي عشان الملك هو أذاكو جامد كده؟"
شهد، اللي كانت لسه متخفية تحت القناع، بصتله بانزعاج وقالت: "الملك متغيرش من الآف السنين. و ده عكس القانون المفروض ليه فترة معينة."
عباس رد بحيرة: "بس في وقت زي ده مينفعش تعملو كده. في وحش اتحرر ممكن يستغل ضعف الحكم ويقضي عليكو."
شهد ادارتله ظهرها وقالت ببرود: "كان ممكن ترفض من غير تبرير مضحك زي ده. أشوفك في وقت تاني." ومشيت وسابت عباس واقف لوحده.
فجأة، الظلام بدأ ينتشر حوالين عباس لحد ما لقى نفسه في مكان غريب.
وفي نفس الوقت، دامس وعبدالله كانوا راجعين للملجأ على طائر عبدالله الأصفر العملاق. بس فجأة، كرة سوداء طارت من بين المباني وحوطتهم بظلام شديد. الطائر سقط من وسط الظلام، والرفاق اختفوا مع اختفاء الظلام.
وكمان الونبيسي، اللي كان بيتحرك في الظلال، حس بكرة سوداء جاية من وراه. لف بسرعة وضربها بأحد الأنصال، وانفجرت الكرة بظلام كتير اختفى بعدها مع الونبيسي.
وهكذا، الرفاق الأربعة اختفوا في لحظة، والوادي بقى مليان بالأسرار والظلام اللي بيخبي مصيرهم.
