chapter 20

26 0 0
                                    

في القصر المهيب اللي كانت جدرانه عالية ومنقوش عليها رسومات الأساطير القديمة، حسين دخل وهو قلبه دقاته متسارعة. الأنوار كانت خافتة وكل خطوة كانت بتزيد من شعوره بالوجل. في نهاية القصر، كان فيه كرسي عرش ضخم وعليه جالس ملك ظاهر عليه هيبة وجلال. حسين ركع على ركبتيه وانحنى برأسه للأرض وقال بصوت مخنوق: "ما الأمر المهم يا ملكي؟"

في الوقت ده في مكان أخر، دامس وعبدالله كانوا واقفين قدام بقعة سوداء على الجدار، كانت بتبعث ريحة غريبة وكأنها بوابة لعالم تاني. عبدالله قرب يمد إيده يلمس البقعة، وفجأة البقعة انفتحت وظهر منها مكان كبير ومظلم. دامس قال: دي بوابة لمكان لعالم تاني! عبدالله بص لدامس وقال بسخرية: "مفكرنا أغبية يا دامس؟ واضح فشخ إن ده فخ، مستحيل نخش."

بس دامس مسمعش كلامه ودخل جوه البقعة، و اتقفلت وراه. عبدالله صرخ بذعر: "يا غبي دخلت ليه؟ هتطلع ازاي دلوقتي؟"

جوه المكان ده، دامس لقى نفسه في متاهة مظلمة وكبيرة، وبدأ يمشي يحاول يوصل لآخرها. وهو ماشي، شاف من بعيد طفل صغير بيلعب مع أربعة من صحابه على الرمال. واحد كان متفائل والتاني ذكي والتالت بيهزر والرابع كان كلامه قليل. دامس كان مركز مع الأطفال دول جدًا، وكل خطوة كان بياخدها كان بيظهر ظل أسود فوقيهم ويختفي واحد منهم ويظهر مكانه دم لغاية ما أتبقى طفل واحد بس حزين و جمبو بركة من الدم.

وفجأة، ظهر من ورا دامس كيان مظلم وقاله: "شايف الطفل اللي هناك؟ ده أنت. أنت السبب في موت صحابك. كل خطوة عملتها كانت سبب في قتل واحد منهم."

دامس وقف مصدوم ودموعه بدأت تنزل، والكيان المظلم كمل: "كل ده كان بسبب أفعالك الطفولية. وصلت بيك لموت صحابك ."

دامس رفع عينيه وشاف نفسه واقف فوق مبنى مدمر وحواليه ملايين من الجثث. صرخ بألم: "لاااااا، ده مش حقيقي!"

فجأة، دامس طلع سيفه وضرب بيه الكيان، اللي ظهر على حقيقته و كان منتو سيت. اللي بعدها بدأ يختفي في الظلام ببطئ وهو بيضحك.

دامس فقد السيطرة وبدأ يدمر كل حاجة حواليه لحد ما الأرضية انهارت تحته والبقعة السوداء في الخارج انفجرت وخرج منها مقذوف. ولقى نفسه في حضن صاحبه عبدالله اللي كان مستنيه.

عبدالله سأله بقلق: "مالك إيه اللي حصل جوا؟ مال وشك أصفر كده يبني؟"

دامس، وهو بيعيط جامد، قال: "محصلش حاجة، ولا أي حاجة."

بعدها بلحظات...

الدنيا كلها اتملت بصوت الانفجارات اللي عملت دوشة في كل حتة في الوادي. الدمار كان بينتشر زي النار في الهشيم، وعبدالله اللي كان شايل دامس على كتفه اتخض من الصوت وسأل بلهفة: "هو منتو سيت بدأ الهجوم؟"

في القصر، الملك كان قاعد على عرشه وبيوبخ حسين بعنف على فشله في إيقاف عزت ومنتو سيت وعن رفاقه. وبصوت مليان غضب أمره: "روح جيبلي حارس البوابة حالاً!"

حسين خرج من القصر وهو مش مصدق اللي شافه. الانفجارات كانت في كل مكان والخراب مالي الأرض. الثوريين كانوا بيهاجموا وبيفجروا في كل حتة. حسين رجع للملك وقاله بصوت مرتجف: "يا ملكي، الثوريين بيهاجموا الوادي بكل قوة، والدمار بيزيد كل لحظة."

الملك قام من على العرش وقال بصوت حازم: "جهز الجيش، وخلي حارس البوابة يستعد. الحرب بدأت ولازم نحمي الوادي بأي ثمن."

حسين جري ينفذ أوامر الملك، والوادي كله كان بيستعد لمواجهة أكبر تحدي في تاريخه. الثوريين من ناحية ومنتو سيت من ناحية تانية، والمعركة اللي هتحدد مصير الوادي كله كانت لسه بتبدأ.

مفاتيح وادي الأزل: ألغاز الصحراء المصريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن