chapter 22

18 0 0
                                    


مهند دخل القصر العتيق، اللي كانت جدرانه محفور عليها حكايات الزمان الغابر. نزل رأسه وقال بصوت مهيب: "ما الأمر يا ملكي؟"

الملك، اللي كانت ملامحه مرسومة بخطوط القلق والتعب، رد وقال: "أشعر أن نهايتي اقتربت يا مهند."

مهند بصله وقال بقلق: "أتقصد الرؤية من الماضي يا ملكي؟"

"نعم، أشعر أن منتو سيت هو من كان في الرؤية." الملك كان صوته مليان بالأسى.

وفي الأثناء، دامس لقى نفسه في غرفة واسعة
دامس كان حاسس بالوحدة في الغرفة دي، الجدران كانت بتتنفس ببطء، وكل نفس كان بيخرج منها زفير بارد يخلي الروح تقشعر. فجأة، الضوء الخافت اللي كان مضوي الغرفة انطفئ، والظلام الحالك عم المكان.

دامس حاول يتحرك بس لقى رجليه مش قادرة تتحرك، كأنه مربوط بسلاسل مش مرئية. صوت خطوات بدأ يقترب منه، خطوة ورا خطوة، بس مكنش في حد هناك. الصوت كان بيزيد ويقوى لحد ما وصل لودانه وسمع همسة: "أنت لوحدك هنا، ومحدش هيقدر يساعدك."

دامس حاول يصرخ بس صوته اختفى، كأن حد مسك حنجرته ومنعه يتكلم. وفجأة، الجدران بدأت تتحول لوجوه مرعبة، وجوه الناس اللي كان بيعرفهم، كل واحد فيهم كان بيتهمه بحاجة مختلفة. الاتهامات كانت بتتردد في الغرفة وتتداخل مع بعضها لحد ما الصوت بقى زلزال هز كل حتة في الغرفة.

وفي النهاية، الجدران انفتحت وكشفت عن ممر طويل مظلم. دامس، اللي كان لسه مش قادر يتحرك، حس بنفسه بيتسحب للممر ده. صرخاته كانت مكتومة والظلام كان بيبلعه شوية بشوية، لحد ما اختفى تمامًا.

عبدالله كان في غرفة تانية، بص للمرايا اللي قدامه و قلبه اتقبض. المرايا كانت بتعكس صورة مختلفة، صورة جثة مقتولة بشعة. الدم كان مغطي المرايا والعيون الميتة كانت بتبصلو بنظرة غاضبة.

وفي غرفة تالتة، الونبيسي كان واقف وسط الظلام. فجأة، الجدران بدأت تتحرك وتتغير، وظهرت أيادي من الظلام بتحاول تمسكه وتسحبه.

وفي غرفة رابعة، عباس كان قاعد في الغرفة، الضوء الخافت كان بيكشف عن الأثاث القديم اللي حواليه. فجأة، الغرفة بدأت تتقلص، الجدران بدأت تقرب منه شوية بشوية، والسقف كان بينزل لحد ما حس إنه بيتدفن حي.

بدأ يسمع صوت ضحكات طفولية مرعبة حوالينه، كأن في عفاريت صغيرة بتلعب وبتجري حواليه. كل ما يحاول يمسك واحدة منهم، كانت بتختفي وتظهر في مكان تاني.

الأرضية بدأت تتحول لرمال متحركة، وعباس لقى نفسه بيغرق فيها. كل ما يحاول يقاوم، كان بيغرق أكتر.

عباس كان بيحاول يسبح ويطفو على السطح، بس كل مرة كان بيطلع فوق، كان بيلاقي نفسه بيغوص تاني.

كل واحد فيهم كان بيواجه كابوس مختلف، وكل كابوس كان بيحاول يقولهم إن ده مجرد البداية، وإن الرعب الحقيقي لسه ماجاش.

مفاتيح وادي الأزل: ألغاز الصحراء المصريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن