أمامهم، في قلب الغرفة، كان هناك جسم ضخم جدًا، ملفوف بالكامل بما يشبه الضمادات القديمة، وكأنه مومياء عملاقة. كانت في وضع جلوس، ورأسها مرفوعة بكبرياء، كأنها تحرس الغرفة منذ الأزل.
الونبيسي، الذي كان يقود الطريق، توقف فجأة وهمس: “ده إيه اللي قدامنا ده؟”
دامس، الذي كان يشعر بتأنيب الضمير، نظر إلى المومياء بعيون متسعة. “مش عارف… بس حاسس إن ده مرتبط بالأحلام اللي كانت بتجيلنا.”
عباس، قال بصوت مرتجف: “يا رب ما تكونش دي نهايتنا ده صباعها اكبر مننا كلنا.”
رمضان، بصوت مطمئن، قال: “لازم نكون حذرين. ممكن يكون بيريحلو ساعتين ولا حاجه.”
الونبيسي، مش وقت أم ظرف دلوقتي يا رمضان إحنا فأيه ولا فأيه
وبينما كانوا يقفون هناك، محاولين فهم ما يرونه، بدأت الضمادات التي تلف المومياء تتحرك ببطء، كأن شيئًا ما كان يستيقظ من سبات عميق. الشباب تراجعوا بخطوات مترددة، وهم يدركون أنهم قد يكونوا على وشك مواجهة شيء لم يكونوا مستعدين له.
