فجأة دامس فتح عينيه وهو بيتنفس بسرعة، كأنه كان بيجري في حلمه. صوته كان عالي وهو بينادي على رمضان، "رمضان! رمضان فين؟" بص حواليه ولقى صحابو كلهم صاحيين معاه ماعادا عباس، وهما في مكان غريب بس دافئ، الجدران كانت من حجارة سوداء والسقف كان عالي ومعلق فيه فوانيس قديمة.عبدالله قام وقال: "إحنا فين؟ ده مش المكان اللي كنا فيه."
الونبيسي، اللي كان قاعد جمب النار، رد وقال: "ده مكان مهند، هو اللي جابنا هنا."
دامس بص لإيده اللي كانت مجروحة، لقى الجرح متعقم ومربوط بشاش نضيف. بص لقى مهند قاعد على كرسي خشبي قديم، شكله كان مختلف، كأنه بقى واحد منهم.
مهند ابتسم وقال: "الحمد لله إنكم صحيتوا. كان لازم أعالج جروحكم قبل ما تتعفن."
بس الفرحة ما كملتش، مهند بص بجدية وقال: "بس للأسف، إحنا خسرنا خسارة نكراء. صاحبكو لسه مخطوف، ومنتو سيت مشي بالقلب."
الشباب بصوا لبعض بدهشة، مش مصدقين إنهم خسروا بعد كل اللي عملوه.
"إحنا هنا في مكان آمن،" قال مهند. "ده المكان اللي كنت بستخدمه زمان لما كنت بحتاج أستريح من حراسة البوابة. دلوقتي ده بقى ملجأ لينا."
دامس بص لمهند وقال: "وإحنا هنعمل إيه دلوقتي؟"
مهند رد وقال: "هنرتاح شوية، وبعدين نبدأ نخطط للي جاي. لازم نلاقي طريقة نرجع بيها صاحبكو، ونحمي الوادي من أي حركة ممكن يعملها منتو سيت تاني لانو ممكن يظهر فأي وقت."
وهما قاعدين حوالين النار، مهند بص للشباب وقال بصوت جاد: "هوا أنا قلتلكم إن الملجأ بتاعي ده جوا وادي الأزل؟"
الشباب اتصدموا وعلى وشهم الدهشة والاستعجاب. مهند كمل وهو بيشرح: "الرابط الوحيد بين عالم البشر و وادي الأزل هو البوابة النجمية."
بس لما التفت عشان يكمل كلامه، لقى إن مفيش حد قاعد غير الونبيسي وعبدالله، وعباس لسه نايم وبيشخر.
دامس ما استناش، خرج برا الملجأ ولقى نفسه واقف على حاجة أشبه بالسحاب. الهواء هنا كان وزنه أخف من المعتاد والجاذبية أقل. السماء كانت مليئة بالألوان الجذابة، بعضها كان أول مرة يشوفها في حياته ومش موجودة في العالم العادي.
بدأ دامس يجري عشان يشوف العالم ده عامل إزاي. الأرض كانت بتتمايل تحت رجليه كأنه بيجري على موج من السحاب. وفجأة، لقى نفسه قدام بحيرة كبيرة، الميه فيها كانت شفافة ولونها زي الكريستال.
وقف دامس على ضفة البحيرة وبص للميه، شاف انعكاس السما الملونة فيها وحس بسكينة بس السكينة دي ما دامتش كتير، لأنه سمع صوت صريخ جاي من بعيد.
جري دامس ناحية الصوت، ولقى إن ده صوت صريخ طائر ضخم
دامس وقف مذهول وهو بيشوف الطير العملاق بيهبط عليه، وفوقه الونبيسي وعبدالله ومهند. الطير ده كان لونه أزرق زي السما وريشه بيلمع زي الجواهر.