chapter 14

23 0 0
                                    

في الأيام الثلاثين الماضية، كان كل من الأبطال يتدرب في مكان خاص به مع مدرب من الجبابرة، مختارًا الأداة التي تناسبه. عباس، اختار أن يكون تحت إشراف "محمود عيد"، الرجل الحامل لقناع الفهد الذي كان يتميز بالهدوء ولكنه عنيف في القتال. أما عبدالله، فقد وقع اختياره على "حسين"، صاحب الدرع الأحمر والمعروف بحكمته. "إبراهيم راضي"، حامل صولجان البرق و المعروف بسرعته و خفته، كان مدرب الونبيسي، وكان يتمتع بشدة وعنف لا يضاهيهما أحد. وأخيرًا، دامس، الذي اختار "أدهم"، صاحب سيف التنين و الشهير بسخريته من مهند، ليكون مدربه الرائع والمذهل.

من جهة أخرى مهند، كان يتتبع منتو سيت بصمت، بواسطة أتباعه، وكانت كل الأخبار تصل إليه. وفي اليوم الأخير من التدريب، كان الجميع قد أكمل تدريبه باستثناء دامس، الذي كان لا يزال يتدرب بجدية وتركيز. عبدالله  كان بيشجعه، بينما كان عباس جالسًا بمفرده، منغمسًا في محادثة على الواتساب مع شخص ما.

الونبيسي، الذي لاحظ ذلك، سأله بفضول: "أنت جبتلها تليفون؟"

عباس، دون أن يرفع نظره عن الشاشة، أجاب: "أيوه، جبتلها. في مشكلة؟"

"وجبت الفلوس منين؟" سأل الونبيسي بنبرة تحمل بعض الغضب.

كان رد عباس البسيط "بعت اللابتوب."

الونبيسي نظر إليه بغضب واضح: "أنت غبي! بعت هدية أمك عشان بت صايعة؟"

عباس، الذي بدا متأثرًا بكلمات الونبيسي، رد بحدة: "متقولش على شهودي كده."

"شهودي؟" كرر الونبيسي الكلمة بدهشة وسخرية، وهو يتأمل في الوضع الغريب الذي وجد فيه صديقه.

وقع دامس على ضهره من التعب بعد ما خلص جولة تدريب تقيلة، والمدرب أدهم، لما شافو وقع من التعب، اداله ضهره وقال بصوت هادي: "التدريب خلص يا دامس."

دامس قام عرقان ومجهد، بس في عينيه نظرة إصرار. وقف وضرب كفه بكف صحابو، عبدالله و الونبيسي، اللي كانوا واقفين جنبه بيشجعوه. وقفوا كلهم مستنيين مهند يجيبلهم الأخبار الجديدة والخطة اللي هيخوضوا بيها المعركة الجاية.

عدى شوية وقت ومهند دخل عليهم والقلق باين على وشه. قال لهم بصوت منزعج: "يا جماعة، الأخبار اللي وصلتلي متطمنش خالص. رمضان مش مع منتو سيت، ومفيش أي معلومات عن مكانه."

الشباب بصوا لبعض بقلق، ودامس اللي كان لسه واقف عرقان من التدريب، قال: "هنلاقيه أكيد".

مهند أخد نفس عميق وقال: "عندي خطة. عرفت من مصادري إن منتو سيت ناوي يهجم على واحد من الأماكن المقدسة في الوادي. ده مكان قوتنا ولازم نحميه."

عبدالله قاطعه: "وإزاي هنمنعه؟"

مهند بصلهم وقال بثقة: "هنستغل إننا عارفين خطته. هنتمركز هناك ونعمل كمين، ولما ييجي هنزنقو ونخلص عليه ولو رمضان مش معاه، يبقى لازم ندور عليه في كل مكان. ممكن يكون محتجز في مكان تاني.”

الشباب كلهم وقفوا جنب بعض، ودامس ضرب كفه بكف أصحابه وقال: "يلا بينا، مفيش وقت نضيعه. لازم نحمي الوادي ونرجع رمضان."

وكده استعدوا للمعركة الكبيرة اللي هتحدد مصير الوادي ومصيرهم كلهم.

مفاتيح وادي الأزل: ألغاز الصحراء المصريةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن