بينما كان الشباب يحيطون المومياء الضخمة، كانت الظلمة تلف الغرفة. و الهدوء المخيم كان مقلقًا، وكل منهم كان يحاول استشعار ما يمكن أن تخفيه المومياء."من منكم أيقظ منتو سيت من سباته الأبدي؟" صوت المومياء كان يملأ الغرفة بنبرة تحمل في طياتها قرونًا من السلطة والغموض.
دامس، الذي كان يشعر بالذنب، تقدم بخطوات مترددة وقال: "أنا... أنا اللي فتحت الصندوق. ما كنتش أعرف إني بكده هحرر لعنة."
المومياء نظرت إليه بعيون تشع نورًا خافتًا وقالت: "بفعلك هذا، أطلقت العنان لقوى قديمة لا يمكن السيطرة عليها. خطيئتك لن تمر دون عقاب."
الشباب تبادلوا نظرات القلق، ولكن قبل أن يتمكنوا من الرد، لاحظوا أن المومياء تقف بطريقة تحجب شيئًا خلفها. كان هناك إحساس غامض يلوح في الأفق، كأنه يدعوهم لاكتشاف سر مخفي.
رمضان، بصوت خافت، قال: "يبدو أن هناك أكثر من مجرد لعنة هنا. هل يمكن أن تكون المومياء تحمي سرًا أعظم؟"
الونبيسي، بحذر شديد، قال: "مش وقتو دلوقتي عايزين نلاقي حل للمصيبة دي."
بدأ رمضان يتحرك ببطء حول المومياء و معاه عبدالله، محاولين اكتشاف ما تخفيه. ومع كل خطوة، كان الإحساس بأنهم على وشك الكشف عن سر عظيم يزداد قوة
بينما كان عبدالله ورمضان يتحركان بحذر حول المومياء، شعروا فجأة بقوة خفية تدفعهم للوراء، تمنعهم من الاقتراب أكثر. لم تتحرك المومياء ولو قليلا، ولم تنظر إليهم حتى، لكن الرسالة كانت واضحة: لا تقتربوا.
عباس، الذي كان يراقب الموقف بسخرية، لم يستطع كبح جماح لسانه وسأل بنبرة ملؤها الاستهزاء: "عم الموميا، اسمك إيه؟"
المومياء ردت بصوت جليل وهادئ: "أنا مهند، حارس البوابة."
عباس قال بنبرة مازحة: "وأنت متأكد إن اسمك مهند مش حارس بوابة الجيم؟"
مهند نظر إلى عباس بصرامة ولكن بدون غضب، ورد: "الاسم ليس مهمًا، المهم هو الدور الذي أقوم به. وأنا هنا لأحمي هذه البوابة وأضمن ألا يعبرها أحد.
عبدالله، الذي كان يحاول استيعاب الوضع، سأل بفضول: "والبوابة اللي وراك دي بتودي على فين؟"
مهند، حارس البوابة، أجاب بصوت عميق كأنه يأتي من أعماق الأرض: "تلك البوابة تؤدي إلى عالم لا يمكن تصوره، عالم مليء بالأسرار القديمة والقوى التي تتجاوز فهم البشر. لقد حُرس هذا الممر لقرون، ولا يجب أن يعبره أحد."
دامس، الذي كان يشعر بالذنب والفضول، سأل بصوت متردد: "بس، يا مهند، هل في طريقة أقدر بيها أصحح غلطتي؟ هل نقدر نرجع الكيان لمكانو؟
وقف مهند، حارس البوابة الأزلية، قدام الشباب، نظر لدامس بعيون جادة وقال: "في طريقة واحدة بس.
كان لابس لفائف المومياء القديمة اللي بتدل على مكانته كحارس. من جوا اللفائف، طلع قلب أسود بيدق بقوة محاط بأشواك
ده قلب "منتو سيت"، قال مهند بصوته القوي. "سيدي رمسيس الثاني" هو اللي أخد القلب ده بعد ما هزم منتو سيت في معركة عظيمة.
الونبيسي، بصوت مليان قلق، سأل: "طب ونت مديهولنا نعمل بيه إيه؟"
مهند، بصوته العميق اللي بيشق الصمت، رد على الونبيسي: "القلب ده مش مجرد قلب، ده مفتاح قوة منتو سيت. دلوقتي ضعيف من غيره وبيدور عليه عشان يسترجع قوته كاملة. لو حصل واسترجعه، هيبقى أقوى وأكتر توحش، وممكن يدمر كل حاجة."
دامس بص لمهند وسأل: "طب وإحنا نعمل إيه؟"
مهند أخرج من جوا اللفائف حاجة تانية، كانت عبارة عن ختم قديم محفور عليه رموز غامضة. "ده **ختم حورس**، لو حطيتوه على منتو سيت، هيتثبت مكانه ومش هيقدر يتحرك. ده هيديكم فرصة تهزموه وترجعوه لمكانه الأصلي."
الشباب اتجمعوا حوالين الختم وبصوا لبعض بتصميم. كانوا عارفين أن ده مش هيبقى سهل، بس كانوا مستعدين يخاطروا عشان يصححوا الغلط اللي حصل.
"خلوا بالكم،" قال مهند وهو بيديهم الختم. "لازم تكونوا جاهزين لما منتو سيت يظهر. استخدموا الختم ده في اللحظة الصح، ومتسيبوش القلب يوقع منكم. ده مصيرنا كلنا معلق على ده."
وبكده، الشباب استعدوا للمواجهة الكبيرة اللي كانت قدامهم، معركة هتحدد مصيرهم.
