" انتظر يارجل!! ما الذي تفعله الان؟! انت لا تفكر في الموت صحيح! استطيع سماع صوت نبضات قلبك انها غريبه جدا.."
" فقط دعني وشأني.. انت مزعج بشده"
عقد رون حاجبيه بأنزعاج و قرر تجاهل امر ذلك الشيء و اكمال ما يرغب به.. إلا ان الصوت العالي المرتعب الذي صدر بعد لحظات قد اعاقه مجددا و تمنى فقط ان يهرب مجددا من هذا البرج اللعين!
" ل. لماذا لا نعقد صفقه!! ما رايك؟ استيطع مساعدتك!! انا حقا استيطع فعل هذا!!.."
لم يعرف ماذا يكون هذا المتحدث.. إلا انه امتلك رغبه شديده لجره رون إليه.. مع ذلك، رون لم يمتلك اهتمام كافي.. حتى هذه اللحظه!
ترك الزجاجه من يده، و تنهد بأنزعاج شديد قبل ان يتوجه نحو الباب ليخرج مجددة من هنا.. راغبا بالحصول على بعض الهدوء قليلا.. إلا ان المجهول الذي لطالما حدثه قد صرخ بفزع.. و بدى و كأن الخوف تملكه من خروج الاخر إلى مكان لن يستطع الوصول له.. و حينها، فرصته للتحرر ستختفي للأبد!
إلا ان رون لم يهتم.. و مجددا، بعد سماعه لصراخ الكهنه و الحراس الذين حاولو ابقائه.. اخذ حصانه و ركبه ثم انطلق بيد مليئه بالدماء نحو المقبره.. مقبره النبلاء، المكان الذي تم دفن داليا فيه!ربما الذهاب لها قد يهدئه قليلا.. ان رأى اسمها او حتى المكان الذي ترقد به قد يرتاح و يخف ثقل قلبه الذي استمر بخنقه.. و مع مرور الوقت، وصل اخيرا للأرض الواسعه الخضراء المليئه بالقبور.. و نزل من حصانه متجه بخطوات واسعه نحو القبر الذي وقف امامه في وقت ما من دون اهتمام.. اما الان، كان يتوق له بشده!
و بعد المشي بين القبور باحثا عن خاصتها.. وقف اخيرا امام شاهد القبر.. الاسم المحفور على الصخره السوداء جعل من ملامحه البارده تذبل.. و انحنى للجلوس امام قبرها ناظرا لأسمها مطولا.. بصمت شديد و كأنه لم يعد يمتلك سبب للبقاء بعد الان!
الرياح العاتيه، حركت شعره البني المموج.. و رفع رأسه نحو السماء الزرقاء ناظرا بعين بنيه ذابله مجددا.. ثم ارتسمت ابتسامه خافته على وجهه، ابتسامه جميله مليئه بألم قاتل و تحدث حينها بصوت خافت بعد اغلاقه لعينه مستشعرا الهواء الدافئ
" سيكون من الجيد لو مت في الحرب.. هل تعتقدين هذا ايضا، داليا"
كان يدرك اكثر من اي شخص آخر انها لم تكن ترغب بموته.. بل كانت تتطله لعودته منذ اليوم الاول الذي رحل به.. زوجته، كانت جوهره ثميه لم يكتشف امرها إلا بعد موتها.. و اصبحت جوهره مدمره بالكاد يمكنها ان تلمع!.. فتح عينه ببطئ و تبددت ابتسامته ثم تحرك من مكانه ليتقدم نحو شاهد القبر الخاص بها و مال بجسده عليه ثم وضع رأسه على طرف الحجاره الناعم.. و نظر بجمود للأمام و كأنه يتأمل الارض الخضراء في نزهه برفقه زوجته!
أنت تقرأ
مهووس.| Obsessed
Paranormalداليا مالكوين..الدوقه مالكوين زوجه ادهي الرجال في الامبراطوريه بأكملها، لقد كانت زوجته ولكنه بالكاد يتذكر وجهها! و لم يعرف سوى اسمها و خط يدها فقط!.. على اي حال، لقد ماتت بالفعل منذ زمن! ولكنه، الذي لم يهتم قط لموت زوجته و لم يذرف الدموع ابدا على جس...