Part 16

3.8K 215 242
                                    

اصوات العصافير كانت عاليه و الرياح العاتيه جعلت من غرفتها الدافئه بارده بشده!.. مع انه ليس فصل الشتاء بعد!!.. شعرت بعدم الارتياح و بدى و كأنها فقدت شيئا مهما!.. من دون ان تدرك، حركت يدها على السرير و كأنها تبحث عن امر ما! على عكس العاده كان هناك شيء مفقود لم تدرك هويته بعد!

المكان بجانبها كان باردا، و لم يبدو و كأن هناك شخص ما تواجد هناك.. و كان هذا ما يفترض ان يكون عليه الامر.. إلا انها بحثت بشكل لا إرادي عن من احتواها بين ظلام الليل!

عقدت حاجبيها و فتحت عينها ببطئ ناظره لجانبها بهدوء.. المكان فارغ بطبيعه الحال، ولكن كان يمكنها الشعور برائحه رجوليه قويه ملتفه حولها!! رائحه لم تكرهها بقدر اشتياقها لها!.. رائحه الدوق الذي حملها في وقت ما بين يديه!! الشخص الوحيد الذي نظر لها بطريقه مذهله و كأنه يخبرها انها العالم بأسره بألنسبه له!

" ما الذي افكر به الان.. "

همست لنفسها بعبوس و لم تحب التفكير بهذه الافكار الحمقاء! كان من المستحيل ان يتواجد الدوق في غرفتها.. كان من المستحيل ان يحبها الدوق.. كان من المستحيل ايضا ان تكون له! لقد كانت بالفعل خطيبه شخص آخر.. لقد قررت بالفعل انها ستبتعد عن الدوق قدر امكانها.. و كان يجب ان تزيل اي افكار طفوليه لا اساس لها!

رفعت جسدها و جلست على السرير بصمت، تساقط شعرها الاسود حولها و غطى كتفيها، التسائر البيضاء التي تحركت مع الرياح لفتت انظارها لبرهه.. و تسائلت من فتح الشرفه؟! هل دخلت فرينا لغرفتها اثناء نومها و فتحتها لغرض ما!..

انزلت اقدامها الصغيره على الارضيه البيضاء البارده و وقفت متجه نحوه الشرفه.. انسدل شعرها خلف ظهرها، ردائها الابيض الفضفاض الفوضوي قد اعطاها مظهرا طفوليا بينما تمشي عاريه القدمين نحو الشرفه

امسكت بابواب الشرفه و نظرت للخارج بعين رماديه هادئه للسماء.. لم تظهر الشمس بعد و بدى و كأن الطيور قد استفاقت من نومها لبدء يوم جديد بالفعل، كان الوقت مبكرا بشده و على غير العاده هي التي لم تنم بشكل جيد مؤخرا استيقظت حين شعرت بالفراغ!

و كأن هناك فجوه خاليه في قلبها.. و تسائلت حينها ان كانت ستكون حره في يوم من الايام مثل تلك الطيور.. في مكان يمكنها ان تتصرف به بحريه من دون الشعور بألم، مكان يمكنه ملئ ذلك الفراغ الذي شعرت به!

تنهدت بخفوت و ازالت احلام اليقظه ثم اغلقت ابواب الشرفه برفق و كأنها تخشى تحطيمها.. تقدمت بخطوات هادئه نحو تسريحتها و اثناء ذلك رفعت شعرها الاسود الطويل كـ ذيل حصان و بحثت بين اغراضها عن ربطه شعر لربط شعرها بها.. و اثناء ذلك لمحت رقبتها البيضاء و اتسعت عينها الرمادية بدهشه ثم تركت شعرها ليتناثر حولها بأنسيابيه كـ حرير اسود نادر!

مهووس.| Obsessedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن