Part 28

2.4K 195 115
                                    


لم تكن الحياة سوى بدايه.. كان مجرد مكان حيث سيختار الجميع طريقه الخاص، و لم يكن هناك من سيهتم حقا اي طريق سيسلك الاخر.. إما سيء، او جيد.. و كلا الطرفين لم يكونا متكاملين ابدا.. لم يكن هناك شخص كامل حقا!.. ارتكب الجميع الاخطاء، البعض عاد لطريق مستوي مضيئ بقدم داميه.. و البعض الاخر بقي في الظلام و احبه، غاص به بشده عندما اصبح اعمي بالكامل.. و ما هو اسوء من شخص لم يعترف بأخطائه!!

اظهار اللطيف و التصرف بسعاده كان مفتاح النبلاء الذي تم اظهاره لعقود.. اخفاء الحياة الكئيبه المظلمه التي عاشوها داخل اسوار قصورهم و لم يظهرو سوى السعاده و الراحه محاولين التباهي بمقدار المال الذي امتلكته العائله!!.. الصوره السعيده المتكامله الخاليه من القبيح كان امرا شائعا، و كان الكونت و الكونتسه مهووسان بالكمال و لم يحبا ابدا الاعتراف بأخطائهما ابدا!!

مشت بخطوات هادئه في ممر القصر الهادئ بفستانها الاسود.. تطاير شعرها الفحمي خلف ظهرها و اخذت تنظر للممر الفارغ بصمت.. شحوب وجهها كان مختلفا عن السابق.. عينها الواسعه الرماديه بدت خاويه و متعبه بشده.. كان الجميع في قاعه الحفل في الاسفل، او في الخارج لتغير الاجواء قليلا عداها.. بعد الشعور بالكآبه في غرفتها قررت التحرك قليلا و التوجه للطبيب للسؤال عن حالتها!

كان الدوق يعرف شيئا عن وضعها المريب ولكنه لم يرغب بالتحدث معها.. و لم تكن لتترك غموضها من دون اجابه.. ان لم يحاول إرضاء فضولها اذا ستتصرف بنفسها بطريقه ما.. و تمنت حينها ان يكون كل شيء بخير!

توقفت امام باب بني اللون و نظرت بتردد قبل ان تمد يدها لطرق الباب.. و عند سماعها لصوت امرأه تخبرها بالدخول فتحت الباب ببطئ لتتقدم لداخل الغرفه.. نظرت بعين فضيه جميله للأرجاء و كل ما رأته هو مكتب صغير إلى حد ما ليس مترف او حتى قديم.. نظرت حولها و وقعت عينها على مكتب تجلس عليه طبيبه كبيره في السن ترتدي معطف ابيض..

وقفت الطبيبة من معقدها لمجرد رؤيه وجه امرأه نبيله و ابتسمت بلطف شديد قبل ان تشير على الكرسي القريب من مكتبها

" ارجوكِ تفضلي بالجلوس انسه شيلبي!"

ابتسمت داليا ابتسامه لم تصل لعينها بعد سماع لقب عائلتها و تذكرت كيف انه لم يعرف احد عن زواجها من الدوق.. تقدمت بعد اغلاق الباب لتجلس على الكرسي الصغير القريب من المكتب و امامها تواجدت طاوله خشبيه مستديره صغيره.. وضعت كلتا يديها على حجرها ثم اخذت تنظر للأرض بتوتر.. لقد اتت إلى هنا ولكن ما الذي يجب ان تسأل عنه؟! كانت تعتقد طوال الوقت انها بصحه جيده حتى تقيأت دما.. ثم اخبرها الدوق بشيء غريب و كأنه يعلمها بموتها القريب!

" ارجوكِ تفضلي انستي.. انه ساخن لذلك كوني حذره"

صوت المرأه الكبيره في السن كان حنونا بشده مما اخرجها من تفكيرها لترفع انظارها نحو المرأه القريبه منها بينما تمد لها كوب شاي و مع انها لم تشعر برغبه بشرب الشاي إلا انها امسكت بصحن الكوب الابيض مع الكوب ثم اعطت الطبيبه ابتسامه اخرى شاكره قبل ان تضع الكوب على الطاوله امامها في حين ان الطبيبه تقدمت نحو مكتبها لتجلس عليه و سألت بعد ان شابكت كلتا يديها معا

مهووس.| Obsessedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن