Nine

1.6K 45 6
                                    

في العادة أتي مبكر إلى الفصل ، لكن هذه المرة ، دخلت في الثانية الأخيرة ، تماما قبل أن تدق الساعة إذانًا ببدأ الحصة . نظرت إلي السيدة ليفينسون بدهشة بسبب تأخري شبه تام ، لكنها لم تقل شيئا بينما نظرت حول الفصل ، و لم يكن نيكو موجودا . جلست في مقعدي المعتاد في المقدمة ، تنحنحت السيدة ليفينسون و توجهت نحو السبورة ، أصدر قلمها صوت صرير .

" اليوم سنتعلم عن تكاثر النباتات " قالت السيدة ليفينسون و هي تدير عينيها و قد صدرت بعض القهقات الخافتة من الخلف . " نعم ، نعم ، التكاثر . الآن أوقفوا ضحكاتكم الغير الناضجة " تنهدت السيدة ليفينسون مع إستمرار الضحك المكتوم . ثم فُتح باب الفصل بقوة حيث تأرجحت الفصلات بعنف ، و هدأ الجميع . لم يكن علي رفع رأسي لأرى من يقف هناك ، حيث توتر جسدي على الفور .

" متأخر مرة أخرى ، السيد بيكيت " قالت السيدة ليفينسون ببرود .

اللعنة .

لم أرفع رأسي عن كتابي بينما أسمع حذاء نيكو يصطدم بالأرض ، لعنتُ بصمت عندما تم سحب الكرسي الذي بجانبي . تم سد المساحة الفارغة بجسد نيكو الطويل ، هاجمتني رائحة الدخان و عطر ما بعد الحلاقة . شعرت بنيكو ينظر إلي ، عيناه تتحرك من وجهي إلى ذراعي وصولا إلى يدي . أصدر نيكو صوت فظا عندما رأى الكدمات على مفاصل يدي ، و دفعت يدي على الفور تحت الطاولة بعيد عن نظره .

بالكاد تمكنت من التركيز على الدرس ، و كان صوت السيدة ليفينسون يظهر و يختفي بينما أحاول جاهدا ألا أفكر بجسد نيكو بجانبي ، و رغم ذلك ، كلما حاولت ألا أفكر فيه ، كلما إجتاح ذهني أكثر .

" الآن ، إفتحوا الصفحة الرابعة عشر و إجيبوا على الأسئلة الموجودة هناك . سنقوم بحلها معا في نهاية الحصة ، و ساختار أشخاص عشوائيا للإجابة عليها ، لذا من الأفضل أن يحل الجميع " إنفجر الفصل في شكوى و إبتسمت السيدة ليفينسون برضى ، و عادت إلى مكتبها بعد أن رفعت نظارتها . لم ألاحظ النظرة القلقة التي ألقتها المعلمة على نيكو و هي تمر بجانبه . و فتحت كتابي على الصفحة .

" ليس لدي كتاب " سمعت نيكو يقول بجانبي . تحرك جسده قليلا نحوي ، مما جعلني أجفل .

" إذا ؟ " رددتُ ، محاولا جاهدا أن يبقى صوتي ثابت ، إلا أنه خرج متوترا . شعرتُ بنيكو يتنهد بجانبي ، و يده تمتد لسحب كتابي أقرب إليه و قام بتقريب كرسيه نحوي فخذه يلامس فخذي . " ماذا تفعل ؟ " همست بغضب ، ألقي نظرة حول الغرفة بينما إكتفى نيكو بالإبتسام بسخرية . كما توقعت ، كانوا يراقبوننا بأعين فضولية ، تحلى البعض باللياقة و تظاهروا أنهم لا ينظرون ، بينما يطالعونا من خلف كتبهم . و البعض الآخر كانوا يحدقون بوقاحة ، و كتبهم ليست مفتوحة حتى لأنهم وجدونا أكثر إثارة للإهتمام من تكاثر النباتات ، شعرت بتحديق أليسا البارد على ظهري ، فمها مشدود في عبوس عميق بينما تمضغ علكتها بصوت عال .

Sheets | BxB حيث تعيش القصص. اكتشف الآن