Seventeen

1.5K 46 1
                                    

حل الآن يوم الجمعة ، و قد لاحظ الجميع أن نيكو يحضر إلى المدرسة بشكل أكثر إنتظاما من ذي قبل . صحيح أنه كان يتأخر في بعض الأحيان أو يغادر في منتصف النهار للتدخين ، لكنه دائما يعود بحلول وقت الغداء ليختفي في مكان ما داخل الحرم المدرسي . كما أصبح من المعتاد بالنسبة لي ترك أصدقائي في نهاية وقت الغداء و الذهاب إلى غرفة تخزين المسبح تحت ذريعة الحاجة إلى مقابلة المعلمين بشأن الواجبات المدرسية . بالطبع لم يتمكن الطلاب من معرفة الحقيقة ، و بصراحة ، لم أتوقع ذلك بما أنني أنا و نيكو لسنا أشخاص في نفس الدائرة الإجتماعية ، حيث كنا شخصين مختلفين جدا و سمعة مختلفة تماما . و لكن بطريقة ما ، كان ينتهي بنا الأمر دائما بالوجود معا في غرفة التخزين الخلفية ، محاطين برائحة الكلور و العومات تحتنا .

عبست عندما قام نيكو بإشعال سيجارة فوق وجهي ، و إستنشق بعمق قبل أن يزفر سجابة من الدخان الرمادي . أصدرت صوت خافت من الاشمئزاز ، لكن نيكو ضحك بسخرية فقط و أطلق نفخة من الدخان باتجاه وجهي . كان نيكو جالسا و ظهره يتكئ على جدار الطوب في غرفة التخزين و ساقاه ممدوة ، إستقر رأسي بشكل مريح على فخذيه . رغم أنها ليست أكثر الأشياء ليونة في العالم ، إلا أن ساقيه كانت مريحة بما فيه الكفاية و لم أرغب في التحرك ، حتى لو كان ينفث ذلك الدخان النتن على وجهي .

" إذا كنت تريد الحصول على سرطان ، فتفضل ، لكني بخير بدونه ، شكرا " قلتُ و أنا أحك أنفي ، نظر نيكو إلي بتسلية ، أصابعي ترتعش بينما أقاوم رغبتي في مد يدي و تمرير أصابعي في شعره الداكن الذي كان يتدلى فوق عينيه بينما أنزل رأسه لينظر إليّ . بعد أن نظر إلى أنفي المجعد لثانية أخرى ، تنهد نيكو و سحق السيجارة على الأرض الحجرية ، حيث إنطفأت الجمرات البرتقالية عندما تم إخماد الطرف المشتعل .

" سعيد الآن ؟ " سأل نيكو و هو يدير عينيه قليلا ، لكن فمه كان يبتسم عندما أومأت برأسي و همهمت .

" أكثر سعادة . هذه الأشياء طعمها مقرف ، لا أفهم لماذا تدخنها " قلتُ ، فضحك نيكو .

" إنه شيء يبقي يدي مشغولة . و تعتاد على الطعم " قال نيكو و عيناه تلمع ، بينما إنحنى لتقبيلي ، أغمضت عيني مستمع بشعور شفتيه على خاصتي ، و لم أكن أمانع الطعم الخفيف للتبغ الذي ، للأسف ، بدأت أعتاد عليه .

" أعتقد أن هذا صحيح " تمتمتُ ضد فم نيكو ، إبتسم الفتى عندما إبتعد ، منتصرا قليلا . رفعتُ يدي إلى الأعلى و صفعته على يده عندما بدأ يمدها لأخذ سيجارة أخرى . " لا . هذه المنطقة خالية من السرطان ، أيها الأحمق . إشغل يديك بشيء آخر " .

Sheets | BxB حيث تعيش القصص. اكتشف الآن