.58.

24 4 0
                                    


🍁

.
.

قامت برفع رأسها ببطئ تريد أن تصدق أن ماشعرت به حقيقة وليس سراب.

كان هذا حين رأته يبتسم نحوها كما أعتاد أن يفعل، جالساً قبالها وحولهما العشب.

" تشارل..تشارلي"

نظرت إليه بعينيها المتورمتين بينما تتفحص وجهه بغير تصديق.

" أ.أنا أسفة..تشارلي لقد خذلتك، لقد أخلفت بوعدي أنا لم أقصد لقد أردت أن أساعدك حقًا..أنا.."

تبعثرت حروفها كلها فلم تستطع صياغة جملة واضحة تعبر فيها عن أسفها، أردت أن تصله مشاعرها بأي طريقة.

عندها رأته يشير إلى عينه مع عبوس خفيف قاصدًا دموعها التي كانت لاتزال تتدفق، ثم نفى بإبتسامة.

" كيف لي أن أتوقف عن البكاء تشارلي..حينما أراك تبتسم لي بهذه الطريقة"

عادت شفتيها للارتجاف مجددًا منذرةً بعودة بكائها.

نهض من مكانه ثم حمل كراسته وعاد للتقرفص أمامها، قام بعناقها أولًا ثم سلمها لها.

نظرت له مستفهمة مع صوت شقهة بسيط هرب من ثغرها عنوة.

قام بإطباق كفيه على بعضهما، ثم فتحهما ببطئ وكأنه يفتح كتابًا.

كانت قد فهمت مايقصد ولكنها استمرت بالنظر إليه لبضعة ثوانٍ قبل أن تفتح الكراسة كما طلب منها.

في أول صفحة وجدت أحرفًا قليلة كُتبت بلونٍ لامع، جعلت عيناها تجدد دموعها.

{ لاتلومي نفسك..

لقد أحببت ما كتبته لإجلي ولقد استمتعت كثيرًا

ربما لم أبقى طويلًا ..لكنك كنت أفضل صديقٍ حظيت به، شكرًا ووداعًا.

تشارلي.}

عندما رفعت أبصارها مجددًا كان تشارلي قد رحل..

رحل دون عودة..

تاركًا لها تلك الكراسة لتكون ذكرى لصداقتهما إلى الابد.

-شكرًا ووداعًا لك صديقي الأفضل..تشارلي.

----

تمت
----

30 may 2024

🎉 لقد انتهيت من قراءة صناعة مشهد. 🎉
صناعة مشهد.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن