.31.

4 1 0
                                    


🍁
.
.

عند وصولنا الى المقابر ألتفتُّ ورائي حيث كان  يسير فتوقف عند رؤيته لتوقفي.

" يمكنك البقاء هنا إن أردت "

قلت وأكملت سيري حتى عاودت الشعور بخطواته خلفي، راقبته بطرف عيني حين اصبح بمحاذاتي.

كان ينظر حوله بعدم إرتياح وعيناه تتنقل في كل إتجاه.

تجاهلت الامر مجددًا.

.

جثت على ركبتيها أمام الحجر المنحوت عليه أسم فقيدها، تبتلع غصتها كما كانت تفعل منذ الصباح، شفتيها شرعا بالاهتزاز ودون أن تدرك كانت قطرات دموعها قد تسابقت للنزول على وجنتيها.

مسحت القبر بكف يدها تتمتم ببعض الكلمات، تخبر والدها بكل ما كانت تكتمه لوحدها.

كانت تحاول التماسك قدر استطاعتها ولكن شعورها بكف يده الذي بدأ يربت بلطف على ذراعها كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.

لم تعي الأمر حتى أصبح ارتجاف شفتيها شهقات، ودموعها باتت كالمطر بدلًا من قطرات.

-ربما كان كل ما أرادته..هو يدٌ تربت عليها، وكتف يخفي وجهها المتورم بسبب بكائها.

صناعة مشهد.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن