.42.

5 1 1
                                    

🍁
.
.

قامت بفتح كراستها منتظرة عودته بفارغ الصبر ومعه أموالها التي سُلبت ظلمًا.

عندها رأته يقف عند زاوية الغرفة بشكل مفاجئ ككل مرة، وحسنًا لم يعد هذا يخيفها كالسابق.

" نجحت؟ هاتها"

مدت يدها أمامه تطالب بعودة أموالها ولكنه لم يناولها إياها بسرعة.

تعجبت من تجاهله أمرها دون أن تركز على تعابيره التي تدل على غضبه وعدم رضاه بما فعلت.

" هاتها بسرعة!"

علا صوتها دون وعي فقد أصابها الملل بسبب تأخره عن تسليم المال لها.

شعرت بتأنيب الضمير حين وسع عينيه مصدومًا لصراخها عليه، وسرعان ما أردت المبادرة بالاعتذار لكنه قام بتخطيها وختبئ تحت السرير.

اطلقت تنهيدة عميقة بينما تدلك صدغها، كان يفترض أن يعيد المال وحسب لمَ يجعل الامور معقدة؟

حنت جذعها ورفعت الملاءة كي يتسنى لها رؤيته ولكنه فاجأها بوضع الاموال امامها وإسدال الملاءة مجددًا.

لم تحب أنه يهرب منها بهذه الطريقة لذا أعادت رفعها لتكشف عن مظهره وهو مستلقٍ على بطنه ويخبئ رأسه بين ذراعيه.

" أسمع.."

مدت يدها بتردد تحاول الوصول إليه، هي لم تقصد إخافته أو جرحه..ولكنها لم تفهم سبب امتناعه عن أعطاءها المال.

" أنا اسفة تشارلي"

حطت يدها لتربت على شعره بلطف لبضع ثوانٍ قبل أن تكمل محاولةً تحريك مشاعره :" هل ستسامحني؟"

توقعت موافقته إلا أنها صُدمت عندما هز رأسه نافيًا ضد الارض ولم يرفعه حتى.

" هل أنت غاضب بسبب ماكتبته اليوم؟"

لم يبد أي ردة فعل مما جعلها تتأكد من صحة قولها، فنهضت من مكانها لثوانٍ قبل أن تعود وبيدها الكراسة والقلم.

" انظر ألي "

رفع جزءً من رأسه بعد تردد ليتمكن من رؤية ماستفعله مما جعلها تبتسم فرحةً بإنتصارها وجعله يرفع ناظريه إليها اخيرًا.

رفعت الطرف الحاد من قلمها وقامت بفتح أخر صفحة قامت بكتابتها، ثم بدأت بتخريبها برسم خطوط عشوائية على الكلمات.

زفرت بعد أنتهائها وقامت بتقريب الكراسة إليه ليرى انها أتلفتها بشكلٍ كامل.

رفع عينيه نحوها يتفحص تعابيرها ليفهم نوعية المشاعر التي تمتلكها في هذه اللحظة.

كانت عينيها مليئة بالندم، تحدق ناحيته أملةً أن يسامحها :"أنا اسفة، لن أفعلها مجددًا "

حينها رأته يمد إصبعه الخنصر ناحيتها وعينيه تنظر الى خاصتها بتمعن، يرغب بأن يبرما وعدًا كي يصدق ندمها.

نظرت لإصبعه للحظة قبل أن تبتسم بشدة وتمد خنصرها لتشبكه بخاصته.

-اعدك.

صناعة مشهد.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن