سيد السيف فاقد للذاكرة

الفصل 15: الرحلة لمدينة روديون

عندما خرج "كارل" من الكوخ أتجه ناحية الشرق، بدأ يسير ويسير ويسير لوقت طويل للغاية

وبعد مرور يومين من السير استطاع لمح مدينة ليست بكبيرة

- آوه! "نوكس" أخيراً سوف نستطيع السؤال عن مكاننا! -قال "كارل"-

- أجل! أجل! لنذهب بسرعة -قال "نوكس" بحماس-

ركض "نوكس" ناحية المدينة بسرعة، ولحقه "كارل" وقام برفعه ووضعه على كتفيه

- "نوكس" عليك الهدوء، فأنت تبدوا كطفل.. -قال "كارل"-

- فهممم حسناً.. -قال "نوكس" بغيض-

أكملوا طريقهم إلى أن وصلوا إلى بوابة المدينة، أوقفهم الأمن للإجراءات الأمنية

كان كل شيء يخص "كارل" صحيحاً، لكن بالنسة إلى "نوكس" لا شيء صحيح..

قال "كارل" مبرراً للوضع: أءه.. أنه طفل قد أنقذته، وأنا أساعده للبحث عن والدته!

- أجل! أجل! والدتي أريدها!! -قال "نوكس" باكياً-

أشفق رجال الأمن على حال "نوكس" وسمحوا لهما بالدخول

عندما دخلا المدينة كانت رائعة جداً لست كروعة العاصمة، ولكن لديها طابع غريب

أنها مدينة هافن! تقع في غرب إمبراطورية مونلايت، تحديداً جنوب سلسلة جبال بلوبل

قلب المدينة النابض، يضجّ بالحياة والنشاط، يعرض فيه التجارُ سلعهم من جميع أنحاء العالم

مباني مُلوّنة، مُصمّمة بشكلٍ هندسيّ فريد، تُزيّنها النوافذ المُزخرفة والشرفات المُزهرة

شعب المدينة يتميزون بلطفهم وكرم ضيافتهم، كما أنهم يُحبّون الفنّ والموسيقى، وتُقام في المدينة العديد من المهرجانات على مدار السنة

دخل "كارل" وهو منبهر بهذه المدينة أنها على نطاق مختلف عن المدن التي زارها

من الناحية "نوكس" الذي بدأ حقاً كالطفل، بدأ بالجري في كل مكان، وكان "كارل" يلاحقه

بينما كان "نوكس" يركض بالمكان أرتطم بشخص ووقع على الأرض

عندما رفع "نوكس" رأسه رأى إمرأة كانت جميلة للغاية، شعرها ذا اللون الأخضر الغنيّ، الطويل والمتموج، ينسدل على كتفيها مثل شلالٍ من الحرير، وعينيها ذات اللون الأخضر الزمرديّ، وبشرتها البيضاء الناصعة، جسدها الرشيق والمتناسق، وملابسها الأنيقة والفاخرة التي تدل على ثرائها

مدة يدها لـ"نوكس" قائلةً بابتسامة عريضة: هل أنتَ بخير يا فتى؟

كان "نوكس" متردداً وخائفاً للغاية، فتلك المرأة لا تنوي على خير على الإطلاق..

حمل "كارل" "نوكس" قائلاً: أعتذر أنستي لم يكن علي ترك يده..

- آوه لا بأس.. لم أتأذى.. أمم لكن هل تأذى الفتى؟؟

قالت المرأة هذا بأرتباك وهي تنظر إلى "كارل" بنظرة إعجاب

عندما نظر "كارل" إلى الرجلين الذين معها، كانوا يرتدون شعار القطة البيضاء على صدورهم

حينها عرف "كارل" أن تلك المرأة هي زوجة ذلك الماركيز

- "نوكس" علينا الرحيل بسرعة..

قال "كارل" هامساً لـ"نوكس" هذا وهو يضعه على كتفيه

بعد أن سأل "كارل" أحد التجار عن طريق إلى مدينة روديون، أتخذ قرار البقاء في المدينة ليوم والانطلاق في الغد

عندما أخذ نزل وتناول العشاء رأه أحد المسافرين وسأله عن وجهته قائلاً: أتريد الذهاب إلى مدينة روديون؟

- كيف عرفت؟؟ -قال "نوكس"-

- لقد سمعت هذا.! اسمي "إيفان" وأنا مسافر إلى مدينة روديون لأجل الدراسة!

- دراسة؟؟ -قال "كارل" بتعجب ثم أكمل- هل يوجد أكاديمية في روديون؟

تحمس "إيفان" ليخبر "كارل" بما هي أكاديمية أردينيا

هي أكاديمية يتم فيها تعلم السحر والفنون القتالية بجميع أنواعها

يتم تقسيم الطلاب إلى قسمين رئيسيين وهما السحر والفنون القتالية حسب مستوياتهم، ويخضعون لاختبارات منتظمة لتقييم مهاراتهم.

يتم تدريس كل طالب بالمواد الخاصة بمجموعته، بالإضافة إلى دروس في السحر الأساسي والتاريخ والأخلاق

يُدرّس السحر من قبل سحرة ذوي خبرة واسعة، ويُعلّم الطلاب كيفية استخدام الطاقة السحرية في مختلف المجالات، مثل الشفاء، الهجوم، والدفاع، وإلى آخره

يُدرّس فنون القتال من قبل محاربين مهرة، ويُعلّم الطلاب كيفية استخدام مختلف الأسلحة، مثل السيوف، الرماح، والأقواس وإلى آخره

يعرف المعلمون بصرامتهم وتفانيهم في تعليم طلابهم، كما يُقدمون للطلاب الدعم والتوجيه أن احتاجوه

يعيش الطلاب في غرف نوم مشتركة داخل مبنى السكن، كما يتناولون طعامهم في قاعة طعام ضخمة، ويُسمح للطلاب بالتجول بحرية داخل حرم الأكاديمية، لكن يُمنع عليهم مغادرة حدودها دون إذن خاص

لقد كان "إيفان" متحمساً عند شرحه للأكاديمية فلم يترك شيئاً إلا وأخبره لـ"كارل"

فكر "كارل" لماذا الأكاديمية في مدينة روديون وليست في العاصمة؟

هذا يعود إلى الإمبراطور السابق الذي كان طاغية، فلم يترك أحداً سوى وقتله رجل، أمرأة، وحتى طفلاً

لقد كرهوه الناس كثيراً، لقد تمت محاولة اغتياله كثيراً، وكان اغلبهم يقولون أنهم طلاب ليدخلوا العاصمة

لذلك قام بنقل الأكاديمية لمدينة روديون، حتى لا يدخل أحد العاصمة، ولكن تم أقتله من قبل الإمبراطور الحالي