سيد السيف فاقد للذاكرة

الفصل 14: الكيان السحري

أستيقظ "كارل" في كوخ صغير يتواجد في عمق غابة كثيفة، محاطًا بأشجار عالية تناطح السحاب

الباب الخشبي عتيق، عليه آثار من الزمن. نافذتان صغيرتان، مغطيتان بستائر من القماش الخفيف. جدران خشبية عارية، وأرضية مغطاة بسجادة من القش. في أحد الأركان، موقد حطب يُشعّ منه الدفء. على طاولة خشبية بسيطة، إبريق شاي وبعض الكؤوس.

كان يُخيّم على المكان الهدوء الغامض، لا يُسمع سوى أصوات العصافير، لم يشعر "كارل" سوى بالغرابة من المكان والرعب

"ما الذي جلبني إلى هنا.؟ وكيف أتيت إلى هذا المكان بالأصل؟"

كان هناك صوت طفولي أصدر من مكان ما قائلاً: أوه لقد أستيقظ! أستيقظ يا سيدي!!

"سيدي..؟"

لقد تعجب "كارل" من هذا قائلاً: من تكون.؟ وأين أنتَ..؟

لم يجب أحداً عليه وعاود للسؤال ولم يكن هناك أي إجابة

لم يلقي "كارل" بالاً للأمر وذهب ليخرج من الكوخ، لكنه انتبه لورقة ملقاة على الأرض، امسكها وبدأ بقرأتها

لقد كان مكتوب بها "مرحبًا أخي! كيف حالك؟ أعلم، أعلم.. أنت الأن تجهل من أكون لكنني أخوك! من أمك طبعاً!! لن أستطيع أخبارك بأسمي لأنني لا أريدك أن تتذكر.. هذا صحيح أنا من قمت بمسح ذكرياتك، أشعر بالخجل من نفسي.. ولكنني كنتُ مضطراً، أرجوك سامحني.. "

"أخي..؟" كان "كارل" مصدوماً للغاية لم يعتقد أن لديه أخ لطيف هكذا..

"مهلاً لحظة.. أخي التوأم!!"

لقد أستنتج "كارل" هذا بدأ الأمر مريباً للغاية

"أن كان حيًا لماذا لا يقابلني..؟"

لم يستطع "كارل" أن يفسر تصرف أخيه، لكنه فهم أنه لا يجب عليه أن يتذكر ماضيه

"ما هذا الهراء؟! كيف لي ألا أعرف من أكون.؟"

لقد استفز هذا "كارل" كثيراً، لكنه يتذكر بعض الذكريات المقطعة والمشوشة

قال بكل قوته: لماذا لا تقابلني!! أليس أخي التوأم؟؟

لم يرد أحد على ما قاله "كارل"، بقي لثلاث دقايق ولم يرد أحد، لذلك أتجه إلى الباب ليخرج من الكوخ مستاءً

عندما امسك مقبض الباب الخشبية، عاود الصوت الطفولي بالتحدث قائلاً: لا يستطيع سيدي مقابلتك..

ألتف "كارل" بسرعة صراخ قائلاً: لماذا؟؟ لماذا لا يستطع مقابلتي؟!!

ظهر طفل بشعر أبيض ناصع، ناعم الملمس، قصير نسبيًا، وعينين كريستاليتان، لامعتان، تُشعّان بِبريقٍ خاص، وجهه بيضاوي الشكل، وملامحه البريئة، وكان يرتدي كنزة باللون الكحلي وسترة بيضاء على أكمامها نقش، ويرتدي بنطال وحذاء باللون الأسود

- من تكون؟؟ -قال "كارل"-

- أنا كيان من السحر ولست طفلاً..

لم يتفاجئ "كارل" بذلك فهو يشعر بالسحر القوي الذي يطلقه ذلك الكيان

نزل "كارل" على الأرض ثم تمتم قائلاً: أنت تشبهه..

- هذا صحيح! صنعني سيدي لأصبح مثله في طفولته -قال الكيان-

شعر "كارل" بالغرابة لماذا يرسل شبيهه الطفل ولا يأتي هو؟

- لماذا لا يستطيع أخي مقابلتي؟؟ -قال "كارل"-

صمت الكيان قليلاً وكأنه متردد، ولكنه أجاب قائلاً: سيدي لا يستطيع مقابلتك بسبب أنه محبوس في مكانٍ ما..

لم يتفاجئ "كارل" بذلك فهو قد وضع هذا الأحتمال بالحسبان

تنهد "كارل" ثم قال: إذن ما هو أسمك؟؟

بان على وجه الكيان التعجب، أمال برأسه لليمين قليلاً قائلاً: ماذا تعني باسم..؟

صمت "كارل" لم يتوقع شيئاً منه، تنهد قائلاً: أءه.. حسنًا سأمنحك اسم "نوكس"!

كرر الكيان الاسم مشيراً بأنه أعجب بالاسم، وضحك "كارل" من لطافته

نهض "كارل" قائلاً: حسنًا، لنخرج من هنا..

- أتريد الذهاب إلى مدينة هارفي..؟ -قال "نوكس"-

- ماذا.. لا لن نذهب إلى هارفي سنذهب لمدينة روديون! -قال "كارل"-

خرج من الكوخ ثم أدرك أنه لا يعرف أين هو بالضبط..

نظر إلى "نوكس" الذي بدأ أنه لا يعرف أيضا..

قال "كارل" وهو محبط: أءهه.. ستكون رحلة صعبة..