لقد كانت ليلة خريفية باردة جداً، فلقد كانت السماء بلون الرمادي الداكن، لأن الغيوم تغطي السماء، ينبعث من الهواء نسيمٌ باردٌ جداً، وتبدأ أوراق الأشجار بالتحول من الأخضر إلى درجات مختلفة من الأصفر والأحمر وتتساقط بعضها على الأرض
كان "تايلور" في المكتبة يعيد الكتب التي قرأها ليذهب للنوم
حينها يسقط كتاب على الأرض وفتح، نزل وهو يتذمر من التعب، فلقد كان يقرأ لمدة خمس ساعات متواصلة دون أن يشعر بها
لكن لفت انتباهه جملة "تعويذة تغيير لون السحر"
وبسرعة، أعاد "تايلور" كل الكتب وأخذ ذلك الكتاب لغرفته، وبقي طوال الليل يحاول تغيير لون الكريستالات التي يصنعها
ونجح بهذا فلقد أصبحت الكرستال باللون الأحمر القرمزي، استلقى على السرير وهو متعب للغاية، وعندما أغمض عيناه دق الخادم الباب ليقظه
دخل الخادم الغرفة وأخبره بأن يستحم ويذهب لتناول الفطور، قام "تايلور" بتغطية نفسه بالغطاء وطلب منه الخروج
عندما رأى الخادم الكتاب على السرير، عرف أنه سهر لقرأت الكتب مجدداً، لذلك تركه وغادر الغرفة
وعاد الخادم بعد الظهر ليُوقظه، ولكن عندما استيقظ "تايلور" تبادرت ملامح التفاجؤ على وجه الخادم ولقد كان خائفًا ومتوتّرًا للغاية
لم يعر "تايلور"، أي اهتمام، وذهبَ إلى الحمام، وعندما قام بغسل وجهه، ورأى نفسه في المرآة، ذهل من المنظر الذي رآه!
- عـ..عيناني!! كيف حدث هذا؟؟!
لقد كانت عيناه باللون الأحمر الدموي
- ما هذا.؟ أنا متأكد من أنني غيرت لون الكرستال وليس عيناني..
"هل عيناني مرتبطة بلون الكرستال.."
"هـ..هذا مستحيل فلقد كانت باللون الأرجواني وهي زرقاء اللون"
خرج "تايلور" ليرى الجميع لون عينيه الدموية، مما أثارَ قلقهم وخوفهم عليه، لقد شعر بنظرات الجميع عليه، وسمع تمتماتهم بشأنه
دخل "تايلور" إلى مكتب الدوق وأخبره بما حدث. عكسًا لتوقعاته، لم يضحك الدوق بل عبر عن قلقه من خطورة الموقف. لم يستطع "تايلور" فهم ردة فعل الدوق، فهو يعرف أنه نابغة في السحر ولم يعتقد أبداً أنه سيرتكب مثل هذا الخطأ
- لا تقلق "تايلور"! سنحاول حل المشكلة! -قال الدوق بقلق-
- حسناً.. أنا أعرف فضولي ومع هذا ذهبت معه.. -قال "تايلور" باستياء-
- لكن الأن لا أحد سيستطيع أن يعرف أنكَ "كارل"، أليس؟
- أجل.. أنتَ محق
في اليوم التالي، كان "تايلور" و"ثيودور" يشربان الشاي في حديقة القصر، وأخبره "تايلور" بما حدث
- أنتَ!! ماذا؟؟ -قال "ثيودور" مستغرب-
- كما أخبرتك.. -قال "تايلور"-
ضحك "ثيودور" بقوة، لم يعتقد أن "تايلور" الذي ينحدر من أصول ساحر سيقوم بخطأ كهذا
- لا أستطيع الأنتظار حتى أخبر "جانيت" عن هذا!! -قال "ثيودور" ضاحكاً-
- لا! لا تخبرها أيها الأحمق!! -قال "تايلور"-
لقد كان "تايلور" غاضباً ومحرجاً، ليس بسبب خطئه بل لأن "جانيت" سوف تُعايره بذلك
- هل حزمت أمتعتكَ؟ -سأل "ثيودور"-
- ولماذا أحزمها؟ الأكاديمية في نفس مدينتنا -قال "تايلور"-
- هذا صحيح، لكن الأكاديمية لن تقبل بخروجك ودخولك هكذا. وأعتقد أنك تعلم السبب
- هذا صحيح. لكن متى ستبدأ مراسم الدخول؟
- في العاشر من ديسمبر! ويجب أن تكون متواجدًا في التاسع من ديسمبر
- حسناً، لقد فهمت
بعد أيام قليلة، أتى التاسع من ديسمبر، وهو اليوم الذي يتوجه فيه "تايلور" إلى الأكاديمية. استعدّ وودّع الجميع واتجه إلى الأكاديمية
"أتمنى حياة طالب عادي في الأكاديمية"
هذا ما يتمناه "تايلور"، لكن هل ستمر الأربع سنوات القادمة بخير؟
أنت تقرأ
سيد السيف فاقد للذاكرة
Mystery / Thrillerيستيقظ فتى فاقد لذكرياته في إمبراطورية لا يعرفها، ويحاول التأقلم مع حياته الجديدة، ليصبح مرتزقة مشهور بقوته الهائلة، يتعرض لمواقف كثيرة وخطرة، لذلك يحاول معرفة الأسباب تلك المواقف، ولكنه يكتشف سرًا لم يكن يجدر به أكتشافه، فماذا سيحدث له؟