الفصل 61: في قبضة الظلام

66 4 0
                                    

في ليلة مظلمة، سمع أهل القرية أصواتًا غريبة وصراخ امرأة. خرج "آرون" و"أيسون" للتحقيق، ووجدا مجموعة كبيرة من الجنود تحاصر القرية

كان في الأمام رجل يرتدي ملابس باهظة الثمن، وشعار قلب أسود على صدره. كان يمسك بشعر والدة التوأمين ويشده بقوة، وهي تبكي وتصرخ

ولكن الأم لم تكن ضحية ساذجة. فبين يديها سيف مضيء، وعيناها تتلألآن بغضب. كانت قد قاتلت بشراسة للدفاع عن نفسها وعن أطفالها

كان هناك جنود مصابون ملقون على الأرض، وبعضهم ممددًا بلا حراك. كانت الأرض مبللة بالدماء، وشظايا السيف مبعثرة في كل مكان

اشتعل كل من "آرون" و"أيسون" بالغضب، لدرجة أنهما شعرا بقواهم السحرية تتدفق في عروقهما. هالة من الضوء الكريستالي الفاتح أحاطت بـ"أيسون"، وهالة من الظلام الأرجواني الغامق أحاطت بـ"آرون"

- كيف تجرؤون على أذية أمي! -صاح "أيسون" بغضب، وعيناه تتلألآن باللون الأزرق السماوي-

- هذا يومكم الأخير! -قال "آرون" بصوت مهيب، وتوهجت علامة الريشة السوداء-

اندلعت معركة ضارية بين التوأمين والجنود. كانت هجمات "أيسون" سريعة وقوية كالسهام، بينما كانت هجمات "آرون" دقيقة ومميتة. كانت الهالات السحرية التي تحيط بهما تزيد من قوتهما، وتجعل أعدائهما يتراجعون بخوف

ولكن ذلك الرجل، الذي كان يرتدي شعار قلب أسود على صدره، كان أقوى مما يتخيلون. أطلق سحراً قوياً على شكل كرة نارية كبيرة، ولكن "آرون" رفع يده وصدها بهالة الظلام التي تحيط به

- أنت لست إلا طفل! -قال الرجل بسخرية، ولكنه في أعماقه كان يشعر بالدهشة من قوة هذين التوأمين الصغيرين-

وقف "آرون" بجانب "أيسون" وقال: سنقاتل معًا، أخي!

وجّه التوأمان هجمة مشتركة نحو الرجل، فاجأته قوة هجمتهما. ولكنه تمكن من تفاديها بصعوبة، وأطلق سحراً قوياً أصاب "أيسون"، وأفقده وعيه

صاح "آرون" بغضب، وهاجم الرجل بكل قوته. ولكن الرجل كان أسرع وأقوى. أمسك "آرون" من عنقه، ورفعه في الهواء

نظر الرجل إلى "آرون" بتمعن ثم قال باستهزاء: أحقاً أنت فتى بسادسة من عمره..؟

- لن... أدعكَ... تنجو.. بهذا! -قال "آرون" بعجز، وصوته يختنق-

ضحك الرجل ضحكة استهزاء، ثم قال بحدة مهدداً: إذا أردت أن ينجو أخوك وأمك، فعليك أن تأتي معي!

نظر "آرون" إلى "أيسون" الذي كان ملقى على الأرض فاقدًا للوعي، ثم إلى أمه التي كانت تبكي بحرقة. شعر بألم شديد في قلبه، ولكنه عرف أنه لا خيار أمامه

- سأذهب معك -قال "آرون" بصوت خافت، وعيناه مليئة بالحزن-

نظر الدوق هارت إلى "آرون" بنظرة رضا، ثم أشار إلى جنوده قائلاً: خذوه

حمل الجنود "آرون" بعنف، بينما كان ينظر إلى أمه وأخيه الفاقد للوعي بعيون دامعة. قائلاً آخر كلماته لوالدته: لا تحزني، أمي. سأعود..

بعد أن ابتعد الجنود عن القرية، استيقظ "أيسون" ليجد نفسه وحيدًا بجوار أمه العاجزة. شعر بألم شديد في قلبه، فلقد عرف أنهم قد أخذوا توأمه. كيف يمكن أن يترك شقيقه وحيدًا؟

في قصر الدوق هارت، كان "آرون" يجلس في غرفة مظلمة. كان يشعر بالوحدة والخوف. اقترب منه الدوق، وقال له بصوت بارد: من الآن فصاعدًا، أنت ابني. اسمك "آرون هارت"

نظر "آرون" إلى الدوق بدهشة، ثم سأل: ولكن.. لماذا؟

ابتسم الدوق بسخرية وقال: لأن ابني الحقيقي مات، وأنت تبدو تمامًا مثله. بالإضافة إلى ذلك، أنت تمتلك قوة سحرية عظيمة، وسأستغلها لتحقيق أهدافي

- أهدافك؟؟ -قال "آرون" بدهشة-

أمسك الدوق بيد "آرون"، وأطلق عليه سحرين قويين. السحر الأول كان للتحكم في عقل "آرون"، لجعله يطيع أوامره دون أن يشعر بأي مقاومة. والسحر الثاني كان لمحو كل ذكرياته عن عائلته وحياته السابقة وحتى محو مشاعره، ليصبح مثل الدمية يحركها كيفما يشاء

بعد أن انتهى الدوق من إلقاء السحر، ابتسم ابتسامة خبث وقال: من الآن فصاعدًا، أنت ملكي. وسأفعل بك ما أشاء

سيد السيف فاقد للذاكرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن