سيد السيف فاقد للذاكرة

الفصل 55: بين الظل والنور

يقف الأخ التوأم على حافة المنحدر، ينظر إلى الأفق البعيد. يتذكر طفولته مع "ليليث"، ويأسف لما أصبحت عليه. يتساءل عما إذا كان بإمكانه إنقاذها

كان يتذكر الايام الخوالي قبل ١٨ سنة في حديقة واسعة، حيث تتراقص أشعة الشمس بين أغصان الأشجار، كان هناك ثلاثة أطفال يلعبون بمرح.

الأول، فتى بشعر أسود لامع كأجنحة الغراب وعينين أرجوانيتين عميقتين، يميزه عن غيره بعلامة ريشة سوداء رفيعة تتدلى من خده الأيمن. كان هذا الفتى يتمتع بطبع هادئ وعميق، وكأنه يحمل حكمة تفوق سنه. كان هذا الفتى أهدأهم، يفضل القراءة والتأمل تحت ظل الشجرة القديمة، لكنه عندما يكون معهم، يصبح روح المرح والحكايات

أما الثاني، فكان فتىً بشعر أبيض ناصع كالثلج، وعينين كريستاليتين تتلألأان بصفاء ونقاء. وعلى خده الأيسر، تبرز علامة ريشة بيضاء كأنها قطعة من سحابة. كان أشجعهم، لا يخاف من أي تحدٍ، ويقود أصدقاءه في مغامراتهم المثيرة. كان دائم الحركة والنشاط، يحب تسلق الأشجار والركض في الحقول

بينما كانت الفتاة الثالثة، صديقتهم المقربة، تتميز بشعر أبيض ثلجي كصديقها، ولكن عينيها كانتا أرجوانيتين كعيني الفتى الأول. وعلى خدها الأيسر، تبرز علامة ريشة بيضاء كعلامة صديقها. كانت الفتاة الأشغب بينهم، تمتلئ بالطاقة والحيوية، تحب المزاح والنكات، وتضفي جواً من المرح على كل مكان تذهب إليه. كانت بارعة في السحر، وتستخدم قواها لابتكار ألعاب مسلية لأصدقائها

كان الثلاثة يجلسون تحت شجرة التفاح، يضحكون ويتبادلون القصص. الفتى ذو الشعر الأسود يروي لهم حكاية عن تنين نائم في كهف عميق، والفتى ذو الشعر الأبيض يتحدث عن مغامرته الأخيرة في الغابة، والفتاة تتلاعب بسحرها، وتحول أوراق الشجر إلى فراشات ملونة تطير حولهم

كان مشهدهم كلوحة فنية رائعة، تجمع بين الجمال والمرح والصداقة. وكانت علامات الريش على وجوههم تذكرهم بصلتهم ببعضهم البعض، وبأنهم مختلفون عن الآخرين، وأنهم معاً قوة لا تقهر

فهم الأطفال الوحيدون المتبقون من عشيرة ظلال الثلج..

تنهد بعمق، وقال بصوت حزين: كنت أعتقد أننا سنبقى أصدقاء إلى الأبد. لم أكن أتوقع أن تتحول إلى هذا الوحش

أدار رأسه لينظر إلى "تايلور"، وقال: أعلم أنك غاضب منها، ولكنها كانت ضحية للظروف. هناك شيء ما جعلها تتغير

أجاب تايلور بصوت خافت: ربما تكون على حق، ولكن لا يمكننا أن نسمح لها بإيذاء أي شخص آخر

أومأ الأخ التوأم برأسه، وقال: أعلم، يجب أن نوقفها..

- بالمناسبة، أنت لم تخبرني بأسمك بعد.. -قال "تايلور"-

ابتسم التوأم بخفوت وقال: اسمي "أيسون". أنا أكبر منك بدقيقة واحدة -ضحك "أيسون" بخفة، ثم أضاف- كنت أعتقد دائمًا أنك ستكون قائدًا عظيماً، وأنا سأكون بجانبك دائمًا

نظر "تايلور" إلى "أيسون" بدهشة، ثم قال: أنا أيضًا كنت أعتقد ذلك. أعتقد بأننا كنا فريقًا لا يهزم..

أومأ "أيسون" برأسه، وقال بحزن: أعلم. ولكن يبدو أن الحياة كتبت لنا قصة مختلفة

جلس "تايلور" بجانب "أيسون"، ونظر إلى الأفق. قال بصوت هادئ: أعتقد أن علينا أن نجد طريقة لإنقاذ "ليليث". لا أريد أن أراها تتحول إلى وحش كامل..

أومأ "أيسون" برأسه، وقال: أنا أيضًا لا أريد ذلك. ولكن كيف؟

- أعتقد أننا بحاجة إلى العثور على كتاب القديم. ربما نجد فيه إجابة عن كيفية إنقاذ شخص التهمه الظلام -قال "تايلور"-

أومأ "أيسون" برأسه، وقال: فكرة جيدة. ولكن يجب أن نحصل على أذن من المدير للدخول إلى المكتبة السرية..

في صباح اليوم التالي توجه "تايلور" و"أيسون" إلى المدير، وطلبا منه الإذن بالدخول إلى المكتبة السرية للبحث عن كتاب قديم يحتوي على معلومات حول كيفية إنقاذ شخص من الظلام

نظر المدير إليهما بجدية، وقال: أعلم أنكما ترغبان في مساعدة صديقتكما، ولكن المكتبة السرية تحتوي على أسرار خطيرة. قد لا تكونا مستعدين لما قد تجدانه هناك..

لقد كان المدير يعرف كل شيء منذ البداية.. 

بقى "تايلور" هادئاً فهو يقوم بتركيب الأحجية.. بينما أصر "أيسون" على طلبهما، وشرح للمدير أهمية الأمر.

بعد تفكير طويل، وافق المدير على طلبهما بشرط واحد: عليكما الفوز بالمسابقة السحرية السنوية، والحصول على المكافأة