في أعماق غابة كثيفة، حيث الظلال تتراقص على أوراق الشجر وتثير الخوف في القلوب، كانت هناك فتاة شابة تتسارع بخطواتها. شعرها الأبيض يرفرف خلفها كشبح، وعيناها الأرجوانيتان تتفحصان كل زاوية بحثاً عن ملاذ آمن. كان حراس الدوق يلاحقونها، وعيونهم الشريرة تلمع في الظلام
بعد مطاردة طويلة ومرهقة، وصلت الفتاة إلى كوخ مهجور. كانت الأبواب متهالكة والنوافذ مكسورة، لكنها كانت أفضل من لا شيء. استخدمت قواها السحرية لإغلاق النوافذ والأبواب وتحصين المكان، ثم انهارت على الأرض من الإرهاق
مرت الشهور، وحملت الفتاة توأمين. كانت تعيش في خوف دائم من أن يكتشفها حراس الدوق. ومع ذلك، كانت سعيدة بقدوم طفليها، اللذين كانا مصدر قوتها وإلهامها
في ليلة عاصفة، ضرب البرق الكوخ المهجور، وأضاء الغرفة بوهج أرجواني خافت. كانت آلام الولادة تعصر الفتاة، لكنها كانت مصممة على إنجاب طفليها بأمان. بعد ساعات من المعاناة، رزقت بولدين توأم
الأول، كان بشعر أسود لامع وعينين أرجوانيتين عميقتين، والثاني بشعر أبيض ناصع وعينين زرقاوين كريستاليتين. على خدي كل منهما، ظهرت علامة الريشة، العلامة التي تدل على أصلهما، ولكن واحدة سوداء والأخرى بيضاء
نظرت الفتاة إلى توأميها بذهول. كانت تعلم أن علامة الريشة السوداء تدل على الوريث، ولكن متى حدث هذا؟ هل الأب كان رئيس عشيرة ظلال الثلج؟ لكن الجميع قد قتل على يد الدوق
لقد كانت قلقة على مستقبل طفليها.. أمسكت بيد كل منهما، وهمست بصوت خافت: "آرون"، "أيسون".. أبنائي.. أنا آسفة، أمكما آسفة.. -بكاء-
مرت ثلاث سنوات، وكبر التوأمان في عزلة تامة عن العالم الخارجي. كان "آرون"، الولد ذو الشعر الأسود، هادئًا ومتأملًا، يحب قراءة الكتب القديمة التي وجدتها أمه في الكوخ. أما "أيسون"، فكان شجاعًا ومغامرًا، يحب استكشاف الغابة المحيطة بمنزلهم
في أحد الأيام، بينما كان التوأمان يلعبان بالقرب من النهر، لاحظا امرأة عجوز تقترب منهما. كانت ترتدي عباءة سوداء طويلة، وعينيها تتلألأن بحكمة
- أهلاً يا صاحبي، هل تسمح لي بأن أسألك سؤالاً؟ -قالت المرأة العجوز-
نظر "آرون" إليها بحذر، وسأل: ما هو السؤال؟
ابتسمت المرأة العجوز، وقالت: ما هي العلامة التي على خدك؟
أشار "آرون" إلى علامة الريشة السوداء، وقال: إنها علامة عشيرتنا
أومأت المرأة برأسها، وقالت: نعم، إنها علامة مميزة. ولكن هل تعرف معنى هذه العلامة؟
هز آرون رأسه بالنفي
- العلامة السوداء تدل على أنك الوريث الشرعي لعشيرة ظلال الثلج. أنت المسؤول عن حماية العشيرة وقواها السحرية -قالت المرأة-
صُدم "آرون" بما سمعه. لم يكن يتوقع أبدًا أن يكون لديه مثل هذا القدر من المسؤولية
لكن صدم أكثر عندما سمع المرأة العجوز تقول: ولكن تلك العشيرة قضي عليها منذ سنوات، لذلك تفاجأت برؤيتكما..
أقترب "آرون" منها وصرخ: ماذا تقصدي؟؟ -صوته يرتجف من الغضب والحيرة- كيف يمكن أن تكون عشيرتي منقرضة؟
نظرت المرأة العجوز إليه بحزن، وقالت: حبيبي، لقد مرت قرون منذ أن كانت عشيرة ظلال الثلج موجودة. تم إبادة الجميع على يد الدوق الطاغية، ولم ينجو أحد
شعر "آرون" بصدمة شديدة. كل ما كان يعرفه عن حياته قد تغير في لحظة واحدة. نظر إلى أخيه "أيسون"، الذي كان يحدق به بعيون واسعة
- ماذا سنفعل الآن؟ -سأل "أيسون" بصوت خافت-
- عليكما أن تكونا حذرين. الدوق لا يزال يبحث عنكما. يجب أن تغادرا هذا المكان وتختبئا -قالت المرأة-
قررا العودة إلى أمهما وسؤالها عن كل ما سمعاه. ولكن عندما أخبروها بما حدث، قالت لهما بغضب: لماذا تحدثتما إلى شخص لا تعرفانه؟ أنتما معاقبين!
شعر الأخوان بالإحباط. لم يتمكنا من الحصول على أي إجابات من أمهما. قررا أن يبحثا عن المرأة العجوزة خلسة، علهما يجدان إجابات لأسئلتهما. قضيا أيامًا طويلة يتجولان في الغابة، يبحثون عنها، لكن دون جدوى
في أحد الأيام، بينما كانا يتجولان بالقرب من النهر، سمعا أصواتًا غريبة قادمة من بعيد. اتبعا الصوت حتى وصلا إلى مكان مخفي بين الصخور
هناك، رأوا مجموعة من الرجال يرتدون ملابس غريبة. وكان بينهم رجل يرتدي ملابس مختلفة عن الآخرين، يبدو أنه رئيسهم
خاف التوأمان من هؤلاء الرجال، واختبأوا خلف الشجرة. سمعا أحدهم يقول: سيدي لقد عثرنا على أثار أقدام طفلين في الأرجاء
ابتسم الرجل ابتسامة عريضة وقال: أرى.. كثفوا البحث!
فهم "آرون" و"أيسون" أن هؤلاء الرجال يبحثون عنهما. هربا مسرعين إلى منزلهما، وأخبرا أمهما بما رأوه
صدمت الأم مما سمعته. أخذت ابنائها إلى مكان بعيد عن الغابة، إلى قرية صغيرة تعيش فيها مجموعة صغيرة من الناس
لقد كانوا أهالي وأطفال القرية ينبذونهم، بسبب علامة الريشة يظنون أنها علامة لعن عليهم. خصوصاً "آرون" الذي كانت علامته سوداء كانوا يخافون منه جداً
أنت تقرأ
سيد السيف فاقد للذاكرة
Mistério / Suspenseيستيقظ فتى فاقد لذكرياته في إمبراطورية لا يعرفها، ويحاول التأقلم مع حياته الجديدة، ليصبح مرتزقة مشهور بقوته الهائلة، يتعرض لمواقف كثيرة وخطرة، لذلك يحاول معرفة الأسباب تلك المواقف، ولكنه يكتشف سرًا لم يكن يجدر به أكتشافه، فماذا سيحدث له؟