الفصل 41: وريث عرش الظلام وسر النبوءة

113 7 0
                                    

في قاعة العرش المهيبة، جلست الإمبراطورة على عرشها، وجهها مشرقًا بالإثارة والترقب

أمسكت الكرة البلورية بين يديها، وتمعنت في الصور المتلألئة التي تظهر بداخلها

كانت النبوءة واضحة لا لبس فيها: "قد ولد ملك الظلام. سيقود إمبراطورية شادوث إلى عصر جديد من القوة والهيمنة"

ابتسمت الإمبراطورة ابتسامة عريضة، وهي تتخيل المستقبل المشرق الذي ينتظر مملكتها، ولكن في أعماق قلبها، شعرت ببعض القلق..

"هل سيكون هذا الملك كما تتوقع؟ أم أنه سيجلب الدمار والخراب؟"

استدعت الكاهن العجوز، وسألته: تأكد من صحة هذه النبوءة؟ هل سيجلب لنا ملك الظلام حقًا السعادة والرخاء كما فعل سابقيه؟

نظر الكاهن إليها بحكمة، ثم قال: يا سيدتي، النبوءات غامضة، ولا يمكن تفسيرها بشكل كامل. ولكن هناك شيء واحد مؤكد أن هذا الطفل سيغير مجرى التاريخ. علينا أن نستعد لما هو آتٍ

في تلك اللحظة، دخل أحد الحراس مسرعًا وأبلغ الإمبراطورة بخبر جديد: يا سيدتي، هناك رجل غريب يصر على مقابلتك يقول إنه يحمل تحذيرًا مهمًا

نظرت الإمبراطورة إلى الكاهن، ثم قالت: حسناً، أدخله..

دخل الغريب القاعة، وكان وجهه شاحبًا وعيناه تحملان بريقًا غريباً. انحنى تحية للإمبراطورة، ثم قال بصوت خافت: يا سيدتي، إنني أحمل تحذيرًا لك. النبوءة التي سمعتيها ليست كاملة

انتفضت الإمبراطورة على كرسيها، وتساءلت: ماذا تعني؟

أجاب الغريب: ملك الظلام، نعم، سيولد، ولكن قوته ستكون عظيمة جدًا لدرجة أنه قد يفقد السيطرة عليها. قد يصبح تهديدًا ليس فقط على مملكتنا، بل على العالم بأسره

صمتت القاعة، وتبادل الحاضرون النظرات بقلق

قالت الإمبراطورة: ولكن الكاهن قال إن هذا الطفل سيجلب لنا السعادة والرخاء

أجاب الغريب: الكاهن يرى الحقيقة، ولكن ليس الحقيقة الكاملة. هناك جانب مظلم لهذه النبوءة، جانب لا يريده أحد أن يراه

نظرت الإمبراطورة إلى الكاهن، الذي كان يحدق في الغريب بعيون متسائلة

قال الكاهن: من أنت؟ وكيف عرفت بهذه النبوءة؟

ابتسم الغريب ابتسامة ساخرة: أنا لست سوى رجل يحمل رسالة.. رسالة تحذير.!

اتجه الغريب ناحية الباب بعدها توقف، نظر إلى الإمبراطورة وقال: أن ملك الظلام قد ولد منذ زمن طويل -صمت قليلاً ثم ابتسم وأكمل- أعتقد أنه في الخامسة أو السادسة الآن..

وخرج من القاعة تاركاً الإمبراطورة والكاهن في حيرة من أمرهم..

بعد خروج الغريب الغامض، سادت حالة من الصمت في القاعة

نظرت الإمبراطورة إلى الكاهن بعيون واسعة، تسأله بصوت مرتجف: ماذا يعني هذا؟ هل كان الرجل يقول الحقيقة؟ هل ولد ملك الظلام بالفعل؟

أومأ الكاهن برأسه، وجهه شاحبًا: أخشى أن يكون الرجل على حق. النبوءة أكثر تعقيدًا مما كنا نعتقد. قد يكون ملك الظلام قوة عظيمة، ولكنها قوة مدمرة إذا لم يتم توجيهها بشكل صحيح

أضافت الإمبراطورة بقلق: ولكن من هو هذا الطفل؟ وأين هو؟

أجاب الكاهن بصوت هادئ: لا أعرف، يا سيدتي. ولكن يجب علينا أن نتحرك بسرعة. يجب أن نجد هذا الطفل قبل أن يقع في الأيدي الخطأ..

تتوهج البلورة السحرية بضوء خافت وساحر، وكأنها قطعة من القمر سقطت على الأرض

عندما نظرت الإمبراطورة بداخلها، كانت تظهر صورة طفل صغير تتراقص بداخلها. يتميز الطفل بشعر أبيض ناصع كالثلج وعينين لونهما أرجواني عميق كالسماء في الليل. تبدو ملامحه هادئة وساحرة، وكأنها تحمل في طياتها أسراراً لا حصر لها..

صعقت الإمبراطورة مما رأته فهذا الطفل هو أبنها الأمير الأول لإمبراطورية شادوث

سيد السيف فاقد للذاكرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن