يستيقظ "تايلور" في كوخ صغير في عمق غابة كثيفة، باب خشبي عتيق، نافذتين صغيرتين مغطيتان بستائر من القماش الخفيف، جدران خشبية عارية وأرضية مغطاة بسجادة من القش..؟
أدرك "تايلور" أنه في ذات الكوخ الذي وجد به "نوكس"
- مهلاً لحظة.. هذا يبدو مألوفاً لي.. أنا في ذات الكوخ الذي ألتقيت به "نوكس" أول مرة!!
شعر بقشعريرة تسري في جسده وهو يتذكر تلك الليلة الغامضة. نظر حول الغرفة، فوجد كل شيء كما تركه.. الموقد البارد، الطاولة الخشبية، والسجادة القشية.
ولكن.. هناك شيء مختلف هذه المرة.. شعر بوجود شخص آخر في الغرفة
دق قلبه بقوة وهو يستدير ببطء. في الظلام، رأى عينين تتوهجان بلون الكريستال الخلاب
توسعت عينا "تايلور" وهو يحدق في تلك العيون المتوهجة.. كان ذلك الوجه مألوفًا بشكل مؤلم، ملامح تشبه ملامحه تمامًا، إلا أن الشعر كان أبيض كالثلج والعينان زرقاوان كالكريستال
تمتم "تايلور" بصوت خافت، وهو يشير إلى ذلك الشخص: أ..أنت...؟
ابتسم ذلك الفتى ببطء، وكشف عن أسنان بيضاء متناسقة، ثم قال: أهلاً بك، أخي!
اقترب الفتى من "تايلور"، ومد يده وكأنه يدعوه للانضمام إليه. شعر "تايلور" بسعادة غامرة وهو يمسك بيده، لكن فجأة، شعر بألم حاد في رأسه.. وبدأ كل شيء حوليه يضيع، والأصوات تختفي تدريجيًا
لكن قبل أختفاء الصوت كلياً كان الفتى يقول: عليك الحذر.! فتلك المرأة لن تتركك حياً أن علمت أنـ—
فتح "تايلور" عينيه ببطء، ليجد نفسه على سرير أبيض.. كانت الغرفة مظلمة، ولم يسمع سوى صوت دقات قلبه القوية.. حاول الجلوس، لكنه جسده عاجز الحركة
- هل... كان مجرد حلم... -همهم "تايلور" بصعوبة-
تذكر كل تفاصيل الحلم، من الكوخ الخشبي إلى ما قاله شقيقه. شعر بالحيرة والرعب في نفس الوقت..
"هل كان حقاً مجرد حلم؟" تساءل "تايلور".. لكن المشاعر التي شعر بها كانت حقيقية جدًا. الخوف، السعادة، الألم، كلها كانت محفورة بوضوح في ذاكرته
تذكر تحذير شقيقه الغامض: عليك الحذر.! فتلك المرأة لن تتركك حياً أن علمت أنـ—
من هي تلك المرأة؟ وماذا تريد؟ ولماذا تريد قتل "تايلور"؟ أسئلة كثيرة تراود ذهنه، وكلما حاول الإجابة عليها، غاص أعمق في دوامة من الغموض
حاول "تايلور" النهوض مرة أخرى من السرير، لكن جسده كان متيبسًا وكأنه قضى أسابيع دون حركة
- ماذا يحدث..؟ -قال "تايلور" بعجز- لماذا جسدي يألمني..؟
دخل شخص إلى الغرفة لقد كانت عباءته كسحابة ليلية داكنة، تتطريزات فضية تتلألأ عليها كنجوم ساقطة. عندما تحرك، خرجت حفيف حرير ناعم كأنه همسات الريح. تحت العباءة، كان يرتدي قميصًا أسودًا ناعمًا كالحرير، أزراره الفضية تتلألأ في الضوء الخافت. سرواله الضيق من القماش المخملي الأسود كان يبرز رشاقة جسده، وحذاؤه العالي من الجلد الأسود كان يصدر صوتًا خافتًا عند كل خطوة يخطوها
- آوه! أنت مستيقظ، سيدي. اسمي هو "شين"، وأنا ساحر من البلاط إمبراطوري
نظر "تايلور" له بعيون باهته، قائلا بعجز: ماذا.. حدث..؟
- لقد تعرضت لتسمم شديد، ولكن عليك أن تعلم أن هذا السم ليس عادياً، فقد تم تحضيره بواسطة ساحر قوي جداً
كان خبر السم كالصاعقة على "تايلور"، كيف تسممت؟ ومتى؟ كانت اسئلة كثيرة تدور بباله، ومع ذلك لا توجد أي إجابات واضحة قبل نطق "شين" لهذا: الساحر الذي صنع هذا السم ماهر للغاية. لم أرَ شيئًا مثله من قبل.. لربما يكون سحراً ظلامي
ردد "تايلور" جملة -سحر ظلامي- كثيراً، بدأ يفكر كثيراً لكن عندما قال "شين": أنه سم سحري بطيء المفعول، أعتقد أنه احتاج لشهر أو شهرين ليبدأ مفعوله
تبادر إلى ذهن "تايلور" شخصاً واحد وهو "ليليث"
أنت تقرأ
سيد السيف فاقد للذاكرة
Mystery / Thrillerيستيقظ فتى فاقد لذكرياته في إمبراطورية لا يعرفها، ويحاول التأقلم مع حياته الجديدة، ليصبح مرتزقة مشهور بقوته الهائلة، يتعرض لمواقف كثيرة وخطرة، لذلك يحاول معرفة الأسباب تلك المواقف، ولكنه يكتشف سرًا لم يكن يجدر به أكتشافه، فماذا سيحدث له؟