🔷الجزء الأول من الفصل الأربعون🔷

72.9K 3.1K 428
                                    

بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

الجزء الأول من
🔹الفصل الأربعون 🔹

#_أنا لها شمس،بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصرياً بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
__________________________

لم أكن يومًا أغار كنت أسير في الحياة بتبخترٍ كالطاووسِ وأعبر طرقاتها كالإعصار،لم يشغلني أحدًا ولم أرى من هو أفضل مني ليجعلني أغار،وطالما رأيت أن الغيرة دليلاً على الضعف وعدم الثقة والإنكسار، لكنني في حبك قدمت لحالي ألف وألف إعتذار، على سوء فهمي لكثيرًا من الأشياءِ، فبرغم بلوغي ووصولي لهذا السن المتقدم إلا أنني أعترف وأعلنها صراحتًا، أنني أغار.

فؤاد علام زين الدين
بقلمي روز أمين

تملل بغفوته ليتعجب حين لم يشعر برأسها تسكن أحضانه ككل يوم وكأن هذا ما أيقظه من نومه العميق،فتح عينيه يبحث عنها ليتفاجئ بعدم وجودها بالفراش، سحب جسده للأعلى ونظر لشاشة هاتفه يستعلم عن الوقت فوجد الساعة لم تتخطى الخامسة فجرًا بعد،على الفور ترجل من فوق الفراش وانطلق نحو باب الحمام ليطرقه بخفوتٍ وحين لم يجد ردًا أمسك المقبض وأداره فلم يجدها أيضًا،إرتفع صوته وهو ينطق باسمها:
-إيثار، حبيبي إنتِ فين؟
قالها وهو يتجول سريعًا داخل الجناح باحثًا عنها حتى وصل للبهو ليهدأ خوفه ويتسمر بوقفته حين وجدها تركع فوق سجادة الصلاة بخشوعٍ مرتدية الثياب الخاصة بالصلاة«الإسدال» تنفس بهدوء وتحرك نحو المقعد القريب منها وجلس يتأملها حتى انتهت من الصلاة والدعاء فهب واقفًا ليبسط ذراعه يساعدها على النهوض لتنطق هي بعينين أسفتين:
-أنا أسفة يا روحي،شكلي قلقتك
وقف بوجهها لينطق بعينين تشع حنانًا:
-ولا يهمك يا حبيبي
ليسترسل وهو يتفحص ملامحها الذابلة بارتيابٍ:
-إنتِ كويسة؟
تنهدت لتقول بنبرة خافتة كي تطمئنه:
-الحمدلله
-مالك يا بابا...قالها بتوجسٍ ليتابع متلهفًا وهو يرى إعيائها الشديد:
-فيه حاجة وجعاكِ؟!
نطقت وهي تحتوي وجنته بلمساتٍ حنون:
-متخافش يا حبيبي أنا كويسة،كل الحكاية إني قومت من النوم لقيت نفسي عاوزة أرجع فروحت الحمام رجعت وأخدت شاور وصليت الفجر

رأت بعينيه ألمًا لأجلها ولومًا لحاله على تلك الحالة التي وصلت لها بفضل حملها بجنينه فتحدثت كي تزيل عنه ذاك الشعور:
-حبيبي أنا كويسة والله
حاوط كفها الموضوع على وجنته وقربها من فمه ليضع قبلة حنون قبل أن يسحبها وهو يقول:
-طب يلا يا عمري علشان تكملي نومك
تحركت بجواره ليدثرها تحت الغطاء ويجاورها بعد أن أسكنها بأحضانه لتغمض عينيها بسكون، ظل يحدثها حتى دخلت في سباتٍ عميق من جديد فأغمض هو الأخر عينيه ليغفو

                                     ***********
بمنزل نصر البنهاوي وبالتحديد داخل مسكن حُسين،كان غافيًا بجانب زوجته فشعرت هي بأقدام تتقدم ناحيتها فتحت عينيها سريعًا لتجدها تلك الطفلة المسكينة "زينة"إبنة عمرو فقد إتخذتها مروة لتسكن معها بغرفة إبنتها بعدما تم حبس والدتها وكالعادة عمرو لم يسأل عن حالها، فدائمًا يراها إبنة الخطيئة التي دمرت حياته ولولاها لكانت إيثار وصغيره مازالا يمكثان في كنفه وداخل أحضانه،تحدثت الصغيرة بعينين مكسورتين:
-أنا عاوزة أغير هدومي
تطلعت مروة عليها لتجد الصغيرة متبولة على حالها فهي تعاني من التبول اللاإرادي نتيجة معاملة والدتها القاسية لها وغياب دور الأب بحياتها،للأسف نسبة كبيرة من المتواجدون بالمنزل يتعاملون معها مثل أبيها،"إبنة الخطيئة"لذلك أخذتها مروة واحتضنتها كي تزيل عنها شعور الضياع الملازم لها طيلة الوقت، هبت من مرقدها لتمسك كفها وتحدثت وهي تحثها على اتباعها:
-حاضر يا قلبي
ولجت بها لداخل الحمام ساعدتها على الإغتسال وبدلت لها ثيابها وخرجت لتنطق الصغيرة بهدوء:
-أنا جعانة
تمزق قلب مروة على حال تلك المسكينة لتأخذها بأحضانها علها تزيل ولو قليلاً من حزنها العميق الساكن بداخلها وتحدثت بنبرة حنون جديدة على الطفلة:
-حاضر،هدخل أعمل لك ساندوتش جبنة وأجيب لك تفاحة تاكليهم على ما أقوم سليم وليلى  وننزل علشان نفطر كلنا
ابتسمت الصغيرة بخفوت، خرج حسين من الغرفة في طريقه للحمام فوجد زوجته تضع صحنًا به شطيرة وثمرة فاكهة وتقدمهما للصغيرة فتحرك إليها وحاوط كتفها وهو يقول:
-ربنا يجازيكِ خير يا مروة،إنتِ أثبتي إنك بنت أصول بجد
تنهدت بحزن ظهر عليها وهي تطالع الصغيرة التي تتناول شطيرتها بنهم لتنطق بحزنٍ عميق:
-الله يسامحه أخوك وأمها،جابوها للدنيا من غير حسابات ورموها

🔹أنا لهاَ شَمس🔹حيث تعيش القصص. اكتشف الآن