🔷الجزء الثاني من الفصل الثالث والأربعون🔷

77.1K 3.2K 389
                                    

بسم الله لا قوة إلا بالله
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

الجزء الثاني من
🔹الفصل الثالث والأربعون 🔹

#_أنا لها شمس،بقلمي روز آمين
هذه الروايه مسجلة حصرياً بإسمي روز آمين
وممنوع نقلها لأية مدونة أو موقع أو صفحات أخري ومن يفعل ذلك قد يعرض حالة للمسائلة القانونية
__________________________

هل شعُرْتَ يومًا بصمتٍ مريبٍ يحتلُ كلَ ما حولِكَ وكأنكَ تسكُنُ الكونَ وحدَكَ،حياتُكَ ساكنةٌ لا صوتٌ يكسِرُ صمتَها المخيفِ ولا ونيسُ يُحَلي مذاقَ مرارتِها،يمرُ يومُكَ دونَ جديدِ فاليومُ أشبهُ بالبارحةِ والبارحةُ أشبهُ بما قبلِها وهكذا،أصبحَ كلُ شئٍ مملًا ولا مذاقُ لهُ،نهاري يمرُ بلا شئٍ ملموسٍ،أما ليلي فحدثْ ولا حرجَ،كم كنتَ أبغضُ قدومَهُ حينَ يَسدِلُ ستائرَهُ السوداءَ لأغرقَ في ظلامِهِ الدامسَ وسطَ ذكرياتيَ المؤلمةِ، أجلسُ وحيدُ غُرفتي أتطلعُ على جدرانَها المرتفعةِ لتدورَ عيناي متمعنًا بكلِ محتوياتِها حتى أصلَ ببصري إلى فِراشي وأتلمَسَهُ بكفِ يدي،كم كان باردًا لا نفسٌ فيه ولا حياةُ،إلى أن التقيتَ "بسندريلا"،نعم فهي سِندريلا حياتي التي ظهرتْ من العدمِ لتقلبَها رأسًا على عقبِ وبعد أن كنتَ كارهًا لكلِ صِنفِ حواءِ أصبحتُ عاشقًا لأنفاسِ إحداهُن بل وصلتَ بعشقِها لأعلى درجاتِ الغرامِ،أصبحتَ أيضًا من مُحبي الليلِ ومغرمًا بسكونهِ حيثُ يجمعُني برفقةِ حبيبتي،دفأَت فرشَتي وتَلَوَنتْ جُدراني كحديقةٍ بفصل الربيع بعدما عثرتُ على نصفيَ الأخرِ،والأن فقط أقرُ وأُعلِنُها بأنَّ فؤادَ علامَ قد إكتَمَل.

فؤاد علام زين الدين
بقلمي «روز أمين»

داخل ڤيلا عمرو المتواجدة بأحد الأماكن الجديدة،يجلس بصحبة شقيقاه بعدما تم طردهم على يد عائلة والدتهم،حالهم يقطع نياط القلوب ومظهرهم يدل على ما تعانيه أنفسهم،شعر رؤسهم مشعثًا وذقونٍ متروكة حتى انتشر الشعر بها بكثرة وعشوائية،يجلسون ببهو المنزل يشعلون سجائرهم الذي انتشر دخانها بشكلٍ كثيف كاد أن يخنقهم،تحدث طلعت بانكسارٍ وقد بدا الحزن والذلُ على ملامحهِ:
-أخرتها إترمينا في بيت في أخر الدنيا يا ولاد سيادة النائب،حتى دفنة أبونا مجرأناش نحضرها
ليكمل حسين على حديثه المؤلم:
-أنا مش قاطع فيا ومدمرني قد الموضوع ده،تلات رجالة يسدوا عين الشمس وفي الأخر اللي يحل على أبويا واحد غريب

هتف طلعت بحدة ظهرت فوق ملامحه الغاضبة:
-في أي شريعة وأي دين يمنعوا ولاد الميت إنهم يمشوا في جنازته؟!

بنبرة تملؤها الحسرة تحدث حُسين:
-في شريعة نصر البنهاوي كل شئ كان متاح يا طلعت، ولا نسيت إن أبوك الله يسامحه ياما ظلم ناس وأجبرهم على ترك البلد

واسترسل مستشهدًا:
-وأخرهم أهل سمية اللي خلاهم يمشوا ويسيبوا بيتهم من غير حتى ما يبيعوه ويستفادوا بتمنه
نكس طلعت رأسه لتيقنه من صحة حديث شقيقه ليعم الصمت المكان،نظر حسين لذاك الذي ينفث دخان سيجارته بشراهة وقبل أن تنتهي يشعل غيرها لينطق متسائلاً:
-إنتَ ساكت ليه يا عمرو؟!

🔹أنا لهاَ شَمس🔹حيث تعيش القصص. اكتشف الآن