(23)

7 2 0
                                    


- كان يتحدث إلى دكتور صالح بلا شك.

قلتها وأنا أجلس بجانب يونس في سيارته في صباح اليوم التالي، أصر يونس على زيارة سليم مرة أخرى، لم يعلق فأردفت وأنا أنظر إلى الظرف والنوتة الموسيقية في تابلوه السيارة أمامه...

- كان من الممكن تأجيل زيارة اليوم لبعد غد كي نستريح قليلا، فما حدث لنا البارحة أمر غير هين.

ربت يونس على يدي في ود وقال :

- سوف ينتهي كل ما يُؤرقنا قريبًا إن شاء الله .

أوقف يونس السيارة وخرجنا منها، وفجأة عندما خرجت من السيارة وأغلقت بابي أمسك يونس ذراعي وجذبني خلف السيارة وأخفض رأسي بحيث لا يرانا أحد في جهة المشفى المقابل لنا ! فقلت له مندهشة :

- ماذا بك ؟

فأشار نحو باب المشفى، فرأيت دكتور صالح يخرج منه ثم وقف ليشعل سيجارًا ! انتظرنا حتى انتهى وانطلق بسيارته... نظرنا لبعضنا في ذهول فقال يونس :

- أرأيت .. كان لا بد أن نزور سليم اليوم.. ثمة أمر مريب.

دخلنا المشفى حسب الميعاد المقرر للزيارة، وعندما سألنا عنه موظفة الاستقبال قالت إن سليم كان يجلس في حديقة المشفى، لكنه ذهب إلى المرحاض، وسوف تحضره الممرضة بعد قليل، سألها يونس...

- هل كان الدكتور صالح يزور سليم الآن؟

قالت على الفور :

- أهو دكتور بالمشفى؟

أردفت في تلقائية ...

- لا إنه أحد أقارب سليم.

قالت وهي تُجيب على الهاتف في عجلة ...

- أنا لا أعرف أقاربه ولم أر أحداً منهم من قبل، ربما جاء قبل أن أتسلم الوردية فقد حضرت متأخرة اليوم.

شکرها يونس وخرجنا إلى الحديقة، جلسنا على إحدى المقاعد الخشبية القريبة من المبنى ننتظر سليم، نظر لي نظرة كلها امتنان وقال:

ـ لو أن أحدًا غيرك روى لي ما حدث معي البارحة لما صدقته أبدًا، أتتغير نبرة الصوت وتتغير الأفعال دون إدراك ؟! أيغشى على المرء دون أن يشعر ! لكنني ممتن لكل هذا لأنه جعلني أعلم مدى ثقتك بي وحبك أيضًا.

قلت بنبرة جادة يمسحها قليل من المرح :

- ألم تعلم بعد يا يونس ؟

- ضحك يونس ضحكة خافتة وقال:

ـ أعلم يا حبيبتي .. أعلم، أنا آسف على كل ما مررت به... وأشفق عليك من التجربة؛ لكن وجودك كان في غاية الأهمية.

تنهدت وأنا أفكر في أمر الدنيا برمتها وأردفت ...

ـ الأمر برمته عجيب .. لماذا أنا ؟ وماذا لو كنت فقدتك ؟

النوم الاسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن