بغريزة الانثي التي وهبها الله لنا استطيع ان اميز نظرات الرجل ، صدقه من عدمه ، رأيت الخوف في عين يونس ليله امس ، خوف رجل محب ، امسك يدي المرتعشة محاولا تهدئتي ثم هبطنا الدرج معا ، في الواقع كان جسدي كله يرتجف ولم افهم شيئا ، خرجنا معا وعبرنا الطريق ، كانت الكليه خاليه تماما حتي من فرد الأمن عند البوابه ، لم اتحدث ولم يصر علي أن أفعل رأيته بفتح باب سيارته لي ، ويشير أن اركب ، ففعلت دون تفكير .
دائما اري ان الرجل إذا حمل صفات الرجوله كان رمز الحمايه الاول ، شعرت بأمان في صحبته لم أعده من قبل مع رجل آخر ،كان شئ غير منطقي آخر يحدث بداخلي تجاهه ، لم أشعر بالوقت وانا أنظر عبر زجاج السياره الي الماره التعساء ، السيارات القديمه والأبنية المترهلة ، الأشجار البائسه والحيوانات التي لم تعد اليفه ، هكذا رأيتهم كاني أراهم لاول مره ، كان مشهد صندوق الكهرباء وكل ما حدث يعيد نفسه مرات ومرات دون تفسير .
في الصباح ذهبت الي الكليه ، أمام المبني وقبل أن ادخله بعفويه كعادتي ، وقفت أنظر إليه بفضول ، لمحني «العم سيد»الذي كانت نظراته ذات معني كما خمنت ، هذا الرجل مملوء البنيه وطويل ذو شارب ضخم وعجيب ، نظراته كانت دائما تذكرني بالمخبرين في الافلام القديمه ، وقيل أن أتحدث إليه سمعت صوت «حنين » تناديني فذهبت إليها مباشره ، جلسنا في الكافاتريا بالطابق الأرضي ، جلست ومازالت نظرات «العم سيد » تسيطر علي تفكيري ، هذا المجتمع الذي لا يفهم ولا يرحم يتجسد في شخصيات كهذه ، ذهبت حنين لإحضار كوبين من القهوه ، نظرت إلي وتبسمت في خبث ثم جلست وبدأت حديث غير معهود بيننا :_ اعلم أن عمر صداقتنا صغير ، لكني صريحه ولا احب أن اخفي عنك شيئاً اريد البوح به.
لفت حديثها انتباهي فقلت :
_ بالتأكيد يا حنين قولي ما شئت فلا قيود بيننا ، يكفي ما فعلته من اجلي طوال الشهور الفائته لاعوض ما فاتني من دراسه ، حقا الصداقه لا تقاس بأعمارها.
تشجعت حنين وازاحت مقعدها للامام قليلا ثم مالت نحوي بجسدها ، وقد باتت ابتسامتها عريضه ثم قالت :
_ فريده .. الجميع يلاحظ اهتمام يونس بك .. لعلك لم تلاحظيه فتره من الزمن ، لكن الان .. انت فتاه ذكيه وتعلمين ما أقصده بالطبع ، كل ما في الأمر أردت أن أؤكد أن الرجل لم يلتفت طوال السنوات الماضيه الا لك انت ، رغم عدم حضورك المنتظم بالكليه في الماضي ، إلا أن الجميع كان يلاحظ مدي إعجابه بك ، حتي «العم سيد » قال لي أنه راكما البارحه وهو يمسك بيدك لتعبري الطريق .. كل ما اريد قوله هو أنني اتمني لو تعطيه فرصته بحق فهو يستحق .نظرت إليها في ذهول وقد ارعبني ما جاء علي لسان «العم سيد » ! ثم تنبهت أنني ناديت عليه ولم يكن بالاسفل ! ثم أنني لم أراه حين خرجنا أيضا ! ارتشفت القهوه في هدوء ولم اعلق فقالت حنين :
أنت تقرأ
النوم الاسود
Horror{ ليلة ظهور شبح غرفة الموسيقى } تصعد فريدة إلي الدور الثالث بمبنى كلية التربية الموسيقية، وتحديدًا أمام باب غرفة الموسيقى المهجورة، حيث تبدأ في تذكر كل شيء، لكن ما تتذكره أو تراه أو تحلم به لا يخصها. إنما هو مجرد مفتاح لكشف كل ما حدث وكل ما قد يحدث...