الأجواء في الكليه مرتبكه بين تركيز في الامتحان وخوف مما حدث لي مع يونس ، أو في الحقيقه خوف الطلبه منا شخصيا ، فقد أشاع العم سيد الاخبار وزاد وأفاض كعادته ؛ لكنني لم أره عند المدخل ! اين ذهب يا تري ، حضر الجميع باكرا ، الطلبه يعزفون مقطوعاتهم ويراجعون النوت الخاصه بهم في برجولات الفناء ، نظرات غريبه تصلني من هنا وهناك ، الكافاتريا مملوءة بمدمني الكافيين امثالي .
لم يحن ميعاد قدوم يونس بعد ، تجولت بعيني ابحث عن حنين فسمعت صوتها تناديني من أحدي البرجولات ، لكنني لمحت الدكتور صالح يشرب قهوته ويدهن سيجاره وينظر لي ، هل يراقبني هذا الرجل ام ماذا ؟ نادتني حنين مره اخري وكانت تتدرب علي الكمنجة ، ذهبت اليها وجلسنا سويا وسط نظرات وهمهمات بعض الطلبه حولنا ، رأيت في عينيها اخبار جديده فقلت :ـ قولي ما عندك .
رجعت برأسها الي الوراء قليلا وهي تبتسم مندهشه ..
ـ وما ادراك اني احمل اخبار ؟
ضحكت واردفت ..
ـ العشره يا صديقتي ..
ضحكت بدورها :
ـ هذا صحيح العشره تفضحنا .
تلفتت حولها واقتربت مني قم همست ..
ـ عم سيد قدم استقالته ؟
ـ ماذا ؟! اخر شئ أتوقعه !
ردت حنين :
ـ الطلبه يقولون إنه تعرض لأذي ليله محادثتكما انت ويونس ! ربما قال أنكما آذيتماه !!
هزني قولها فأردفت نافيه :
ـ ماذا ؟! لم يحدث مطلقا بالطبع .. لكن ماذا حدث له ؟
قالت حنين :
ـ حاولت استدراج بعض الطلبه لكن بالفعل لا احد يعلم شيئا ، يجب أن يعلم يونس .
شردت فيما سمعت .. حينها هاتفني يونس وأخبرني بما كنت انتوي أخباره به ! يا لهذا المكان .. ليس به اسرار الا سر النوته الموسيقيه التي اعزفها ، طلب يونس أن أقابله عند مكاننا المعتاد (( سينما فاتن حمامه )) ، بعد أن استأذنت امي في الخروج اليوم بعد الامتحان ، ثم أنهي محادثتنا قائلا :
ـ فريده .. عندما تدخلين الي الامتحان لا تذكري اي شيئا آخر غير الماده ونجاحك .. تذكري والدك ، لن اتمكن من رؤيتك في الكليه اليوم ، سوف ارحل بعد الامتحان مباشرة ..الوقت ضيق .
كان كلماته وقع كبير علي نفسي ، سوف افعل من أجل ابي ، ولأدرب نفسي أن كل شئ في الدنيا نستطيع أن نسيطر عليه ونفكر فيه في وقته المناسب .. بعد أن انتهيت من الامتحان كنت متشوقه لرؤيه يونس ، ومعرفه الدافع وراء ضيق وقته ؟ لمحتني حنين وانا في عجله من امري فسألت :
ـ لماذا كل هذه العجله ؟ مازال الوقت مبكرا لنذهب الي البيت .
اردفت :
أنت تقرأ
النوم الاسود
Horror{ ليلة ظهور شبح غرفة الموسيقى } تصعد فريدة إلي الدور الثالث بمبنى كلية التربية الموسيقية، وتحديدًا أمام باب غرفة الموسيقى المهجورة، حيث تبدأ في تذكر كل شيء، لكن ما تتذكره أو تراه أو تحلم به لا يخصها. إنما هو مجرد مفتاح لكشف كل ما حدث وكل ما قد يحدث...