ذهبنا ثلاثتنا إلى مقابلة كريم بعد أن استقر رأينا على الاستعانة به، رتب يونس للقاء في منطقة بعيدة عن بيتنا أنا وحنين، كما نبه علينا ألا نبوح بمكان سكننا لأغراب أبدا، التقينا قبله للحديث معا، أخرج يونس الصور والنوتة الموسيقية من الظرف وأخذ
ينظر إليهما، ثم تنهد وقال في حيرة:
_ بالأمس كنت في حفل عشاء كبير في منزل عمي، كان به الكثير من المناصب الكبيرة في البلد.
قلت...
_ أخبرتني البارحة، وماذا في ذلك ؟
قال..
انتهى العشاء في وقت متأخر ولم أخبرك بما حدث.
قالت حنين...
- كفاك يا يونس
قال وقد ملأت الدهشة عينيه:
_ اثنان لا يعرفان بعضهما البعض، الأول من أقاربي والثاني من أصدقاء عمي، الشيء الوحيد المشترك بينهم هو عملهم بمجلس الدولة، كل منهم يسألني منفردا «ما خطب الكلية التي تعمل بها يا يونس ؟»، وعندما أسأل كلا منهما عن سبب قوله هذا يقول نفس الشيء الغريب !
قلت:
- كما قالت حنين كفاك.
قال كأنه يفكر :
الجيران المحاطة بيوتهم بالكلية حرروا محاضر إزعاج ضدها، وذلك لسماعهم عزف صاخب كل ليلة بعد الساعة الثانية عشرة ليلا الكلية تنفي وجود طلبة في هذا التوقيت بالطبع، وعدد المحاضر في ازدياد والكلية تستمر في النفي، لا أعلم ما الذي قد يحدث؟ هل فعلا ينقلون مكان الكلية في المستقبل؟ هل يستطيعون غلقها مؤقتا ؟ لا أعلم، فقط أفكر من أين يأتي صوت العزف ؟ وما هي مصلحة الجيران في الادعاء على الكلية؟ ولماذا الآن بالرغم من قدم وجودها بجوارهم إلا أنهم لم يسمعوا العزف الليلي إلا بعد أن احترق المبنى منذ سنوات كثيرة في الماضي وفي الفترة الحالية !نظرنا إلى بعضنا أنا وحنين في ذهول، نظر إلى يونس وقال:
- أتريدين أن تعرفي اللحن الذي يعزف بعد الساعة الثانية عشرة صباحًا؟
أجبته وقد غلبتني الدهشة..
- وهل يحدث هذا فرقا ؟
فقال
_ للاسف نعم
قالت حنين:
_ لماذا
قال :
_ بشكل ودي اطلعت على أحد المحاضر بعض أقوال الجيران أكدت أنه يسمع كل ليلة إلى قبيل الفجر بقليل مقطوعة يسمعها دوما عند الثامنة مساءاً وقت وجود الطلبة من إحدى الغرف بالتحديدا !
ونظر إلى يونس نظرة أفهم مغزاها.. فقر فاهي عن آخره وكانت حنين في قمة دهشتها أيضا، حينها جاء كريم في الميعاد المقرر بالضبط، استقبله يونس وحياه بجدية، وبعد أن جلس كريم ونظر إلينا في فضول وابتسم لما رأنا في دهشة، طلب يوس من النادل أن يسجل طلب كريم ففعل، قال كريم في ترقب :
- أنا سعيد لثقتكم في الاستعانة بي، أنا تحت أمركم ..
قال يونس ومازالت الجدية تسود ملامحه :
- الظروف تحتم الأمر لكن شكرا لك على أية حال.
قالت حنين المبنى تحول السلسلة من الأحداث المربية يا كريم، بريد ملك كل ما تعلمه عن أي شيء غريب لكي تكشف سره وتخلص المبني منه.
كان كريم منتبها الحنين فلما انتهت قال:
_ غريب أمر هذا المكان، تمر عليه السنوات والأشخاص ولا ينكشف السر أبدا !
قال يونس :
- الهذا الحد اهتممت بالأمر طوال هذه السنوات؟
اعتدل كريم في مقابلة يونس وجها لوجه وقال: أقول لك الحقيقة؟ أنا لا أعمل في مصر الآن لكن تكررت على أحلام مزعجة بالخارج أيضًا! جعلتني أفكر هل يرتبط الأمر بأشخاص بعينهم أم بالأماكن ؟ لذلك كلما جئت في زيارة سألت عن التطورات وهل انكشف سر المكان أم لا؟ يبدو أنني كنت أريد أن أطمئن على نفسي أولا.
أنت تقرأ
النوم الاسود
Horror{ ليلة ظهور شبح غرفة الموسيقى } تصعد فريدة إلي الدور الثالث بمبنى كلية التربية الموسيقية، وتحديدًا أمام باب غرفة الموسيقى المهجورة، حيث تبدأ في تذكر كل شيء، لكن ما تتذكره أو تراه أو تحلم به لا يخصها. إنما هو مجرد مفتاح لكشف كل ما حدث وكل ما قد يحدث...