(33)

6 2 0
                                    


استغرقنا في العزف كثيرا في مثالية لم أعتدها من نفسي، كان يونس مبهورا بأدائي فقال في تعجب...

- أنا مندهش ! العزف أكثر من رائع والنغمات خارج المكان والزمان.. هل يؤثر الفرح عليك إلى هذا الحد؟

أردفت على الفور :

- الفرح يسحر النفوس.. يعطينا القدرة على فعل أي شيء.

قال يونس...

- ألم أقل أنك اليوم فيلسوفة ...

ثم نظر إلى ساعته وقال:

- الآن يجب أن نتجه إلى المسرح ....

توترت قليلا حينما علمت بمرور الوقت فقال يونس في مرح محاولا تهدئتي وهو يأخذ النوتة الموسيقية من أمامي...

- سوف يفسد القلق زينتك يا حبيبتي...

ضحكت حينها فأردف في جدية ...

- هيا يا فريدة لتُبهري الحضور بما تملكين من حضور.

ابتسمت في فخر وحملت بعض طبقات القماش لأسرع من حركتي قليلا وقد تقدمني يونس قليلا، لكنني ما إن خرجت من الغرفة حتى رأيت الدكتور قابيل بحلته الأنيقة يجري قرب الدرج و يهبط سريعا ! حينها اختنقت ولم أستطيع التقاط أنفاسي فتوقفت . توقف يونس ونظر إلي في قلق وأنا أحاول أن أتنفس وسألني:

- فريدة.. هل أنت بخير ؟ ماذا بك؟

أخذت رئتاي تشعران بالأكسجين شيئًا فشيئًا إلى أن تنفست أخيرا وقلت ...

- الحمد لله .. أنا بخير.

أردف يونس في قلق...

- ماذا حدث لك ؟

طمأنته قائلة ...

- لا شيء.. هيا بنا من هنا.

كان القلق قد تملك من يونس وبدأ يسير بجانبي ببطء وينظر إلي متفحصا ؛ فلما اطمأن سبقني بخطوات، وعند منتصف الطرقة وقبل أن نصل للدرج رأيت نفسي أمامي بنفس الرداء تقف في جانب من جوانب ممر الطرقة وتنظر إلي! توقفت ونظرت إلى
الفتاة التي هي أنا وتسمرت مكاني وقف يونس ينظر إلي وأنا ما زلت أحدق في الفتاة، ثم نظر إلى الاتجاه نفسه وقال:

- فريدة .. أخبريني ماذا يحدث ؟

لم أستطع الردّ عليه لكنني أشرت إليها دون حديث، فذهب إلى حيث أشرت ونظر مرة أخرى وسألني:

- ماذا ترين؟

- تلعثمت في الإجابة وأنا أقول:

- إنها أنا يا يونس... تقف تماما بجانبك.. الفتاة.. إنها أنا ... نفس صورتي وهيئتي !!

نظر مرة أخرى إلى حيث أشرت وقد لاح عليه القلق وقال:

- من هي يا فريدة؟ وكيف تقولين إنها أنت؟ أتقصدين الفتاة شمس؟

النوم الاسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن