𝐏 𝟏𝟖

1K 34 0
                                    

أنتهى يُومهم كل منهُم رجع لدّياره
' بدّيار آل نيار '
تدُخل تقفل الباب خلفها تنتبّه على طلوع مُهاب
على عتُبات الدرج : مُهاب ، تتوقف خُطاه يلف لها
يوجه كامل تركيزه لها : أمري ، تبتسم تقترب بخُطاها منه
فـ تكون مُقابله تماماً : ما يأمر عليك عدو حبيبي
تنهدّت تردُف : وحده من صحباتي تحتاج وظيفه
بـ مطعم وكذا فـ صراحه عطيتها رقم المُشرف عندكم
يعني ، إبتسم بخفه : مافيه مُشكله نسوي مقابله معها
ونشوف ، هزت رأسها بالإيجاب يتركها يكمُل خطاه
للأعلى ، تنُط هي بحماس يعتلّيها تدُعي بداخلها
أن خطتها تنجح

' ديّار آل فهد '
كان مُتوقف قدام الطاوله منتُظر قهوته اللي تتقطّر
وصُوت ' ماجد المهندس 'يصدع الغُرفه ،
رفع أصابعه اللي كانت
مُحتضنه سِيجارته ينفُث دُخانها ، عقدّ حاجبه
من تسلسل صُوت إشعار من الجوال المُخصص لعمَله
يلف يحمله بيّن يده ، وسُرعان ما أطفى سيجارته من تركزّ
نظره على الإشعار اللي كان منها ولـ سياف واللي كان محتواه
' هنا مكان المشروع بنشوفه ' ومع الموقع المطلوب
عَض سُفليته يطفي الجوال يرميه على السرير
أشتعلت نيَران تسري بدواخله ومظهَر ثابت اللي تبيّن الجمود
والبرُود اللي يكسُي ملامحه والهدوء اللي فيه عكس
النيران والغضب والفوضى اللي تحدُث داخله
رمش عدّة رمشات يحمل كوبه يصُب قهوته بكل هدوء
بعد ما أقفل الأغنيه يتوجهُ بخُطاه للبلكونه المُطله
على حوش القصر ، أشعل سيّجارته الثانيه يدُخنها
يدُخل بدوامة هواجسيه اللي عباره عنها هو إعتاد
إعتاد على وجُودها بباله دائماً إعتاد لرغبّته فيها
اللي هو اساساً مو عارف سبب الرغبه ولا عارف ليه يحس فيها
الودّ ودُه في ضلوعه يخبيّها لا حي يدري بها ولا حي
يلقاها .. صارت غيّرته عليها تسُيطر عليه وتضيق خلقه
وحيل

أقفلت جُوالها بعد ما أرسلت له تستلقي تتأمل السقف
بشرُود قاطع شرُودها بعد ماحست بوجود بوسي
فوقها تتحرك بعشُوائيه : بوسي بعدّي عني قاعده أفكر
رفعت نظرها على دخُول أبـوها بإبتسامته المُزينه
على ثِغره : للحين مانمتي ؟
عدّلت جلستها تتوسُط السرير : ما جاني نوم
جلس على طرف السرير : أخبار شغلك حبيبتي؟
رُواء : كل شيء تمام الحمدالله باكر بطلع أشوف مُوقع
بيكون لـمشروعنا الجديد
إبتسم بخفّه يستذكر كلام آسر لهُ يشدّ كفها يحتضنّها
بكفوفه : حبيبتي تعرفين أن لو تطلبين رُوحي بعطيك
وتعرفين أني أحبك ومارضى الزعل لك
تعقدّ حاجبها بإستنكار من كلامه : بابا فيه شيء ؟
هز رأسه بالنفي : حبيبتي مافيه شيء بس أبيك تعرفين
اني سندّ لك لو الدنيا بكبرها توقف ضدك انا معك
وحتى بشغلك ! شركتّك ماتكسب عكس باقي الشركات
ليه ماتتركينها وتشوفين غيرها ؟
إبتسمت بخفّه تستشعر كلامه وحنيَته لها : نو بابا
أنا مرتاحه مرا صح ضغط علي بس عارف أنت كم سعيت
عشانه
إبتسم يقترب يقبُل جبيّنها يبتعدّ بهدوء يمسح على شعرها
يجعل إبتسامتها ترتسم على ثِغرها : نامي الحين حبيبتي
الوقت تأخر ، تهز رأسها بالإيجاب يستقيم
تاركها ، خرج يقفل الباب خلفه يرفع نظره ياخذ نفس
من أعماقه مُخطي لـ غرفته

' ديّار آل ساري '
جميعهُم تجمعهم طاولة الأكل والهدوء والصمت
عنُوانهم ترفع نظرها ديـم تبتسم بخفّه بعد ما لاحظت
عيُون لانا اللي كانت على ليّث ، ضحِكت بسُخريه : أرمشي
أرمشي ، وجهت نظرها لـ ديم : شتبين أنتِ ؟
نُـور : ديم كفايه ، إبتسمت تستقيم : ماسويت شيء يمه
بس ذي المعتوها عيونها أكلت ليث !
إستقام ليث يتوقف مُقابل ديم : بوصلك بطريقي أمشي
هزت رأسها بالإيجاب تلوح بيدّينها : يلا تشاو
ضحِكت ديانا تستقيم : يلا عندي قيّم سيو
خرجوا مُتوجهين لسيارة ليّث تشدّ ديم يد ليث
ديـم : ليثو روح اخطبها مره ثانيه
تنهد ليث يبتسم بخفّه : مو وقته
ركبّت ديم تجُاور ليث : ليه مو وقته ؟ يمكن توافق هالمره
يعني انت جيتها اول ماخلصت جامعه كيف بتوافق
؟ طبيعي بتشوف حياتها ، تحركت السياره تخرجُ من
البيّت وأسُواره مُتجهين للجامعه

صدع صُوت محمد عبدُه بالسياره تغنُي بكلماته العذبَه
تردُد حرُوف أغنيته تاره تعُلي نبرتها وتاره تخفضُها
بحركاتها العشوائيه علتّ صُوته من نِطق
' يا عذبّة الحُسن بالله بالنار لاتحرقي
قلبيّ وكفي دلالك ياحلُوتي وأرفقي '
علّت نبرتها تردُد هالسطر تحت إبتسامة ليّث
اللي فاهم أنها تقصدُ تحارشه كوّن هالأغنيه
كانت أول أغنيه يهدُيها ليـث لـ مّلاذ

توقفت السياره مُقابل الجامعه ترتجّل هي
متوجههَ للداخل تخرجُ جوالها على
صُوت الأشعار اللي تركها توقف خُطاها
تشوف الأشعار اللي بسببه تغيّرت كامل ملامحها
والرساله اللي كان مصدّرها هتان ورفضّه أنها تقدّم
على مُسابقه الفُرسان تعِض سُفليتها بقهر ونفسيتها
اللي أنقلبت 180 درجه
الظُهـريه
خرجت ديم مع جُوليان بعد ما أنهت دُوامها
يتوجهُون للناديّ الفرُوسيه .. توقفت السياره
بالمُواقف المُخصصه للنادي ترتجل هِي و
بعد ما أرسلت بُوسه تتجهُ للداخل بعد نطقها : أنتظريني
توجهت للإداره تحديداً تدخل والغضب مُعتليها
تدُور بعيونها على مكتبه تلمحه بزاوية السيّب
تخُطي له بسُرعة خطاويها ، تفتح الباب بكل
قوه تملكها تشوفه يرفع أنظاره لها : أنتي بتكسرين
الباب ، دخلت تقفله بكل قوه تشوفه يتأفف منها
تقترب هي تصير تقابله واللي يفصُل بينهم
مكتبه : عطني سبب مقنع تمنعني أشترك ؟
مرر لِسانه على شفاته : فرسك مافيه القوه
الكافيه اللي يخليني أضمن فوزك
ديم بعلوا نبّرتها : هذا مُو عُذر ! انت قدرت تسمح
لـ فهد أنه يشارك وأنا اللي قدمت مو هو !
هتـان بنفس نبّرتها : فهد قد شارك قبل كذا
وفرسه تعودُ على السباقات والمُسابقات ذي
أما أنتي لتوك جديده ومانتي ماخذه أي فكره
عن هالمُسابقه ، يشوفها تعقدّ حاجبها من شدّه غضبها
وأنفاسها المُتسارعه يكمُل بهدوء : عشان كذا
ماني غبي أدخلك بشيء أعرف نهايته يا بـنيه
تبتسم هي بسُخريه من كلامه اللي ابداً ما عجبها
وبالعكس بدال ما يهدُي غضبها زاد من نيّرانه
تهز رأسها : بس فهد تعرف النهايه ؟
هز رأسه هو بالإيجاب يبتسم لها وسُرعان
ما إختفت إبتسامته من الزُجاج اللي
إنتشرت أجزاءه بالأرض دليل على كسره وسع نظره
يستوعب بأنه كسرت الزُجاج المُزخرف بإسمه
واللي كان مُتوسط مكتبه ترفع نظرها لهُ وبهمسها
المسموع : الودّ ودي أكسره على راسك يا هتـان
خرجت تحت أنظاره المصدُومه من فعلتها
وأنها كسرت شيء كان هديه من أمه بمنُاسبه
تعيّـينه لرئيـس لنادي الفرُوسيـه

ركبّت السياره تحت أنظار جوليان
ديـم بغضب وعلوا صُوتها : هذا معتوه هذا
قلك شنو ؟ دانه ماتقدر للمسابقات
وجع طيب شنو الفرق بين التبن فهد وبيني ؟
صمَتت لوهَله تبتسم بفخرّ : بس احسن يستاهل
عقدَت حاجبها جوليان تتمنى بداخلها أن ديم
ماسوت شيء وأفتعلت شيء بتندّم عليه بالنهايه

مذهله يا ملهمه الأسر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن