𝐏 𝟐𝟏

1K 37 0
                                    

-
سِحبت المندّيل اللي مدهُ لها ترفع نظرها
ثَبتت أنظاره على عيُونها يشوف كُثر الدموع اللي
مُتجمعه بعيُونها يقرأ الحُزن والخوف في آن واحد !
كلاهُم سكنوا رُوحها باللحَظه هاذي ! تعِض شفاتها
يرفع هو نظره بصدّ ينُطق ببحَة نبّرته :  رُواء حاولي تهدين
وتسمعيني الحين لأجل تفهمين 
تبلع هي ريقها تاخذ نفس من أعماقها تمَسح
دموعها بعشوائيّة : انا راح اخسر شغلي ! بسببك
وجُودك ذاك اليوم بشركتنا ووجودك دايماً مع بابا
أنا كنت غبيه وما فهمت مافهمت أنك جاي عشان
تدمر كل شيء وتدهُور كل شيء ! بحجّة شغلك
أنزل أنظاره لها يحاول يستوعب ماتفوهَت فيه
يعقدُ حاجبه : لا رُواء خليني أفهمك
حكتّ جبيّنها يلمح الرجفه اللي أستوطنّت يدينها
اللحَظه هاذي اللي جعلت قلبّه ينُبض بألم
لأول مره يحس فيه من بعد وفاة أبوه هي الأن بكلامها
ورجفَة يدينها وشدّة خوفها تخليّه يود لو أنه يضمُها
لصدّره يهدُي من خوفها ويطّمن دواخلها
عيُونه اللي أتبعت خُطاها يشوفها تطلع تتركه
بيّن افكاره ولُومه والألم اللي تركته بجُوفه
هو بس من يشوفها ؟ تردُ له الأمل بحياته
تردُ ضحكته ومبّسمه تردُ له رُوح أنطفئت من زمان
عادّ لو ضاق خاطرها منهُ ؟ بتنردّ عتُمة دُواخله 
قلبّ عيُونه وبحدّه : غبي ! تاركه مفتوح ! ابوها
بيقتلني لو عرف ، زفرّ انفاسه يسحب يسحب الجوال
طالع

توقفت خُطاه من شافها لتوّها طالعه من الحمام
' يُكرم القارئ 'تلتقِي أعيُنهم عيّن يمُليها الحُزن وعيّن يمليها القلق ! تنهدّ بفقدان حيله من شافها تتجاهله تنُزل من الدرج
وهو كذلك توجه من الدرج الخلفي ..
نِزلت هي بهدوء خُطاها شاردّه وبعالم أخر بعيده
عنهُم ، بدُوامة خوفها وكثير تساؤلاتها اللي مو عارفه
إجابتهم تنهدّت تطلع من دوامتها تجُلس بيّن البنات

زفر أنفاسه هو يدُخل بخُطاه الثابّته يجلس بجانب
إلياس ، رفع نظره على وقوف هتان : فيه ملعب
برا يلا شوطين ، إستقاموا الجميع يلف لهُ إلياس
اللي نطق : وأنت يلا قبلنا الحين ماعندك عذر
وتقول مشغول ، إبتسم بجانبيه يقوم مَعهم
مُتجهين للملعب

' المـغرب '
إبتعدت عنهُم جميع تختليّ بنفسها بيّن أفكارها وشتاتها
وماودُها حد يشوفها بحُزنها بس مع كامل الأسف
الجميع مُلاحظ هدوئها الغير مُعتاد وشرُودها وصمتها
اللي زاد من شكوكهم ، تلمح البنات اللي مُتوجهين لها
تجلس مَلاذ بجانبها وبهمس نبّرتها : صاير شيء ؟
رفعت نظرها لها رُواء : لا مافيه شيء بس شوي تعبانه
ليليان : رحتي بـ شكل وجيتينا بشكل ! حتى وجهك
محمّر ، إقتربت منها جوليان تشدّ كفها بيّن كفوف
رُواء وبحنيَه تمُلي نبرتها : رُواء حبيبتي إذا فيه شيء
مضايقك حنا معك حتى لو ماتكلمتي وبُحتي لنا باللي
مضايقك أحنا دايم معك ! ، إبتسمت هي بخفّه
تستشّعر حنيّة البنات : مافيه شيء بس قلت لكم
تعبت ، سندّت جوليان رأسها على كتف رُواء : عشان
كذا بتقوم تسوي لنا قهوه لأن ريحة القهوه بتخليك
مروقه وسعيده روريّ
هزت رأسها ليليان بالإيجاب : ايه تكفين رورو !
من الظهر أشرب معهم هالقهوه الحين
دور قهوتك
مَلاذ بإبتسامتها : وكمان تتغيّر هالنفسيه وشوي تروقين
فـ يلا قومي ! ، إستقامت هي تتهرب منهم : تمام بسوي
توجهت بخُطاها لداخل المطبخ وسُرعان ما همست
مَلاذ : أقص يدي اذا السبب مو المعتوه سياف
عدّلت جلستها ليليان توجه كامل تركيّزها لـ ملاذ
وبعقدُة حاجب : شفيه سياف ؟ هذا مو مديرها ؟
جوليان : هذا الزق اللي اخذ شيء مو له وشيء مايستحقه
وفوقها يخليها هي تتحمل كل شيء

بدّت تصُب المويا بالفلترّ ترُكي بيدينها على الطاوله
تنتظّر تقطِيرها ، رفعت نظرها للشباك اللي كان
أمامها ويطُل على الحوش الخلفي للقصر
أخذت نفس من أعماقها تغمُض جفونها تستنّشق الهواء
اللي يلفح ملامحها يجعل خصُل شعرها القصيره تتطاير

حك حاجبّه طلال يُوزعهم لـ فرقُ فـ يكون آسر
ومُهاب وإلياس بـ فريّق يحرسُهم مُهاب 
وطلال وهتان ومؤيد بـ فريق ، توسط الملعب طلال
يأشر بيدُه للجهه اليمنى : أنتم من هالجهه وحنّا
الجهه الثانيه
فتح أقدامه هتان يسوي تماريّن الأحماء : أختصر لكم
الفريق اللي يفوز يعزم الفريق الثاني
مؤيد إبتسم : ياخي يسعد راسك المعوق ذا
تفهم تفهم

بدؤا بلعَبهُم بحُراسهم إلياس ومؤيد
صرخ آسر اللي مّشمر ثوبه يوجه بكلامه لـ مهاب : ناولني
مُهاب اللي كان يتوسط هتان وطلال وباللحظه ذي
اللي ركل فيها الكوره تحت نظراتهم يشوفونها
تطير بعيده عن أسوار الملعب ، قلبَ عيونه
آسر يكمل : انا ماقلت لك ناولني ؟ ، تأفف
يطلع يدُور على الكوره يسحبها بأقدامه من لمحها
تحت الشجر ، رفع أنظاره يشوفها من شباك المطبخ
تلتقِي أعينهم من فتحت جفونها هي تشوفه
متوقف وبيدّه الكوره ، تنهدّت تنهيده طويله
تحت أنظاره يشوف تطايُر شعرها وملامحها !
ماهَقت عيُونه أن القمر مثله قمر لين شافها
كان ودُه يحكي لأجل يطُول النظر ولكن سُرعان
ما أخذت أكواب القهوه تخُطي للداخل
رُغم أنه كان شايف الحُزن اللي مالي عيُونها
إلا أنه ما قدّر أنه يبُوح بأي حرف !
مشى للملعب يكمل اللعب وبالهُ مشغول فيها

مرّ الليل بطُوله ينتهي برجُوعهم لـ ديارهم
الجميع خذاهم نُومهم بإستثناء رُواء وآسر
اللي النُوم ما جافاهم هالليّله
هو يتوسط سريرهّ داخل بدُوامة أفكاره !
وعيُونه تتمّركز على السقف رفع جُواله يبحَث عن رقمها
اللي سجّله بعد ما أخذ الملف الخاص فيها
يكتُب كلماته ' رُواء ، أنا آسر أخبارك ؟ ودّي أحاكيك
وأفهمك ودّي تهدين وتسمعيني وتفهمين كل شيء
مابي الظنُون تزُورك وتاخذين أفكارك الصَح '
، أما هي ؟ كانت
مُحتضنه مخدّتها وشهَقاتها كل مالها تتعالى
رُغم محاولتها بكتمّانها والكلمات والتساؤلات
اللي هي مو عارفة إجابتهم وهالشيء يخنُقها أكثر
ويزيدّ من خوفها ، أبعدت المخده عنها تجلس بعد ما سمعت
صُوت إشعار مصدَره جُوالها تفتحه تقرأ الإشعار
اللي نُور شاشتها تدُخل وسُرعان ما حذفت المحادثه
بعد ما أعطته بلوك تتجاهل كامل حرُوفه ، ترفع نظرها
تشوف غرفتها اللي صارت فوضويّه بشكل هي ماتحبه
إستقامت من السرير ببجامتها الحرير تتوقف
مُقابل مكتبها تشوف كثّرة الأوراق اللي تخصُ عملها
تجلس على الكرسي اللي يُقابله تتأمل شهادتها
اللي مُتعلقه مُقابل المكتب يتوسطها إسمها
الكامل تتنهدّ تنهيده طويله تسنُد برأسها على
المكتب وسُرعان ما خذاها النُوم تدخل بسُباتها
أما آسر اللي الليّل بطُوله قاضّيه بيّن افكاره
وباله اللي مشغول فيها وحيل ! بعد ما تأكد
تماماً بأنها بلّكته

مذهله يا ملهمه الأسر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن