P 35

2K 57 9
                                    

-
تنهدّت مَلاذ تغمض جفُونها ، تهز رأسها بالإيجاب وتطلع بسرعه
من غرفته ، خطت بسيب المستشفى وداخلها كان يتألم وحيل
شعُور أنها تعرف بـ مرض الشخص اللي تحبه ومرض مو سهل
ابداً مرض ماتعرف نهايتة مَطافه شنو ! ، كانت ضايعه وحيل
وداخلها يعجّ بالمشاعر السيئه وحيل مَلاذ طول مسيرتها
با الطب ما تألمت كذا كثر اليوم .. هل عشانه ليث ؟
عشانه ليث قاعده تعيش شعور الخوف والقلق ؟ مو عارفه
تتصرف ولأول مره ودَها تلجئ لأحد لأول مره مشاعرها تجبُرها
تبُوح باللي بداخلها .. دخلت مكتبها تقفل الباب خلفها
فصخت اللابكوت تحس برُوحها تحترق رفعت شعرها للأعلى
جلست على كرسي مكتبها ترفع رأسها للأعلى
تسمح لدمُوعها اللي سُرعان ما أنسابت على خدّها
كانت دموعها دليل على شدّة حزنها وخوفها وقلقها عليه
لأول مره تجيها رغبه جَامحه بأنها تبُوح له بمشاعرها !
خايفه بيوم تفقده ولا قد قالت له باللي داخلها ولا قد باحت
لهُ بـ حبها .. سحبت أوراقه توقع لهُ الخروج
-
' ديّار آل نيار ، تحديداً غرفة مؤيد '
رمى يد البلاستيشن يتأفف بقهر من أنتهى قيم اللعبه بـ خسارته
رجع بظهره ، يستقيم من كرسي القيّمنق يتوجه لـ ناحية
رفهّ ، تنهدّ يفتش بيّن اغراضه على مبتغاه وسرعان ما إبتسم
بعد ما لقى البكت اللي هو مخبيّه بين اغراضه ، سِحب سجاره
يرجع البكت مكانه ، يخطي ناحية الشباك يفتحه لأخره
يشعُل سيجارته ، بدأ يرتشف من سيجارته يقابل الشباك
تارة يرتشف منها وتاره ينفُثها ..
دخل بدون لا يدق الباب يعقدُ حاجبه من الريحه اللي داهمت
أنفه ريحة تزُعجه ويمُقتها حيل .. وسع نظره من منظر
مؤيد اللي يعُطيه ظهره وبيّن انامله سيجاره ، إشتعلت نيران
غضبه يخطي له وسُرعان ماصرخ بعلوا نبرته يجعل مؤيد
يفز بخوف : انت شقاعد تسوي !
وسع نظره مؤيد يبلع ريقه بخوف : يمه جدي شتسوي هنا
رفع عُكازه بدر ينوي يضرب مؤيد اللي ركض فوق سريره
يحاول يبتعد عن جدّه : اانا اوريك يا داشر يا صايع
صرخ مؤيد : لا تكفى تكفى والله بالغلط
بدر : بالغلط بالغلط ! قل والله ؟ ، من أقترب منه بدر ركض
مؤيد لناحية الباب يركض طالع من غرفته وخلفه بدر
نزل بسرعه على عتبات الدرج يركض للصاله اللي يتواجد فيها
امه وأبوه
مؤيد : يمه تكفين جدي بيقتلني ، وسع انظاره من تقدم
بدر ناحيتهم يجلس بتعب أثر خطاويه : ولدكم ذا بيموتني
بيجلطني ، عقدّ حاجبه عبدالعزيز
عبدالعزيز : علامك يبه وشصاير ؟
بدر بحدّه : ولدكم قافطه يدخن
وسع نظره مؤيد : كذاب !
بلع ريقه مؤيد يستوعب كلامه والكلمه اللي نطق فيها يخليهم
جميع يلفون لهُ ، أبتسم بخوف : والله انا الكذاب تكفى يا يبه
عبدالعزيز : تقول لجدك كذاب ؟
إستقام مؤيد يبتعد عنهم : لا لا اقصد نفسي
لف مؤيد من دخل مُهاب يدُندن : في كل مره يرُاودني شعورٍ ما
عجزت أفسره يارُوح مظنونك ، توقف خُطاه يشوف حالهم
والغضب اللي مُعتليهم : شفيكم ؟
مؤيد اللي إبتعد يأشر عليهم : بيقتلوني
رفع حاجبه مُهاب : ليه وش سويت ؟
مؤيد رفع كتوفه : ولاشيء ، خطى عبدالعزيز ناحية مؤيد
اللي ركض عند مُهاب
عبدالعزيز : مؤيد والله ماتلوم الا نفسك لاترفع ضغطي تكلم
مُهاب لف لـ مؤيد : تتكلم بوشو شسويت يا مؤيد !
إبتسم بخوف يبلع ريقه : زين يبه زين دخنت ايه بس بالغلط
بالغلط وجدي دخل علي ويعني اه ياراسي جتني دوخه
وسع أنظاره مُهاب : دخنت ! ، جدّي عليك فيه ، وطلع مُهاب
يتركهم ويطلع على عُتبات الدرج يغنيّ
تارك مؤيد معهم ، بلع ريقه : شف يبه خل افهمك
سحب الخيزران عبدالعزيز من على الطاوله يضرب فيها ظهر مؤيد اللي صرخ بألم ، غطت ثِغرها سُلاف تقترب من عبدالعزيز
تبعدُه عن مؤيد : تمام عبدالعزيز وحده تربيّه
-
' ديّار مُلهم ، تحديداً غرفة إلياس '
كان بيّن يدينه كِتابه اللي صار قراءته جُزء من يومه ! يُقلب
بيّن صفحاته ويبتسم أثر الحرُوف اللي كتبَت فيه .. والفضول
اللي يستوطنه بكل مره يقرأ حرُوفها فضول بشوفتها وهي وهل
هي فعلاً نفس اللي رسمهَا بخيالهُ ؟ نبذُة الكتاب اللي خلاه يُرسمها بمُخيّلته ويتخيلها على هاذي الهيئه .. ودُه يشوفها
لأجل يرضي فضوله ويرضي إعجابه بـ كتُبها ، تنهدّ إلياس
يبعد الكتاب عن حُضنه يستقيم من على مكتبه يحط الكتاب
بيّن الكتبُ الكثيره اللي كانت مليانه في هالرف الكبير
أغلب الكتبُ اللي صار هو يمتلكها تكون هَي مؤلفتها
رمى جسده على السرير يدُخل بدُوامة مخيّلته يتنهد إلياس
سِحب جواله يدخل لـ محادثته مع آسر
إلياس : قلت بتمر نكمل المباراه وينك ماشفتك
وسُرعان مالقى الردّ منه ، آسر : مريت بس جاني ظرف وأضطريت
ارجع
إلياس : معليه تعوضها باكر ونروح نلعب بادل
آسر : عندي تدزيب بكره خله بالليل
-
' صباح اليُوم الثاني ، تحديداً ديار آل فهد '
تنهدّت رُواء تتوقف مُقابل المرآة تتأمل نفسها ، عضت سُفليتها
من إصرار هيام أنها تفطر معهم ، هي تدري بأن آسر تحت
قاعد معهم وهالشيء يوترها وحيل رُغم أنها تجهل سبب توترها
منه وسبب دقات قلبها وتضاربُ مشاعرها اللي هي مو قادره
تسيطر عليهم ، بللت شفاتها تلف من دخلت جوليان
جوليان : يلا ماما تنتظرنا ! ، هزت رأسها بالإيجاب رُواء تخطي معها ، نزلوا على عُتبات الدرج تخطي رُواء لناحية غرفه
الطعام ، شدّت على كفها من رفع أنظاره آسر لها .. عضت سفليتها تجلس على الكرسي اللي يجاور ليليان
طُول فترة أكلهم وآسر مو شايل أنظارهُ عنها ، بلع ريقه يكمل
أكله بهدوء ، إستقام آسر بعد مانطق : سفره دايمه وطلع تاركهم
تنهدّت رُواء ينَزاح توترها من طلع هو عقدّت حاجبها
تستشعر نبضات قلبها اللي ماهَدت ، بلعت ريقها تستقيم
رُواء : عافيه عليكم برجع للبيت ، خذت تطلع بدون ماتسمع
أي رد منهم ، توقفت عند باب البيت ترفع كفها على أيسرها
تلتمس نبضاتها ، أخذت نفس من أعماقها تتحَسس قفىٰ رقبتها
مو فاهمه كل المشاعر اللي تحس فيها وكأنها في ضياع دقات
قلبها ودُوامة أفكارها وكركبة مشاعرها وبس هالمشاعر ماتحس فيها الا من يكون
حولها عَضت سُفليتها تشوفه يركب سيارته ويمشي طالع من البيت يرمُقها بـ نظراته اللي هي لاحظتها من شبُاك سيارته
-
خطت ناحية الصاله وخلفها سُلاف اللي جلست بجانبها
سُلاف : يمه اسمعيني الولد وش زينه ادب واخلاق ووظيفه زينه
مَلاذ : يمه لا يعني لا انا مابي أتزوج افهميني
سُلاف تنهدّت بفقدُان أمل : طيب وليث ؟ هو القريب وأمه القريبه مننا وانتي عارفه شكثر أغليّ نور وولدها
تنهدّت ملاذ : أعتقد اننا أنتهينا من موضوع ليث
سلاف : لا يمه بدينا ! بدينا في موضوعه ليه للحين ماتبيه وهو
أكثر من مره طلبك قوليلي انتي تبين مين صار عمرك ثمان
وعشرين سنه وللحين ماتبين حد
ملاذ بلعت ريقها تزفرُ انفاسها : يمه طالبتك قفلي هالموضوع
قاطعُهم عبدالعزيز : ليه تقفله ؟ امك صادقه لاتبين لا ليث
ولا غيره حددي من تبين اخوانك بيتزوجون جميعهم واحنا
مو دايمين لك بتقعدين عن مين
رفعت نظرها ملاذ لـ ابوها : يبه الحياة مابتوقف اذا ماتزوجت
حد عادي خلني كذا بدون زوج مو شرط ، جلس عبدالعزيز
فاقدينّ أملهم بإقناع ملاذ اللي رافضه الفكره تماماً
إستقامت هي : انا بروح مع سُهد أساعدها بأغراض زواجها
سلاف هزت بالإيجاب : انتبهي لنفسك
وطلعت خارج بيت تركب سيارتها متوجهه لـ بيت سليمان
-
توقفت سيارة رُواء مُقابل الشركه تسحب شنطتها تنزل تخطي
للمصعد .. أنفتحت أبواب المصعد تشوفهم جميعهم
يجُاورون بعض وسُرعان ماصرخوا ينثرُون عليها الورد
إبتسمت رُواء من تقدمُوا لها بين يدهُم صحن الكيك اللي
اللي يتوسطُه إسمها ' مبروك الإدارة رُواء ' إبتسمت من تقدمّت
لها الموظفه بيّن يدينها الشموع
الموظفه : مبروك أستاذه رواء ! تستاهلين الإداره
رُواء إبتسمت لهُم بإمتنان : يبارك فيكم يارب
مدت لها أحد المُوظفين باقه الوردُ ، بدأ الجميع يغُني ويصفق
يبُارك لها تبتسم هي بسعادة ، خطت بعد ما أنهوا إحتفالهم
تدخل لـ مكتبها تقفل الباب خلفها .. تقدّمت تشوف الباقه
الكبيره اللي يتوسطُ مكتبها ، إبتسمت تظُن انه من أحد الموظفين
ولكن عقدُت حاجبها من البُوكس الصغير اللي يتوسطُ الورد
الورد الأحمر ، عقدُت حاجبها من الكرت اللي بيّن الورد
تسحبهُ بهدوء تقرا محتوىٰ الرساله
' صباح الخير لليُوم الأول بمكتبك يا أستاذه رُواء ماتدرين
بأن الصبُح يسرق من نُور وجهَك شروقه ' إبتسمت بوسع من
الكلمات العَذبه إللي آسرت قلبهاُ ولكن ما زالت تستغرب
من مين يكون هالوردُ وهالحرُوف لأنه إستحاله أحد الموظفين
يكتبُ لها هالحرُوف ، سحبت البوكس من وسط الورد بهدوء
تفتحه تبعدُ غطاه عنه يستقر نظرها على الإسُوار
الناعم أسُوار يلمع مَن شدّة بريقهُ .. عضت سُفليتها تتأمل
الإسُوار اللي بسببه خفق بنفس الخفقان اللي يحدُث لها
بكل مره يخطُر ببالها .. سَرحت تتنهدّ تنهيده طويله تعبر
عن شدّة إعجابها بالإسوار تطُلعه من بيّن البوكس تلبسه
على رسِغها يزيُنه ، عضت سِفليتها تحمل الوردُ تفصل الباقه
عن الوردُ تسحب الفازه اللي بزاوية مكتبها تحط معُظم الورد
فيه وبقيّة الورد تركتهُم لـ غرفتها ، رُغم انها جاهله عن صاحب
الوردُ إلا أنها سعيده وحيل ولا ودُها بأنها تعرف ولأول مره
ما داهَمها الفضول .. تركت فازة الوردُ عند الكنب اللي يقابل
الشباك ، إبتعدت تسحب كاميرتها اللي على مكتبها
ترفعها لعيُونها بعد ماعدلت عدّسة الكاميرا تلتقطُ بعض الصُور
للوردُ
-
كانت مُتوقفه مُقابل بيتهم تنتظر سُهد ، يخطي هو ولكن توقف
من لمحها عند بابهُم خطى ناحيتها يدق الشباك ، فتحت ملاذ
الشباك تعقدُ حاجبها
مَلاذ : تفضل ؟
إبتسم سليمان بخفهّ : شفتك بالسياره ليه ماتنزلين ؟
بلعت ريقها ملاذ : لا ماله داعي بتجي سهد الحين ونطلع
توقفت هي من طلعت من البيت تشوف أبوها عند شباك ملاذ
عقدّت حاجبها بإستغراب تخطي ناحية السياره ، رفع أنظاره
سليمان لـ سهزد اللي تقدّمت
سهد : شفيك يبه ؟
سليمان إبتسم : مافيني شيء يابنتي انتبهي لنفسك ها
رفعت حاجبها سهد تهز رأسها بالإيجاب كانت مُستغربه وحيل
إبتسامة أبوها وكلامه
-
بالليّـل ..
مَطـعم أكتوبر ، تحديداً المطبخ
عدّلت شعرها ترفعه للإعلى تربطُه ، لفت على دخول أحد النادلات اللي تقدّمت لها
النادله : تخيلي من جا !
عقدّت حاجبها ليليان : مين ؟
النادله : أريام ! اوف وعلطول دخلت عند أستاذ مهاب
بلعت ريقها ليليان تحس بنيَران داخلها ، شدّت على كفها
ليليان تطلع خارج المطبخ تتجهُ لـ مكتب مهاب
فتحته بإنفعال تشوف أريام اللي مُتوقفه مُقابل مهاب مُباشرةً
بلعت ريقها تعض سُفليتها تشوفه يوجه بنظرهُ لها
مُهاب : ليليان ؟
ليليان برجفة أستوطنت كفوفها : أسفه أستاذ مهاب
وطلعت ، بلع ريقه مُهاب ، تعقدُ حاجبها أريام : شفيك ؟
تجَاهلها مُهاب يطلع من مكتبه يلحق ليليان ، دخل للمطبخ
يدُور بأنظارهُ عليها لكن مالمحها يطلع يدور بأنحاء المطعم
ولا لقى لها وجُود ، طلع خارج المطعم يدُور حوليّنه
يخطي لـ ورا المطعم ، يشوفها متُوقفه تعطيه ظهرها وجسدها
يقابل البحر ، بلع ريقه يقترب بخُطاه منها يتوقف خطاه من
نطقت ليليان : أبعد عني مُهاب
مُهاب : ليليان والله مافي شيء بينا !
ليليان بحدّه : قلت لك ابعد عني ابعد عني !
مُهاب اللي نوىٰ ينطُق .. يسكت من لفت هي لهُ يشوف عيونها
اللي تمتليّ بالدمُوع أثر حزُنها وشدّة غِيرتها !
تردُف بقهر : ليه لسى تبيني وهي معك ليه حاولت عشاني وهي
معك ؟
مُهاب اخذ نفس : ليليان حبيبتي من قال انها معي ، رفع كفوفه
يحاول يهديها ويفهمها ولكنها دّفته بكل قوه تمُلكها تصرخ
بكل صوتها ونبّرتها اللي كانت دليل على غضبها منه
ليليان : معك معك ! لاتجحد شفت قربكم شفته مهاب شفته
لاتظني غبيه لا يا مهاب مو يعني ضعفت قدامك واعترفت
لك يعني بصدّقك بكل حرف تقوله لا لاتشوف اني كذا ابداً
يا مهاب ابداً ، وتركته تخُطي مسك جنبه يستوقفها ولكن
سحبت يدينها تحررهَا من قبّضته تتركه
أخذ نفس من أعماقه : اوف ليليان اوف
-
بأحد المحلات المُخصصه لـ فساتين العرس
مررت بأناملها على الفستان اللي هي تتوقفُ قدامه .. تستوعب بأنه خلاص
أنتهى الوقت اللي تكون فيه في بيّت اهلها وحُول أمها الحين بتروح
لـ ديار مُو ديارها وحَياة مو حياتها ولا الحياه اللي هَي باغيتها
أخذت نفس من أعماقها تبلل شِفاتها تتحَسس الفستان .. إبتسمت ملاذ
اللي كانت بعيده عنها رُغم انها مو حاسة باللي تحسه لكنّها مبسوطه وحيل
بأن سهد بتتحَرر من حياة مليانه قسوه وسُلطه ، تقدّمت لها
ملاذ : عاجبك ؟ ، هزت رأسها سهد بالإيجاب وعيونها عليه
ندهَت ملاذ على العامله اللي تقدّمت لهم تأشر لها على الفستان
رجعت ملاذ بأنظارها على سهد : بيطلع حلو عليك
بلعت ريقها سُهد تبتسم
توقفوا مُقابل سيارتهم تتأكد ملاذ من جميع الأغراض
ركبت ملاذ تجُاورها سُهد
لفت ملاذ تشوفها ساهَيه وشارده سانده بـ رأسها
على الشباك ، مَلاذ : الصالون بتكونين معي انا والبنات ولا ماودك؟
قطعَت حبل شرُودها تلف لها : مافيه مشكله ، البنات اللي هم
اللي كانو بالملكه وذيك ام شعر قصير ، ضحكت ملاذ
من وصف سهد وحركة يدّها
هزت رأسها بالإيجاب ملاذ : أيه رُواء ذي تكون بنت عمي بنت
عمي مُلهم أخو ابوي الصغير
تنهدّت سهد يدُور ببالها كثير الأسئله ولكن فضلت تلتزم
صمتها وتكبُت أسئلتها
-
بأواخِر الليل الساعة 12:03 ، بالشركه وتحديداً مكتب رُواء
تأخر الوقت وظلت هي بمُفردها بالشركه تراكمت عليها أشغالها
تنشغل فيهم .. أخذت نفس ترفع نظرها لـ مكتبها اللي كان
مليان بالأوراق والمساطر ، جمعَت جميع الأوراق تحُطهم
على الأرض تخُطي ناحية شباكها تفتحه لأخره ، تجعل الهواء
يدخل لـ مكتبها وينتشر بكل مكتبها يلفح وجهها وشعراتها
اللي تطايرت ، الهواء البارد اللي يدُل على برُودة الطقس
إبتسمت برضى تخفض أنارة المكتب ، جلست على الأرض
تركزُ بالتخطيطات وتبدأ تمُارس عملها
رفعت نظرها لـ جُوالها اللي نُور بـ إشعار مصدّره ' آسر '
عقدّت حاجبها من الوقت اللي هو راسل لها فيه تدخل على
الإشعار ، تنفك عقدُة حاجبها من محتوى الرساله
' وينك ؟ '
رُواء : بالمكتب وش فيك ؟ ، تشوفه يفتح رسالتها ولكن بدون
اي ردّ
توقفت سيارته مُقابل الشركه ، يرتجل منها يخُطي للباب
الثاني يفتحه يحمَل بينّ كفوفه كوبيّن القهوه ويخطي لـ ناحية
الشركه ..
أنفتحت أبواب المصعد يخُطي يطلع منه .. مُتجهه لـ ناحية
مكتبها ، فتح باب مكتبها بدون مايطرُقه يشوفها بيّن فوضويتها
وحولها اوراق ، وسعت نظرها هي تستقيم
رُواء بعقدُة حاجب : ليه جاي ؟
تنهدّ آسر يبتسم بدون ماتوضح ثنايا أسنانهُ : مالقيت لي عُذر
أجيك فـ تعذرت بالقهوه وخذيت لك معي ..
إيتسمت رُواء بخفه ، يردُف آسر : وبالنفس الوقت هالكوفي جديد
فـ حبيت اجربه وماودي أجربه بروحي ، تنهدّ يلف لـ ناحية
الشباك يشوفه مفتوح على أخرهُ يقترب بخُطاه منه يحط
كوبين القهوه على الطاوله اللي تُقابل الشباك .. إبتسم آسر
يشوف الوردُ على الطاوله تنهدّ يلف لها
آسر : تعالي ! ، خطت رُواء ناحيتهُ تجلس على الكنب اللي
بالزاوية عكسه هو اللي جلس يقُابلها
إبتسمت تخُفي توترها بإبتسامتها تحاول انه مايلاحظ توترها وربكّتها من وجُوده .. بلل سُفليته يبتسم بخفهُ مُلاحظ توترها
وربكتها ، مد لها كوب القهوه تاخذها منهُ
أخذ كوبه يحُضنه بـ كفوفه يرجع بظهره : أخذت لك القهوه اللي
احبها ماعرف انتي وش القهوه اللي تحبيهـ، بترت حرُوفه
رُواء : كل أنواع القهوه انا احبها ، رفع حاجبه يبتسم بجَانبيه
آسر : زيّن طمنتيني ، إبتسمت رُواء ترتشف من القهوه بهدوء
إبتسم هو يتأمل مبسمها وعيُونه عليها وما أنشالت ابد
وهالشيء موترها وحيل وقلبها ماهدا ولا رجفة يدينها هَدت
رفعت نظرها للسماء بعد ما أردّف هو ، آسر : اليوم السماء
مليانه بنجُومها .. إبتسمت رُواء تتأمل النجُوم وآسر يتأمل نجمته
النجمه اللي نُورت دواخله .. رفع أنظارهُ للسماء يشوف تناثُر
النجُوم بأنحاء السماء وضِيائها الخافت اللي ينُور السماء
داخله كثير الكلام وكثير الرغبات .. يرُاقب النجَوم في عتُمة
الليل ويراهَـا فيها أحلامًا تتراقص بيّن الأمل والمُستحيل ..
كـ رُواء تماماً ، اللي كانت تحَس أضعاف مشاعر آسر باللحظه
ذي اللحظه اللي المكتب يجمعهم كلاهُم وبرُوحهم !
وقهوه هي تفضُلها وحيل ونجُوم السماء وآسر اللي قدَامها ..
رمَقتهُ بأنظارها تسرح فيه وبشعره الكثيف وعيونه ! اللي تملك
نسخهُ منها هي صنعتها وأناملها رسمتها
إبتسمت بخفهَ تستشعر مشاعرها والرغبهَ اللي إجتاحتها بأنها تلمس خصُل شعره بـ أناملها
وعيُونه اللي تسُرقها من عُمق الأسى إلى أعماق الأمل
لف لـ ناحيتها وبسرعه شاحَت بأنظارها عنه ، إبتسم بخفه
آسر : كيف القهوه ؟
رُواء تتأمل القهوه اللي كانت على وشِك تخلص : لذيذه
آسر : نعتمدّها ؟ ، عقدّت حاجبها رُواء ترفع نظرها له
يردُف آسر : عندي مشروع أبيك تستلمينه وماودي أتكلم معك
هنا فـ اذا باكر فاضيه او أي يوم فاضيه أقدر اشوفك بالكوفي واوريك الموقع
رفعت حاجبها بفهم وسُرعان ماصغرت عيونها : ذيك المره
المشروع كان نهايته سجن سياف هالمره انا ؟
ضحك آسر

مذهله يا ملهمه الأسر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن