𝐏 𝟐

4.4K 105 23
                                    

——
-مُذهِلةً يا مُلهِمة الأسَر🏇🏻-
‏𝐏𝐀𝐑𝐓 : 𝟐

-فـي قصـر سعُود آل فهَـد-
وقف قدام باب مَكتب جدّه وحَك حاجبه يتنهد بعد ماخَطا خُطاه لداخل المكتب ، آسر عارف ودارس جّده وأنه ماراح يعدّي مُوضوع رحِيله عنهم لـ سنتين ، بعُذر ؟ شغلّه ، رفع راسه الجّد سُعود وتوجهت أنطاره لـ آسر اللي جلس على الكرسي المُقابل لمكتب الجد : تكلم ، تنهَد: شنو تبي أقول ياجد ؟ أعرف ان ماراح تعدي هالموضوع لكنك عارف ياجدّ عارف بأن ..
بعد مُده
خرج آسر والغضب كاسِي دُواخله ، نِزل على عُتبات الدرج بشِكل سريع وتوقفت خُطاه على صُوت " جُوليان " تندهُ له ، إلتفت آسر وإبتسم لها يحُاول يكبّت غضبه من أجل مايوضح لها : أمريني ، إبتسمت جُوليان تقترب مَنه : كنت عند جدي ؟ ، هَز رأسه بالإيجاب يجَلس على الكنب الأبيض اللي متوسِط الصاله ، تنهَدت تجلس بجَانبه وأردّف آسر : ماشفت أمي ولا ليليان وينهم ؟ ، رفعَت نظرها لهُ ورفعت شعرها الكيرلي تربطُه بربطّتها : طِلعت ليليان تاخذ كم غرض ناقص المطبخ وأمي طلعت معها ، حَك حاجبه بتفكِير ، جُوليان عَقدّت حاجبها على شرُود آسر وأردفت : شفيك آسر ؟

بعَد ساعتِين
دخَل لغِرفته اللي كان كاسِيها الظلام .. أنهجرت غرفته لسنتِين ، تنهَد تنهيده طَويله وأشعل أنوار الغُرفه ، يقترب مَن سريره اللي كان مُتوسط الغرفه يرمي بجَسده عليه يدخل بدُوامة أفكاره .. قاطع حَبل أفكاره لما تسلسل صُوت ليليان وأمه لمَسامعه دليل على رجُوعهم للقصر ، إبتسم وإبتسامته كانت مليييانه شوق شوق لأصُواتهم بالبيت وخصيصاً شُوقه لصُوت أمه ، أستقام مَن سريره يخُطي خارج الغُرفه
" بالمَطبخ "
دخلت لِيليان حَاملة بيديّنها الأكياس المليانه بمُشترياتها وخلفها كانت أمُها .. دخلت جُوليان بعدهُم ومَثلت الزعل على مَلامحها : كيف طلعتكم بدوني ؟ ، رفعت نظرها أمها تبتسم : كانت حلوه ، ضحَكت لِيليان على رد أمها اللي رسم على مَلامح جُوليان الصدّمه وأردفت هَيام تقترب تقبُل خدّ جوليان : أمزح معك ياروحي أنتي ، بدّت ليليان تخرج كل مافي الأكياس توجه بحَكيها لأمها : يلا ماما فصخي عبايتك وتعالي نسُوي كيك ! ، هَزت رأسها هَيام بالإيجاب تخُطي لخارج المَطبخ ولكن ؟ توقفت خُطاها مَن شافت مُحيَّا آسر أمامها ..
——
السـاعة 1:40 آخر الليّل ، دّخل مَن باب البيّت يقفلّه خلفه تنهَد من هَدوء البيت ومن الواضح له بان الكل في سُبات ، لفت نظره أمُه اللي كانت بزاوية الصاله على سُجادتها وبيدّها مّسبحتها ، أقترب بخُطاه مَنها نزل يقبُل رأسها ويجلس بجانبها : للحين ماتبين تكلميني يمه ؟ ، أنظارها كانت على يديّنها والصمت كان عنوانها ، نِزل على رُكبته وأنظاره عليها وأردّف : يمه تكفين هالصمت ذا يوجعني يمه أنتي عارفه سبب غيابي والله ماكان باليد حِيله ! ، تنهدّت تحُاول تشتت أنظارها عنه ومازالت مُلتزمه صمتها اللي بالنسبه لآسر ؟ مُتعب يتعبه تجاهُل أمه له لدرجه ماتحُط عيونها عليه مَن لما شافته تركته وأنعزلت بغُرفتها ، كان أنظاره عليها، نظراته اللي كانت مليانه حُزن وإرهاق وندّم ، أحتضن بكفُوفه كفُوف أمه اللي مُجرد ماحَست بلّمسات كفوفه تنهَدت تنهيده طويله رُبما ؟ تعُبر عن اللي داخلها تعُبر وتوضح كثر عِتابها عليه توضح مدىٰ شوقها لأبنها ! وأبنها الوحيد بيّن البنتين ، نِزل براسه يقبُل كفوفها وأردّف : سامحيني يابعدهم سامحيني والله الدّنيا ظلمه علي ، تجمعت الدموع بعيُونها وسُرعان ما أذرفت الدموع تنهمر على خدودها ، رفعت كفّها تحُطه على شعره تتحَسس خُصلاته ..
———
خرجت مَن أحد الغُرف المخُصصه للعَمليات الجراحيه تتقدّم بخُطاها راسّمه إبتسامه على شِفاتها لأهل المريض : الحمدالله العمليه نجحت والحين بننقل المريض لغرفه الإفاقه بأذن الله بكره تقدّرون تشوفونه ، تحَركت مَن أمامهم تحُاول تشتت أنظارها عن الشخص اللي كان ضامّ يدينه لخلف ظهره يتأملها ، مَرت مَن عنده مُتجاهلته تماماً وسُرعان مالحقها بخطواته : أنزين تعالجين قلوبهم ومو ناويه تعالجين قلبي اللي هَيمان بك ؟ ، زفرت أنفاسها تتوقف خُطاها تلف له ونطّقت بحدّه : ليّث وش جابك هنا ؟
——
اليـوم التـالي
تحديداً يـوم الجُـمعه
-عائلة بـدر آل نِيـار -
أصُوات حَكاويهم مُنتشره بأنحاء القصر ومَن نبراتهم توضحَ جدّيتهمُ بالمُوضوع ، كان جَالسين بالصاله كُل مَن بدر وبّكره عبدالعزيز وزوجته سُلاف ، أردّف بدّر بحدّه : مُو على كيفك هالموضوع لاعاد تفتحه ومانت تارك البيت لا أنت ولا عِيالك ، تنهَد تنهيده طويله عبدالعزيز توضح مَدى تعبه مَن رفض أبوه بنقلّهم مَن البيت : حاضر يبه ، قاطعهُم دخول مَلاذ للصاله بإبتسامتها : صباح الخير ، إقتربت تقبُل رأس امها وأبوها وقبّلت يدين جّدها تجلس بجانبه تردّف : أخبارك ياجد ؟ ، إبتسم بـدر مَن إهتمام ملاذ : أنا بخير ياقلب جدك ، تنهد يوجه بنظره لـ عبدالعزيز وسُلاف : عيالكم وينهم ؟ باقي ساعه على صلاة الجُمعه ، قفلت ملاذ جُوالها : طلال ومُهاب طلعوا للمَطعم أما هتان ومؤيد للحين نايمين ، تنهَد تنهيده طويله يستقيم : أنا أقومهم الحين ، إبتسمت مَلاذ توجه بنظرها لخُطوات جدّها اللي ساند نفسه على عُكازه مُتوجه للمصعد ونطّقت بسُخريه : ماما وبابا ودّعوا عيالكم ، فتح الجدّ باب أحد الغُرف يعقدّ حاجبه مَن الظلام اللي كان كاسي الغُرفه حتى اشعة الشمس ماكانت لها أثر أشعل كل أنوار الغرفه يقترب بكُل هدُوء مَن سرير هَتان وسع جفُونه مَن أنحَطت عُيونه على صدّر هتان العاري وبإنفعال ضرب عُكازته على ساق هتان ، فز هتان بسُرعه وعقد حاجبه بألم : رجلي ! ، تعالت نبره بدّر يضربّ بقدّم عُكازته على صدر هَتان اللي سُرعان ماغطى صدّره بلحُاف السرير : قوم أستر نفسك وين شايف روحك أنت ، خرج تارك هتان المُتألم خلفه يتجهُ لغرفة مؤيد ، وعقدّ حاجبه بإشمئزاز مَن الريحه اللي كانت كاسيه الغُرفه ، أشعل أنوار الغرفه يوسع عيُونه بذهول مَن منظر الغرفه اللي كان عباره عن فوضى تقدّم مَن مؤيد اللي كان من مُستلقي على الكنب وحُوله أكواب الشاي والواضح من منظرها ؟ بأن لها أيام بالغُرفه والبرادّ اللي كان شبه مليئ بالشاي زفر أنفاسه بدّر يضرب الأرض بعُكازه : وش هالزريبه اللي أنت عايش فيها !!، تحرك مؤيد يعُطي ظهره لبدر اللي سُرعان ما ضرب بعُكازه على ظهر مؤيد ، صرخ مؤيد بألم يفز، يحُط يدينه على ظهره يلف وتنحط أنظاره على جدّه ، إبتسم بألم وخوف مَن نظرات جدّه : صباح الخير جدو ، غمّر الخوف دُواخل مؤيد مَن ملامح جدّه ونظراته اللي مليانه غضبَ ! مّد بعُكازه بالهواء وبتهديد : خل يأذن الظهر وأنت مارتبت غرفتك وخلني أشوفك منادي وحده مَن الخدّم تنظف بتنهَان
—-

بأحد الحارات القديّمه الشبهه فقيره .. وبأحد البيُوت العاديه جداً تعالىٰ صُوت أبوها الغاضب بأنحاء البيت تنهَدت تنهيده طويله دليل على تعبها وضيقتها مَن الصراخ اللي كل يُوم يتكرر تمُقت تسلُط أبوها وسيطّرته على أمها وعليها تمُقت غضبه الدائم ، طِلعت مَن غرفتها متوجهه للصاله بعد ماتأكدت مَن خروج أبوها ، جَلست بجانب أمها اللي كانت شاردّه وواضح على ملامحها التعب والأرهاق أحتضنت كفوفها كفوف أمها بحَنيه : يمه ، رفعت نظرها أماني لـ سهُد : أيه حبيبتي فطرتي يمه ؟ ، هزت رأسها بالنفي تتنهَد : بسوي كرك وخبز أنتي أرتاحي ، وأستقامت تخطي للمطبخ
إبتسمت أماني تشكر ربها كل يوم أن ربي رزقها بـ سهُد وعوضها فيها صحيح ماقدرت تسعدها وتحقق كل مُطلباتها ولكن؟ وجُود سهُد يغنيها عن كل شيء لذلك دايماً تحُاول تسعدها لو بأبسط الأشياء لأنها عارفه بأن رُوحها نقيه وتستحق الراحه مو بيت يمليه القساوه ودايماً تحُاول تحميها مَن تسلُط زوجها وعُنفه وشكوكه اللي ماتنتهي
دخلت سهُد للمطبخ تِطلع الطحِين مَن الدُولاب وتوقفت مَن حست بإهتزاز جُوالها اللي كان بجيبها ، وسعت عيونها مَن أستوعبت أنها ماخبت الجُوال وأن مَن المُمكن أبوها يدخل بأي لحظه بلعت ريقها بخوف تطلع خارج المَطبخ بخُطوات سريعه تدخل لغرفتها وتقفل الباب ، فتحت الجُوال على إشعار وكان مَن مُمرضة أمها وكان مُحتوى الإشعار
" لازم تسُوي تحاليل شامله لأجل نتأكد من سلامتها ، وهذا كلام الدكتور يا سهُد حاولي .. " ، تنهَدت تفكر شلون وكيف بتقدّر تطلع أمها مَن البيت بدون علم أبوها ؟ وهل أبوها بيرضى لو تكلمت معه ؟ جَلست على طرف سريرها تحُط الجُوال تحت لحُافها وأستلقت تفكر بحالة أمها
الخوف مُسيطر عليها وجداً بعد مرض أمها وكثرة زياراتهم للمستشفى بدأ يشك أبوها وبالسبب ذا منعها تزور المستشفى.. مَسحت دمُوعها اللي نزلت على وجنتها دليل على شدّة حُزنها

« مُذهلةً يا مُلهِمة الأسر »

مذهله يا ملهمه الأسر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن