𝐏 𝟐𝟕

1.2K 46 4
                                    

-
إبتسمت جُوليان : عاد تصدقين رواء ؟ حلمي اشوفك تحبين
أحس بتكون رُومنسيه مرا وكذا
ليليان بحماس : اوف وبفستان أبيض وتنزف قدامنا وينتصر
حُبهم وحركات بنهار تخيلت
تأفتت رُواء تتبدل مَلامحها للإشمئزاز : تمزحون انتم ؟
مو كل ما يتمناه المرء يدُركه يعني خيالكم ذا خلوه بعيد
عني مثلاً تخيلوا ملاذ او ديمو !
ديم تغمّز لـ ملاذ اللي بالها بعيد عنهم : ماعلينا من رواء علينا
بالثلاثينيه حقتنا اللي قاعده تولع الحين
ضحكت بعلوا رُواء : تمزحين ؟ ، تبدلت ملامح رُواء للجدّيه
تكمُل : هذا شعور الغيره ؟ معقوله عصبتي وكذا سويتي عشانه؟
بس انتي قلتي ماتحبينه ؟ شلي غير ويت بنات لازم افهم !!
ملاذ تنهدت تسحبت شنطتها تطلع تحت انظارهم المُستنكره
ليليان : اقص يدي اليمنى واليسرى انها بتموت غيره
نطّت ديم بحماس : جوي جوي بس اوريه هالتبن ليث والله لاموته
يمه طلع حبها طلع
جُوليان الهاديه عكس حماس الجميع وإستنكار رُواء : واضح
يا ديم ليه لتوك تعرفين ؟
ديم : وش اللي واضح اول مره اعرف ان صدق تحبه !
جُوليان تربعتّ : آسر علمني شوي من دراسة لغُة الجسد
ولغُة جسدها بكل مره تشوفه توضح هالشيء ، رفعت حاجبها
رُواء تقلب عيُونها من طرى إسمه لمسامعها يجي ببالها تبتسم بخفه..
-
' عند هاشم '
بـ مكتبه ، ترك جُواله بغضب يسري بدُواخله من إتصالاته
المُتكرره لـ نيار اللي مالقى أي رد منه وهالشيء زادّ من غضبه وقهره من إختفاء نيار .. عقدّ حاجبه يبتسم بجانبيه من تنُور شاشة جُواله تعُلن إتصال نيار ولكن ؟ من رقم هو يجهل عنه
رفع الجُوال وسرعان ماتسلسل صُوت نيار لـ مسامعه : يا أهلاً
والله واحشني ، تأفف هاشم : أنت وينك اسبوعين واكثر مو
شايفك !! ماخذ فلوس البنت وهربت فيها ؟
نيار : ماهربت فيها رحت اتمشى يعني عاد اجواء جورجيا
تجنن لازم تزورها
غمض عيونه يتمالك أعصابه : الفلوس اللي قاعد تتمشى فيها
لي حصه منها يا نيار !
ضحك نيار بسُخريه : حصه منها ؟ تكفى لاتضحكني انا اللي تعبت
وانا اللي بعت ممتلكاتها لاجل اكسب هالفلوس تجي انت تقول
حصه ؟
هاشم عقدّ حاجبه مُستنكر كلام نيار وتغيُره المفاجئ عليه عكس
شخصيته السابقه اللي كانت تمشي على أوامر هاشم ونُواياه !
شدّ كفوفه ورص على أسنانه وبحدّه : أنت وش قاعد تقول ؟
لو مو انا ماكان البنت رضت فيك ماكان رضت بواحد حتى بيت
يضفه ماعنده ومن دار لـ دار ناسي ؟ أنك ولد شوارع وحياتك
كلها قضيتها بالشارع ؟ والحين تقول مالي حصه !
أخذ نفس يردُف : اسمعني يا نيار بكره الظهر لو ماحضرت عندي
والله لأخذ روحك
إبتسم بجانبيه يستذكر ليليان واللي فعلاً تكون نقطُة ضعف نيار
يرفع حاجبه : مو بس رُوحك ؟ إلا رُوح محبوبة قلبك وصاحبك
الحلو عاد لو أبيعكم والله لأكسب بدال متاجره اتاجر
فيكم ! ، قفل قبل يسمع ردّ نيار اللي أعتلته الصدمه من كلام
هاشم ماتوقع كمّيه الذُل اللي بيلقاه من هاشم ، بلع ريقه بخوف
يتذكر كلامه عن ليليان وأن بأي لحظه هي بتكون أحد ضحايا
هاشم
-
' دّيار سليمان '
بلعت ريقها تطِلع من غرفتها وبيّن يدها لحُاف الصوف اللي لتوها
أنتهت منه ، إقتربت بهدوء تشوف أمها متوقفه مُقابل طاولة
طُويله وعليها ورقّه ولوحه بجانب الطاوله ستاندّ خشبي للوحه يكتُب عليها بخطّ عَريض يتوسُطها ' طـلال ' وتحتهُ مباشرة ' سُهـد ' ، بلعت ريقها تعقدُ حاجبها تحاول تفهم الحاصل
تقدّمت بخُطاها ناحيّة أمها : وش ذا يمه ؟
إبتسمت أماني تلف لهُا : تجهيزات ملكتك يا حَبيبتي !
عَضت سُفليتها : بس مو المفروض انا اخذها يمه ؟ ليه خذيتوا؟
أقتربت منها اماني : خذاها ابوك وطلال شوفي ذوقه يجنن هالولد
وسعت نظرها بذهول : طلال ؟ ليه ! يمه ليه هو ياخذها ليه
نحتاج له ، بلحظتها لفت على دخول سليمان : وشفيه صوتك
عالي ؟
تقربت بخُطاها تتوقف مقابل سليمان : يبه رحت تطلبه ؟
ماكان له داعي ليه نلجأ له ! احنا مو بحاجته
عقدّ حاجبه سليمان : انتي صوتك بدا يعلى علي ما تلاحظين
مو يعني بتاخذين هالدكتور تنسين اللي كان متحملك طول هالسنين ؟
شدّ شعرها ينُزل برأسها تحت نظرات اماني اللي تقربت منهم
وبنبّره مهزوزه : تكفى يا سليمان مو قصدها
يرفع رأسها يشوفها تغمُض عيونها دليل على ألمها رصّ على أسنانه وبحدّه : احمدي ربك وأسجدي شكر انه فكر فيك
ولا انتي حثاله محد حتى بيتحملك ، يترك شعرها ينفضُ يده
يوجه بنظره لـ اماني : عيدي تربية بنتك قبل تفشلنا ببيوت الناس
وخطى يتركهم
رفعت سُهد أنظارها ودموعها تنسابَ على خدّها ورجفه شفاتها
تترك امها تتوجه لغرفتها تقفل الباب بقوه ترمي بجسدها
على السرير تجهشُ ببكائها ، تمشِي بسبيّل هي ماترغبُ فيها
تجُبر انها تعيش حياة هي ماتبيها ودايماً تلتزم الصمت في كل
شيء حتى لو كان مّصير لحياتها
-
' بالسَجن ، بأحد الزنزانات '
مُستلقي على سريره وبيده كمادةّ الثلج اللي كانت على جبهته
يفتح جفونه على دخول أحد اصحابه اللي تقدّم يجلس على
طرف السرير ، مّد له كمادة الثلج ياخذُه فراس منه
أغمض جفونه هُذام : وش صار على البنت اللي قلت لك عنها؟
فِراس : كلمت خالد وقال أن عرف للحين مكان شغلها لكنها
ماتتواجد كثير فيه
هُذام : بقعد أحتريكم لمتى يعني ؟ طلبت معلوماتها تجيبون
لي مكان عملها شسوي به !
فراس تنهدّ : بإذن الله نلقى شيء عنها ونخبرك لاتعصب
توك راجع لزنزانتك وعدُي صار يستغل غضبك ويستفزك اكثر
وانت ماتقصر وجهك كله جروح من مضارباتك معك
هُذام : مالي شغل فيه الحين أبي معلومات هالبّنيه وماعليك
من وجهي انت جيب لي اللي طلبته وبعدين ومالقيت الا خالد
اكثر واحد فيكم يماطل كلم سعدّ خالد مامنه فايده
-
المغرب ، ديار مُلهم
خرجت من حمامها ' يُكرم القارئ ' تجفف خصُل شعرها
تبتسم من مَنظر غرفتها اللي صار عباره عن بخُور و بخُاره
مالي الغُرفه ، تستنشق ريحه البخور تبتسم برضى تفتح دولابها
تخرج بيجامتها البيضاء الحرير تلبسهُم ، تسحَب شالهّا
الكشميري تطلع من الغرفه .. نزلت على عُتبات الدرج
تعليّ نبرة صوتها : ماما شفتي بـ، رفعت عيُونها من شافت
بوسي بيّن أحضان إيلان تقترب منهم تحمل بوسي بين يدينها
وبعبُوس يعتليّ ملامحها : بوسي مو عيب ؟ انا ادور عليك
من جيت وانتي هنا ؟
إبتسمت إيلان : كيف كان دوامك ؟
تنهدّت تتذكر بداية دُوامها إلي إبتدا بـ آسر : امم يعني
مو ذاك الزود حلو تعب مرا
إيلان : معليه حبيبتي الله يوفقك ، خطت رُواء بإتجاه المطبخ
وبيّن يدينها بوسي ، تاخذ قطُع الكرز تحُطهم بصحنها تغسلهم
وتطلع تتوجه لـ مرسمها : ماما بروح المرسم وممكن ما
اسمعك فـ
هزت رأسها إيلان بفهم لـ عادة رُواء وأن كانت بـ مرسمها
أستحاله تحس بُوجود أحد حولها أو تسمع أحد
لأن كل حواسها باللحظه ذي مُركزه على رسمها فقط
إبتسمت تخُطي للمَرسم ، تدخل تقفل الباب خلفها
تشغل إضاءتها الوحِيده بـ هاذا المرسم على سعة مساحته
إلا أن مافيه إلا هالإضاءه والشبُاك العريض
اللي يطُل على حديقه البيت ونُور القمر اللي يضُيء مرسمها

إبتسمت تتقدّم للإستاند الكبير الخشبي اللي عليه لوحه
عريّضه والرسمه اللي إبتدت فيها ولا كملتها وحولها الألوان
حملت اللوحه تتركها على الأرض تتوجه لزاوية المرسم
تاخذ لوحه متوسط حجمها تتركها على الستاندّ
تعقدُ حاجبها تستذكر الأحداث اللي مرت فيها تبتسم بخفه
تبدأ ترسُم الخيال إللي أنرسم ببالها .. بجانبها صحن
مليان بالكرز وبوسي اللي بحُضنها ، تعقدُ حاجبها بتركيز
ودّقه ترسمُ بكل هَدوء حاضنّه بيّن أناملها مرسامها

مَرت ساعه ومازالت رُواء بـ مرسمها وتعُطي لوحتها كامل تركيزها
إبتعدّت تبتسم برضى على اللوحه اللي كانت خاليّه من الألوان
وفقط اللونّ الأسُود المُوجود باللوحَه ، إختارت تمشي على
مُخيلتها وترسُمها.. أو بالأصح عيُونه اللي سكنت خيالها أو بالها
تبلع ريقها تستوعب رسمتها تتأمل الرسمه
لوهَله عضت سُفليتها تشوف أنها بالفعل رسمت عيُونه
وحدّية عيُونه وبُؤبؤ عيُونه السُوداء وحدّة مدمعه ، ترفع
حاجبها تبرر لذاتها : عادي طيب ؟ يعني وش فيها ذا
اللي جا ببالي ! ، تنُزل انظارها لـ بوسي تكمُل : صح بوسي ؟
يعني لاتلوميني بوسي والله جاني شغف أرسمها وبعدين ذا جا
ببالي
تتنهدّ : يعني مو شيء ثاني ايه ، تبتسم بجانبيّه تاخذ اللوحه
تتوجه فيها للطاوله اللي بزاوية المرسم تحُطها بهدوء
-
' الفندق ، جناح جسار '
دخلوا للجناح بعد ما أنهوا إجتماعهم مع مُلهم يرمي جسار
جسده على الكنب يغمض جفونه : آه يالركب آه يالمفاصل
أنسدح آسر على الكنب اللي يجاور جسار بعد ما أقفل نوار
الجناح يبقى نُور الأبجُوره الخافت ، كان الصمت والهدوء
وأنفاس جسار الصُوت الوحيد اللي ينسمع بلحظتها ، يكسر
الصمت آسر اللي نطق : جسار ، هَمهم جسار
يردُف آسر : لو حَبيت شلون تعرف ؟
فتح جفونه جسار : وش هالسؤال آسر !
أخذ نفس آسر : ما أعرف جسار بس هالأيام فيني مشاعر غريبه فيني رغبه بشوفه هالأدميه فيني فضول أعرف كل شيء يخصُها
يعني من أكون معها ما أشيل هم شيء هي مثل اللي ينقال عنها حلت سحابه على حياتي وأزهَرت مو عارف اللي احسه
أتجاهها أحسها تشتتنيّ لكن راضي أنا راضي بـ كُل أفعالها
إتجاهي راضي بعنادها وفضولها رُغم أني امُقت الفضول
الزايد واللقافه الا أن هالبنت
أخذ أنفاسه لوهَله يكمُل : تزرع برُوحي سكينه من أجلس
معها حتى حبوبي ماتهديّني كذا هالبّنيه مفعولها أقوى
تنهدُ من مالقى أي رد من جسار ، وسُرعان ما فز من
صرخة جسار

مذهله يا ملهمه الأسر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن