في بيت الشعر
مر الوقت بهدوء وبعد العشاء اجتمعو العيال حول النار الا مروان الي استأذن وطلع ورا ابوه
وقف مازن يركب ابريق الشاهي على النار: الحين تجيكم احلا كاسة شاهي لعيون ابو عتب
ضحك تميم يتكي على المركى الي جنبه: حي عينك يا ولد العم
مناف: ودك نجيب العود؟
هز تميم راسه بالنفي: والله مالي خلق الحين ، بكره ان شاء الله موعودين بسهرة على شبة النار وعزف العود
كمل سهم: وصوت ابو عتب
ضحكو العيال وتنهد سيف يحاول يجاريهم بس ما قدر يشبك بجوهم مثل مازن الي يحب الجمعات معهم وسواليفهم
وقف سيف والتفت مازن له: على وين يالغالي؟
سيف وهو طالع: برقد ورانا قومة من بدري
رفع مازن ابريق الشاهي بعد ما خلص وصب لهم في كاسات ورجعة على طرف النار الي بدت تجمر
تقدم تميم من النار والتفت على مناف: قم وانا اخوك هات فروتي
وقف مناف: ابشر
ثواني ورجع مناف بفروة تميم واتسعت ابتسامته يوم شافهم يلعبون بلوت: اعقب انت وياه ، صرفتوني عشان تلعبون
تعالت اصوات ضحكتهم بيت الشعر وجلس مقابل لسهم ونطق مازن: افا بس مالنا غناه عنك
بدت سهرتهم ولعبهم الي ما يخلى من المزح والتحديات
،
في بيت المزرعة
دخلت منيرة وميثا للبيت وجلسو البنات في الحوش يسولفون
كانت شمس مرتاحه بالسوالف مع وصايف ونوره وانفال الي بدت تعتاد على شمس وسوالفها اما ايلاف كانت متضايقه وجالسه على جوالها
اشرت نوره لـ الهنوف وتركيه يقربون منهم وقربو ، طول الوقت كانت الهنوف تاكل شمس بنظراتها وحست عليها شمس بس ما اعطتها وجه ابداً ، التفتت شمس للانوار البعيده وسالت نوره وهي تاشر عليها: لايش ذيك الانوار؟
التفتت نوره تتاكد: هذي مزرعة الجد سعد
عقدت شمس حاجبها: حولكم مزارع ؟ توقعتكم لحالكم
نفت نوره: هو صراحه ما حولنا الا مزرعه الجد سعد بس امحق جيره
ضحكو البنات وتكلمت شمس: ليه ايش فيه الجد سعد؟
قربت نوره ونطقت بهمس تتعمد تخوفهم: الجد سعد ميت بس عايش فيها ولده المعتوه
قشعر جسم انفال بخوف من كلامها ونطقت وصايف: اعوذ بالله منه
تاففت شمس: متعوده على المعاتيه مافي شيء جديد
ضحكت نوره: يابنت هذا مجنون مجنون
قربت شمس تهمس لنوره: انا متزوجه مجنون عشان كذا اقولك متعوده
انفجرت نوره من الضحك ومعها وصايف الي سمعتها اما انفال اكتفت بالابتسامه ونطقت: خير تقولين عن اخوي كذا!
ضحكت شمس: وذا الصدق عاد ، مجنون
كشرت الهنوف بملامحها ونطقت: عيب تقولين عن زوجك كذا تخيلي يسمعك
رفعت شمس حاجبها: واذا سمع؟ عادي اقولها بوجهه دايم
ضحكت الهنوف بسخريه: مستحيل تقولينها قدامه ، تميم مايحب احد يقوله كلام سخيف كذا
ضحكت شمس من ثقتها ونطقت: وش هالثقه الي عندك كانك تعرفينه عاد
تنهدت الهنوف وناظرت بعيون شمس: اي اعرفه
لاحظت تركيه ان اختها بدت تفقد اعصابها ونطقت بهمس: بنت خلاص!
ابتسمت شمس بتحدي: وش لي لو قلتها له؟
عقدت الهنوف حاجبها باستغراب: هو انتي قوليها اول شيء وبعدها نفكر وش لك
طلعت شمس جوالها والتفتت لـ الهنوف: تبيني اقولها بالجوال ولا وجهاً لوجه يا بيبي؟
لانت ملامح الهنوف وهي تشرف الاصرار والثقه بعيون شمس: بكيفك ماتفرق
ضحكت شمس وهي تدق عليه لاول مره من يوم سجلت رقمه بجوالها تدق عليه: وجهاً لوجه عشان اثبت لك ان هالكلمه ولا شيء من الي نقوله لبعض دايم
رد عليها بعد ثواني واستغرب من الرقم الغريب: هلا؟
شمس باستعجال: تعال عند البوابه بسرعه
عقد تميم حاجبه يوم عرف صوتها وابتسم: عفواً ، مين معي؟
تاففت شمس: بلا هبل تعال عند البوابه
سكرت الخط وشافت ملامح التعجب على وجيه البنات ونطقت بثقه: بيجي شفيكم
ضحكت انفال تتكي على المركى: ما ظنتي على ذا التأمر
ابتسمت شمس بثقه وبعد ثواني دق جوالها ورفعته تسمعه يقول: انا عند البوابه اطلعي
سكرت الخط بوجهه وفزت: قلت لكم
اشرت لـ الهنوف وكملت: اسمعيني
مشت بخطوات سريعه للبوابه ووقفت على الباب تشوفه معطيها ظهره ونطقت: هيه
التفت لها من سمع صوتها وابتسم بخفيف: امري
عقدت ملامحها: وع لا تصير كذا عاطفي
ضحك تميم وتكى على طرف الباب: هاه شبغيتي
التفتت شمس للبنات ورجعت تناظر بتميم وتعمدت تعلي صوتها: تدري انك مجنون؟
استغل تميم سؤالها ونطق بنفس النبرة: مجنونك
ما توقعت ابداً اجابته وكانت بترد بس فزت على صراخ منيرة والتفتت لتميم: كريه
دخلت بخطوات سريعه تاركته مصدوم مكانه وهمس لنفسه: انا اوريك ، جايبتني من هناك عشان تقولين مجنون
،
في البيت
دخلتهم منيرة الصاله عشان يتدفون وسوت لهم حليب وتجمعو كلهم بالصاله على الارض ، ابتسمت شمس وهي تسمع سوالف منيرة وميثا وتضاحيك البنات ، تحس بمشاعر العائلة الي فقدتها ، تحس بدفئ فقدته من زمان ، رفعت راسها على نداء ميثا: شمس يامي فيك شيء؟
نفت شمس: لا خالتي بس احس بصداع شوي
وقفت منيره يوم شافت الساعه: يلا يلا على غرفكم بكره بتقومون من بدري تساعدوني بالعزيمه
تاففت تركيه ووقفت: فهمنا لازم نشتغل من بدري
اتجهت لغرفتها وراحت وراها الهنوف ، وقفت نوره تعتذر عنها: اسفه اختي تركيه انفعاليه بس طيبه لا يغركم
ميثا: ماعليه يابنتي خلوها على راحتها
استغربت شمس من نفسيه البنات بدال ما ينبسطون ان امهم بتطلع
همست شمس لـ وصايف: ليه محد فيهم مبسوط بطلعة امهم؟
وصايف بنفس الهمس: حبيبتي هذي موب امهم ، هذي زوجة ابوهم والي تزوجها على امهم وبعدها ماتت من قهرها
شهقت شمس والتفتوا عليها بتعجب وغمضت وصايف عيونها بورطه
ميثا بخوف: بسم الله وش بلاك؟
نفت شمس بسرعه: ولا شيء بس وين غرفتي عشان انام
اشرت منيرة لنوره: انتي والبنات روحو مع نورة في غرفتها ، ابتسمت نوره ونادتهم معها ، دخلو الغرفه وبدو يبسطون الفرش على الارض ، وقفت شمس تتامل مكانهم على الارض وكيف لاصقه فرشهم ببعض ، وقفت وصايف جنبها: شرايك ؟
ابتسمت شمس بتسليك: اول مره بنام عالارض يوتر
ضحكت وصايف: منجدك؟ وصلتي هالعمر وماقد رقدتي عالارض؟
هزت شمس راسها بالنفي ونطقت انفال وهي تعدل فراشها: بنت العز وش يعرفها نومة الارض
تنهدت شمس واتجهت على فراشها: شدعوه
تسدحوا كل وحده على فراشها وقامت نوره بتطفي النور ووقفتها شمس: لا خليه
عقدت نوره حاجبها: بنقعد على جوالاتنا
توترت شمس ماتدري كيف تصارحهم انها ما تنام الا بالنور: عادي خليه شغال
سمعت صوت ايلاف المعصب: سكري النور بننام موب فاضين
التفتت نوره على شمس تنتظرها تتكلم واكتفت بالسكوت ، طفت نوره الانوار وشغلت شمس جوالها وسرحت كيف تقضي ليلتها ، صحاها من شرودها صوت نوره جنبها: احسك غريبه
التفتت شمس عليها: ليه؟
نوره وهي تناظر السقف: مدري شخصيتك متناقضه
حطت شمس يدينها تحت خدها وسمعت بانصات وفضول لكلام نوره الي كملت: يعني مثلاً انتي واضح قوية وبنفس الوقت هشه ، فيك من الكبر وبنفس الوقت متواضعه ، دلوعه وبنفس الوقت احسك دفشه
ضحكت نهاية كلامها وضحكت معها شمس تعلق على اخر كلمه: معليش وش الي دفشه حرام عليك
نوره بضحكه: مو ذيك الدفاشه لا
شمس وهي تعدل لها: قصدك اندفاعية
ايدتها نوره: بالضبط
شمس بابتسامه: كيف قدرتي تحللين شخصيتي كذا على اي اساس واحنا مالنا كم ساعه نعرف بعض؟
نوره وهي تشرح بسعاده: احب احلل شخصيات الناس خصوصاً الي يدخلون جدد بحياتي احب هالشيء مره
اعتدلت شمس بسدحتها بحيث انظارها صارت موجهه للسقف: تحليلك لشخصيتي صح
ابتسمت نوره بانتصار وكملو سوالفهم لين غطت نوره بالنوم والتفتت شمس على وصايف تشوفها حتى هي نامت ، تاففت بملل وجلست تتلفت عليهم ، حتى انفال وايلاف نامو ، جلست تتصفح جوالها لانها ما تقدر تنام والانوار مسكره
