مشاعر مكبوتة

17 13 23
                                    

أسرع وسام مهرولًا فتبعه عزام على مضض متجهين إلى حيث نِبراس. وفي طريقهم أوقف وسام العربة بعد أن رأى بائع الصحف يلوح بجريدة، ليترجل من العربة، فيتلفظ مستعلمًا:
-متى أُصدرت هذه الصحيفة؟

البائع: صباحًا سيدي.

ابتاع وسام تلك الصحيفة، ليصعد العربة ويرمي بها نحو عزام إثر أن بدأت العربة بالحركة ويقول:
-أهم شيء فيها؟

أخذ عزام يتنقل بنظره فيها إلى أن ثبته على الخبر المهم مرتبكًا، ليتساءل وسام:
-ما بك؟

عزام: هُناك خبر سيئ!

وسام: اقرأ بصوت مسموع.

عزام: حسنًا، " تم إلقاء القبض على مُدراء شركة مِعوان إثر أن تم اكتشاف أنهم يقوموا بالغش في تجارتهم، بشراء منتجات بخسة الثمن، وبيعها على أنها ذات جودة عالية، وبمبالغ طائلة، وكوننا دائمًا ما نهتم بإمور مواطنينا، واقتصاد المملكة، سيتم النظر في أحكامهم التي من المؤكد أنها ستكون ما بين الإعدام، أو ثلاثة عقوبات لمصلحة الطاقة، وسيتم موافاتكم بالقرار مساءً"

هذا ما كُتب.

امتقع وسام مما سمع ليتساءل عزام:
-ما بك؟ أنا حزين عليهم حقًا، ولكن ألا ينبغي عليك أن تسعد بأن أمرنا لم يُكشف؟

لم يُجب وسام فكل ما كان يُفكر فيه هو نِبراس فكيف سيُعلمه بهذا الخبر؟ وكيف سيؤثر هذا على قراراته؟ صحيح أنه كان قلق صباحًا، ولكنه لم يكن بمدى قلقه في هذه اللحظة ففي الصباح كان ينتظر أن يُطلق صراحهم لعدم وجود ما يُثبت ضدهم، ولم يكن يعلم بأنه سيتم تلفيق تهم عليهم، ولكن الآن هُناك كارثة ستحل بأريام، فيا تُرى كيف ستكون حالة نِبراس؟

وصلت العربة ليترجل كلِيهما منها، فيدخلون إلى المنزل ليجدوا نِبراس بانتظارهم قاعدًا على كرسي جوار طاولة دائرية، بينما يحتسي كوب قهوته، وقد وضع كوبان آخران على الطاولة، ليقول إثر رشفة من القهوة:
-مرحبًا بك وسام، وأنت أيضًا عزام، لماذا تأخرتم؟

عزام مندهشًا:
هل كنت تعلم بقدومنا؟

نِبراس بصوت يملئه الثقة:
-بالطبع، فقد عرفت بأنك ستُخبر وسام فقط؛ لهذا السبب بالتحديد اخترت أن تكون عربتي معك.

عزام: وكيف عرفت أني سأقوم بذلك؟

نِبراس: هكذا عرفتك.

عزام: المعذرة، ولكن نحن لم نلتقي كثيرًا، فكيف عرفتني؟

نِبراس مازحًا:
-إنها لوقاحة منك أن تُقلل من فراسة ملكك.

عزام: أعتذر عن ذلك سموك!

ضرب نِبراس كفيه ببعضهما قائلًا:
-ألا تُفرقون بين الدُعابات، وغيرها؟

قاطع وسام بقوله:
-يبدو بأنك بأفضل حال.

مملكة الجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن