مملكة الجور

اكتناع أخير

في تمام الساعة الحادية عشر في منزل عزام كان يجلس القادة الثلاثة على مائدة دائرية، ومن ضمنهم وسام ونِبراس. افتتح الحديث أريب بقوله:
-من الجيد بأنك هُنا، حينما سمعنا ما جرى صباحًا خشينا على أمرنا.

أومأ نِبراس برأسه ثم نهض من الكرسي ليقف مقابل النافذة واضعًا يديه خلف ظهره، ممسكًا بكفه الأيمن معصم يده الأيسر. بقي على هذه الحالة صامتًا لمدة من الوقت؛ مما جعل القادة يتسائلون بينهم إن كانت هُناك مشكلة، وقبل أن يقولوا شيئًا، فغر نِبراس فمه محدثًا:
-غدًا…غدًا صباحًا سنستعيد هذه المملكة، مملكتنا.

صعتري: سمعًا وطاعة سنهجم في الغد كما خططنا، ولكن ماذا عن جيش مملكة فيافي؟ هل سيقومون بالهجوم مع أن العربات التي كانت من المقرر أن تصل لهم اليوم لم تصل.

واكد: قلت ما كُنت أبتغي قوله، لربما يظنون أن كل شيء فشل فلا يهجمون.

نِبراس: لن يحدث ذلك، سيهجم جيشهم حتى إن سمعوا خبر مصرعي.

أردف نِبراس إثر أن ألتف بجسده نحوهم:
-لا يوجد أي تعقيد في الخطة: عند الساعة السادسة صباحًا على وجه التقريب سنسمع نحن من في الجنوب صوت دوي مدفع يُعلن سيطرة القائد هُمام على بوابة المملكة، لتكون إشارة لبداية الهجوم، أشك بقدرة من هم في المناطق الأخرى على سماع دوي المدفع، مع أن هُمام أجزم بأن صوته سيصل لمناطق الشرق، والغرب كذلك، إلا أنّني لن أعول على قوله؛ لذا ستهجمون أنتم عند السادسة والنصف؛ كون هُمام قد قدر عشرون دقيقة كأقصى وقت ليتمكنوا من السيطرة على البوابة.

أريب مخاطبًا واكد وصعتري:
-إن تمكنتم من سماع دوي المدفع في الشرق، أو الغرب، ستهجمون كالجنوب، إن حدث ذلك أرسلوا أسرع من لديكم لينقل الخبر لنا في الشمال فربما يصل قبل السادسة والنصف.

أومأ كلٌّ من صعتري، وواكد بالإيجاب فأكمل نِبراس حديثه:
-يستحيل وصول الأشخاص بتلك السرعة، ولكن إن حدث وسمعت دوي المدفع فهو ما نبتغي.

كما ذكرت ترتيب الاقتحامات سابقًا، أول اقتحام يجب أن يكون لمركز شرطة المنطقة الأساسي، وبعد ثلاث ساعات من العملية ستستخدمون أنتم القادة هواتف تلك المراكز لتتواصلوا، حتى يعرف كلٌّ منكم ما أُنجز في كل منطقة.

واكد: هل أنتم على يقين من توفر الهواتف فيها؟

وسام: نعم، أمر معرفة ذلك كان مسؤوليتي، ووجود الهواتف في المراكز المركزية أمر مفرغ منه، ولكن المراكز الأُخرى فغير معلوم.

أكمل نِبراس حديثه:
-لكوننا لا نستطيع تعيين قائد جديد للجنوب في هذا الظرف؛ سأُعين وسام كقائد مؤقت، حتى إن كان يملك التزامات أُخرى بما أنه يدي اليمنى، والنائب لي في غيابي، ولكننا لا نملك خيار آخر، هل من اعتراض؟

أريب: لا يوجد.

صعتري: قطعًا لا يوجد أي اعتراض.

واكد: ومن يجرؤ على الاعتراض؟