وسام: ما الذي أتى بكم، هل حدث أمرًا ما؟
مياس: لم تجري الأمور كما جرت العادة.
وسام: وكيف ذلك؟
مياس: عندما ذهبت إلى المستودع، وقبل أن أقترب منه، وجدت رجالًا يحرسونه، ولم يكن من بينهم أي أحد من رجالنا، فبدلت وجهتي دون أن يلحظوا ذلك.
وسام: ما الذي حدث يا تُرى؟
مياس: لا أعلم.
وسام: هل ذهبت إلى منزل مِعوان؟
مياس: فعلت، ولكن ذات الأمر كان في المنزل.
عاكف: فرهود.
ألقى وسام نظره على الأحواذ فلم يجده، ليتساءل:
-صحيح، ما لي لا أرى فرهود؟عاكف: لم يرجع منذ البارحة، فظننت بأنه عاد أخيرًا إلى منزله، ولكن حين مررت إليه لم أجده.
وسام مخاطبًا جميع الأحواذ الذي كان من المفترض أن هذا يومهم الأخير في الذهاب إلى مملكة فيافي:
-أين رأيتموه آخر مرة؟مِعضاد: عندما أعدت العربة إلى المستودع -لقد كانت عربتي هي العربة الأخيرة- رأيته في المستودع يقوم بعمله، وهو تنظيم السلع الذي قمنا بتبديلها حتى لا يلحظها العمال في الصباح.
وسام: وأنت يا عزام؟
-لم أره بعد مِعضاد.
أعاد وسام مخاطبة الجميع بقوله:
-هل فعلتم أي شيء خاطئ؟نفى الجميع ذلك، فعمم وسام سؤاله بقوله:
-لا البارحة، ولا الأيام السابقة؟كذلك نفو قوله، ليقول نائل:
-ماذا الآن؟وسام: من وجود الرجال الذين يحرسون المستودع والمنزل؛ يتضح بأنه تم القبض على أريام، ووالدها، ومن قول مِعضاد، وعاكف أُرجح بأن فرهود من ضمنهم أيضًا.
طواف: ومن أين لنا بالعربات، والتصاريح؟
وسام: لا أعتقد بأنكم ستذهبون اليوم إلى أي مكان.
مياس: ماذا عن الملك نِبراس؟ من المفترض أن أذهب اليوم لأُقله.
نائل: إنها لمعضلة، أليس من المخطط أن يكون الانقلاب في الغد؟
طواف: ولكن لا يُمكننا فعل شيء إن لم يكن الملك حاضرًا.
مِعضاد: وهل برأيك نترك كل شيء يذهب سُدى؟
طواف: إذن ما العمل؟
القى نائل نظره على عزام الذي يتخذ المنضدة في ركن الغرفة كرسيًا له، ولا يُشارك في أمرهم فسأله:
-ما بك لا تقول شيئًا؟عزام: لا أملك ما أقول.
نائل: بل ما بك مرتاح البال هكذا؟ ألا يعنيك ما يحدث؟
أنت تقرأ
مملكة الجور
Fantasyلا أحد سيقبل أن يفقد إحدى حواسه وإن كان المقابل مبالغ طائلة، ولكن ماذا إن كانت حواسك ليست ملكك؟ بل ملك المملكة، ويجب عليك دفع ضرائبك كل عاقبة الشهر حتى لا تفقد إحداها؟ تدور أحداث الرواية في مملكة طوبى وهي إحدى ثمان ممالك مكتنفة بجدار قاري ضخم، ويتوس...