CH. 50

125 12 10
                                    


'إِنَّ الطُّيُورَ إِذَا تَهَاوَت حَلَّقَت، شَتَّانَ بَيْنَ تَحَرُّرٍ وَتَعَلُّقِ.'

-----

قرع قلب زينة الطبول خوفاً عند سماعها لصوت أبيها،

رفعت رأسها إليه ببطء رعباً من رد فعله، ليقابلها وجهه ذو التعابير الحادة والغاضبة التي تخاف منها أكثر من أي شيء آخر،

"بـ.بابا!"، تمتمت بخفوت ورعب تحت أنفاسها مبادلة والدها نظراته النارية بأخرىٰ مرتعبة،

نظر آرماند إلىٰ والدها بعدم رضا لما يسببه لها من خوف ورعب،

"سيد مالك"، أعلن بهدوء ممتزج ببرود وجمود وجدهما مالك ولأول مرة وقحة للغاية،

لم يقترب مالك من آرماند ولم يتدخل به قط بل أشار لزينة بهدوء إلىٰ سيارته التي أتىٰ بها ليصطحب ابنته، لتومئ زينة بتوتر وتتحرك منفذة أمر والدها الصامت،

إلا أنه كان لآرماند رأي آخر..
تحرك آرماند ليقف أمام زينة مخفياً إياها خلفه لكبر حجمه وضخامته، مانعاً إياها من الذهاب إلىٰ والدها،

أولاً.. غضب آرماند من عمه، والآن رؤية الخوف والرعب بأعين زينة من والدها جعل نيران هذا الغضب تتأجج مجدداً،

"إبتعد من فضلك"، أردف مالك هامساً بأدب علىٰ الرغم من غضبه وعلىٰ الرغم من صغر سن آرماند أيضاً،

أحس آرماند بتأنيب ضمير لما يفعله في حين أن مالك كان يحدثه باحترام كبير وهدوء ليس بطبيعي،
"يجب أن نتحدث سيدي"، أردف آرماند بهدوء فنفىٰ مالك بهدوء قائلاً: "ليس الآن"،

"لك ذلك، ولكن..."،

ظل مالك مستمعاً إلىٰ آرماند الذي أكمل بهدوء: "أنت تمر بلحظة غضب وخذلان، من فضلك لا تؤذها"،

لم يجب مالك علىٰ ما نبس به آرماند، بل أشار لابنته بأن تتحرك وهو ينظر إلىٰ الأرض غير قادر علىٰ رفع نظره من علىٰ الأرض،

تحركت زينة بهدوء إلىٰ السيارة لتركبها فتبعها مالك راكباً السيارة ليبدأ بتحريكها أمام نظر آرماند الذي لم يحرك أي جزء من جسده قبل أن تخطته السيارة فتحرك بجمود إلىٰ سيارته ناوياً الذهاب إلىٰ مكان ما.

----

بعد ساعات......
منزل مالك......

كانت زينة تجلس في غرفتها بسكون كعادتها قبل أن تسمع صوت طرق علىٰ الباب،

FORBIDDEN | محرمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن