مصيبة! ماذا سأفعل؟

6.5K 341 36
                                    

خرجت كايا من المنزل و الدموع تهطل كالمطر الغزير علـ و جنتيها الورديتيين. تجري في الشارع في عدة اتجاهات يميناً و شمالاً و الدموع تلاحقها كأن لا منزل لها... و هكذا بدأت بتذكر الحوار الذي دار بينها و بين والديها :- أمي , أبي لم أعد استطيع التحمل دائما ترددون المال و المال .... تعودون للمنزل في وقت متأخر.... و عندما تعودون لا تهتمون بنا او تخصصون لنا دقيقة او حتى ثانية من وقتكم.إذا ماذا نكون نحن؟ او ماذا اكون انا؟ لماذا تفعلون هذا؟

كايا نحن منشغلين في امرٍ ما حالياً عودي لاحقا فنحن نفكر كيف سنجني المال غدا..

كايا و صوتها بدا و كأنها ستبكي امي ... ابي..نفذ صبري لم اعد استطيع... مال و مال و مال... هل هذا ما يشغل بالكم اذا لا استطيع ان اكون ابنتكم بعد الآن... احست بمرارة الم في حنجرتها و هي تردد الكلمة وداعاً عائلتي..غين و هو يفرقع العلكة و يلعب بخصلاته الذهبية : وداعا كايا عندما تسأمين عودي و لكن لا احد ينتظرك ربما...عادت لتفكيرها بعد ان توقفت عن البكاء و عينيها الزرقاوتين قد تحولت للون الأحمر من شدة بكائها...

ظلت تمشي و تتجول في الشارع المظلم لوحدها تحت اضواء الشارع و فجأة احست بإن يداً امسكت بها ظلت صامتة , هادئة تتحدث لنفسها:هل هذا مجرم ام سفاح؟ كانت خائفة و ترتجف لدرجة الموت فإذا بها تلتف لترى صاحبها فما كانت سوى فتاة ذات شعرٍ بني قصير و مدرج للأسفل , ترتدي فستاناً وردياً يصل لركبتيها مع حذاء بلون الأسود فقالت لها: ها أنتي هنا لما انتي واقفة هيا لنذهب.. امم المعذرة أظن بإنك أخط.... فلم تستطع كايا ان تكمل جملتها فإذا بها ترى نفسها امام قاعة كبيرة ذو الوان مبهجة , يعج بالشباب و المراهقين , الفتيان و الفتيات يرقصون و يغنون و اصوات الموسيقى الصاخبة تعلو و تعلو فقالت كايا في نفسها و هي مرتبكة: هل هذه قاعة ديسكو! يا إلهي ! يجب ان اخرج و بينما هي تحدث نفسها رأت فتاةً آخرى بجانب الفتاة التي أحضرتها و ايضاً ثلاثة فتيان وسماء و من بينهم فتاً طويل ذو ملامح حادة و نظرة باردة كان و كأنه خرج من الفرن الآن و يبدو بالفعل انه غاضب . اظن بإنه يجب ان ابتعد عنه.

ظلوا يتحدثون لساعات , يغنون , يرقصون ثم بدأو بالشرب.. الا تريدين شراباً انتي ايضا؟ لا اظن بإنني سأذهب الآن وداعاً استمتعوا.. توجهت كايا نحو المخرج و لكن قطع طريقها احد الفتيان قائلأ و هو في حالة مخزية: هيا ابقي هنا فلنستمتع قليلاً.. رد الجميع صارخين بصوت واحد : نعم , هيا.. لا لا أريد لذا اعذروني فإذا بها ترى شرابا ينسكب علـ وجهها مما أثار غضبها. من فعل هذا؟ التفتت كايا لترى الفتى ذو الملامح الحادة يحمل كوبا في يديه و ينظر إليها بهدوء... انا فعلت هذا هل من مشكلة؟ ردت كايا و بهدوء و لكن بداخلها احست بالضيق و الغضب : نعم , هناك مشكلة كيف؟ كيف تفعل هذا بي هل تعلم بإنني ... أرادت ان تكمل جملتها و لكن فجأة انقلب وجهها للون الأحمرو بدأت تشعر بصداع حاد فأغمضت عينيها و هي ترى الفتى ذو ملامح الحادة يتجه نحوها و ينظر إليها بهدوء.

اسيقظت كايا علـ زقزقة العصافير و اشعة الشمس التي اخذت طريقها نحو السرير... رأت نفسها في غرفة ليست بغرفتها و في سرير ليس بسريرها ... التفتت يميناً و يساراً.. وضعت يديها علـ رأسها و أحست بصداعٍ شديد ثم قالت ما الذي حصل كل ما أتذكره ذلك الفتى و .. و .. حاولت تذكر لكن لم تستطع... نهضت عن السرير و رأت رسالةً علـ الطاولة. مدت يديها ثم اخذتها لتقرأها: اذا استيقظتي ... فالمال موجود في الظرف و أيضا انسي ما حصل ليلة امس و لا تفكري بإنني احببتكِ. ظلت الكلمات تدور في رأسها ثم قالت و هي تأخذ نفساً عميقاً اظن بإنني قمت بخطاءٍ لا يغتفر! ... لا ربما هذه الرسالة مزحة ... ظلت تفكر و تفكر و فجأة اغرقت عينيها الزرقاوتين بالدموع و بدأ يسيل علـ خدها . نعم اظن بإنني فعلت!

اتمنى ارآكم ونصيحة لما تقرأون القصة دوم تخيلوا هذا الي يحليها.. و شكرا لكل القراء..



استمع لحزن قلبي فحياتي بدأت بالــ 17حيث تعيش القصص. اكتشف الآن