//12// غير متوقع

10.6K 637 36
                                    

الشكر للقدير .

تبين بأن ارتدائي لتلك الثياب الفضفاضة صب في صالحي في النهاية فقد تمكنت من إخفاء تلك القطعة الحديدية بين تلك الثياب الفضفاضة و أخذت أشكر الله ألف مرة لأنني لم أبد ثيابي بعد .

أجلس الأن متكأة على جدار الزنزانة لا شيء أسمعه سوى الهدوء المقيت ..

علي أن أعرف أسلوب حياة هذا الضخم قبل أن أقوم بأي خطوة لذلك قررت الأنتظار و مراقبته لفنرة من الزمن .

يوم السبت .. يظل في المكان يأتي و يحضر الطعام في الثالثة و يعود في السابعة لإحضار وجبة أخرى

يوم الأحد .. نفس الروتين اليومي

يوم الأثنين .. نفس الروتين اليومي

أما في يوم الثلاثاء .. يأتي في الصباح و يضع ما يكفي حاجتي من الطعام و الشراب لمدة يومين ثم يخرج و لا يعود سوى في يوم الخميس لكن التفاز يعمل على غير العادة .

ما جعلني واثقة بأنه لا يكون متواجدا في هذا اليوم و لا في الذي بعده . إنه يخرج و يظن بأنني مغفلة لتنطلي علي خدعة التلفاز خاصته .

حسناً هذا يصب لمصلحتي في النهاية، علي أن أجعله واثقاً بأنني مخدوعة تماماً بخطته الساذجة تلك و من بعد خروجه أبدأ بتنفيذ خطتي للهرب
.

اليوم هو الأثنين و ستبدأ خطتي من الغد .

"أنتي.. أفيقي أنه الطعام" قال و هو يضع الطعام و نهضت فوراً

"شكراً لك... أتعلم يجب أن أعرف بماذا أناديك"

"هابي" قال و تفاجأت للغاية .. هابي ؟ هابي براتاب سينغ !! هل كان ذلك حلماً أم رؤية أم .. ما كان ذلك يا إلهي ؟؟

"لديك أبناء صحيح هابي ؟ صبيان ربما ؟" سألت و أنا أمعن النظر إلى ملامحه التي أكتستها الدهشة و أزدادت ثقتي بما حلمت به بعد أن قال "كيف عرفتي ؟"

"لا أعلم لقد كان حلماً .. حلمت بك و بعائلتك، أظن بأنني أصبحت أعرفك" قلت الحقيقة و نظر لي بشيء من الريبة

"ليست هذه الطريقة الصحيحة لإعالة أسرتك أتعلم" قلت بثقة فلم أعد أخاف منه

" إذا ما هي الطريقة ؟؟ أدعهم ليموتوا من الجوع و المرض ؟ أمثالكم يبتقلبون في النعيم كل ليلة أتم لا تفهمون شيئا ! لا تعلمون كم هو من الصعب لنا ان نحصل على كفايتنا من المياة الملوثة كل يوم و التي نشربها فقط لأننا لا نملك حل أخر غير ذلك، تطلبون منا التوقف عن شرب المياة الملوثة لأنها ستقتلنا و تقتل أبنائنا، سيموتون من العطش إن لم يكن من المرض إذاً لما لا يمكننا أن نجعلهم يبقون لفترة أطول ؟؟ من أنت لتقدمي النصيحة لي ؟؟ لتعلمي بأنني لن أطلق سراحك حتى أضمن أن يعيش أبنائي بسلام حتى و لو خشسرت حياتي في سبيل ذلك!" صرخ بي و لم أمتلك الجرأة على الرد و لكن عندما هم بالخروج لا أعلم كيف تمكنت من الرد عليه حتى و لا أريد أن أعلم

" لستم فقط من يعاني .. فقدت والدتي و أنا في الخامسة عشر .. أعلم ذلك أكثر من أي شيء في هذه الحياة .. كم هو محزن أن تفقد أحد والديك، أعلم بأنه ما سيعيشه أبنائك مستقبلاً .. كلمة يتيم أنها كلمة مرة، و سيزيد مرارتها عليهم نعت الناس لك بالخاطف و القاتل سيكرهونك و سيتمنون لو أنك لم تنجبهم و أعلم جيداً سيد سينغ أنت تدمر مستقبل أبنائك بهذه الأفعال"

"لا يهمني ما سيعتبرني أبنائي في المستقبل .. ما يهمني هو أن يعيشوا ليصلوا إليه" و بعد أن بصق بكلماته تلك أغلق باب الزنزانة
بينما أخذتني ذاكرياتي إلى تلك الليلة التي فقدت بها والدتي .. صوت شقيتي يتردد صداه عالياً ما زات أصابعها تشير صوبي و هي تصرخ "أنت من قتلها.. أنت قتلت أمي"

_


اليوم هو اليوم الكبير .. أتى هابي و وضع الطعام مثل كل مرة و ما أن خرج و شغل التلفاز حتى بدأت بالتنفيذ كل ما أحتاجه هو أحداث فجوة تناسب حجمي بدأت بضرب الجدار و أنا أشكر الرب على كون هذا الأسمنت غير متماسك على الأطلاق أذ أنني تمكنت و مع حلول المساء من إحداث فجوة تمكنني من الخروج تناولت طعامي و أحتسيت بعض من الماء لتقوية جسدي وقفت أمام الفجوة بأنفاس متسارعة و بنظرات متقدة أخذت أطالعها و أنا أتمتم قائلة " ها أنا ذا " و لكن عندها حدث ما لم أتوقعه على الأطلاق .

لقد فتح باب الزنزانة !



أم النكبة ...

توقعاتكم للفصل القادم ؟


* الفصل أهداء لـ SalwaTawfik

لأنها شاركتني بفكرتها

يلا الحين بشوف مين بتعطي كيلي أفضل فكرة عشان تتصرف





إنه زوجي ✔️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن