~ شيء من عبق الماضي..~

214K 8K 2.4K
                                    

(بليييز لاتنسو تضغطون ع نجمة التصويت بلة امراً عليكم اعزائي..)
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

"هزيم؟!..اخي؟!....فقط استمر بالتنفس..فقط انظر الى عيناي اتوسل اليك..اياك ان ترحل...استمر بالتنفس وكل شيء سيكون بخير انا اعدك...فقط تنفس معي !.. "

توسلات كثيرة تبعتها صرخة قوية مع انسدال عينيه ثم صرخة اخرى في الواقع هزت لها جسدها وايقظتها من سباتها العميق وكوابيسها المتكررة...او بصورة اكثر صحة "كابوسها المتكرر"..
ارتفع جسدها بتلقائية من فوق سريرها وارتعشت انفاسها كأرتعاشة اطرافها.. ادارت حدقتيها المشوشة بفعل الدموع من حولها لتتأكد انها بين جدران غرفتها.. وان المطر توقف بل ولم يهطل من الاساس.. وان الصباح حل منذ فترة طويلة.. كان مجرد كابوس مخيف من الماضي لا اكثر.. كابوس حقيقي يكرر نفسه عليها وكأنه يمنعها من نسيان ما ترفض التخلي عنه من الاساس!..
تطلعت ريم بيديها المرتجفة ومسحتهما بهستيريا اقرب الى الجنون وكأن الدماء لا تزال عالقة بهما ثم رفعتهما بأنفعال اتجاه وجهها لتعيد بعض الشعيرات الملتصقة بجبينها المتعرق وعنقها نحو الخلف..لملمت جسدها بعضه الى بعض..الصقت ركبتيها بصدرها واحاطتهما بيديها لتعانق جسدها بقوة وهي تدفن رأسها بين فخذيها وتبكي بمرارة..هذه هي المراسيم المعتادة عليهت في كل يوم ريم ذات ال25 ربيعاً..ام يجب ان نقول خريفاً...فهي لم تعد تلك الفتاة المشرقة التي تتشابه مع الزهور بعنفوانها بقدر تشابهها مع اوراق الخريف المنتهي اجلها!...من يرى شكل ريم الان للمرة الاولى يجدها فتاة ذات مظهر مزري وغير جذابة على الاطلاق..عينيها ذابلة طوال الوقت من كثرة البكاء...بشرتها شاحبة..لها هالات سوداء تحيط عينيها الزرقاء كان الكحل سبباً كي يزيد من اسودادها.. فالكحل هو الشيء الوحيد الذي كانت تضعه داخل عينيها...او بعبارة اخرى الكحل هو الشيء الوحيد الذي لايزال يربطها بعالم الفتيات...لقد تناست امر الموضة منذ سنين..تناست امر مساحيق التجميل.. شعرها دائماً غير مصفف وتربطه بأهمال....ولكن رغم هذا كان بها شيء مميز يجعلها جملية بكل مظهر كانت به... ستحدق بها مطولاً ولكنك لن تعرف اين يكمن سر جمالها بالضبط!!..
قامت من سريرها بخطوات غير متوازنة وجسد لايزال اثر الارتعاش يكتنف اطرافه..اتجهت نحو علبة دواء قد تركتها على طاولة تزيينها بالامس..فتحتها بيديها المرتجفتين وهي تتنفس بصعوبة ودموعها تنزل من غير رحمة وكأنها تستعجل اخراج هذه الحبوب وألا لن تبقى حية لدقيقة اخرى!...
وضعت حبتين في راحة يدها وابتلعتهما فوراً ثم دفعتهما نحو بلعومها بجرعة ماء قليلة!..
تنفست بأرتياح وهي تشعر بالحبوب قد دخلت الى جسدها ثم عادت بعدها نحو سريرها لتغط بسبات عميق بعد ان اخذت حبوب المهدئ تلك...عميق لدرجة يمنعها من تلك الكوابيس..من تلك التسجيلات القديمة التي يصر عقلها على الاحتفاظ بهن!...
وهكذا هو حال كل يوم...تستيقظ مرعوبة من كابوس يحمل عبق الماضي فتأخذ تلك المهدئات التي ادمنت عليها وتعود لسبات يسحبها من واقعها الذي ترفض تصديقه...واقع لايحوي اخيها ورفيق طفولتها وتوأمها هزيم...هزيم الذي لفظ انفاسه الاخيرة بين يديها!!..

قربان (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن