مر يومين واشرقت شمس صباح يوم جديد لتنبه جفون النائمين عدا "اميرة الظلام" تلك التي تسهر ليلها وتتهرب من نور الشمس لتغط بنوم عميق!...
طرق آدم بابها دون ان يسمع لها اجابة..انها العاشرة صباحاً وهو يتضور جوعاً اعتقد لربما انهما سيتناولان الفطار معاً ولكن ها هي وجبة اخرى يتناولها بمفرده يراقب مقبض بابها...
حلت الظهيرة والوضع على حاله وريم تغط بالنوم ذاته... نوم اثار فضوله كثيراً خلال هذه الايام وجملة نسرين تطن في عقله منذ ذلك اليوم الذي ذهب فيه لأصطحاب ريم نحو المحكمة..
( بالتأكيد قد قرأتها ولكنها تنسى نفسها بالنوم بسبب ذلك السم الذي..)
"السم الذي..."؟!..أي سم هذا؟..أتعاني من مرض ما؟.. هل تتعاطى شيء ما يجعلها تنام كل هذا الوقت؟!..فأمر نومها بهذا القدر ليس اعتيادياً على الاطلاق...انه بالكاد يراها!..فهي ﻻتستيقظ ألا قرابة الرابعة او الخامسة عصراً وتفضل البقاء في غرفتها ترسم او تغط بنوم جديد ولاتخرج ألا مساءاً لتناول وجبة سريعة لتدخل غرفتها مجدداً وهو يذهب للنوم تاركاً اياها تستلذ بسهر الليل وحيدة من دونه..حل المساء وخرجت ذات العيون البحرية من غرفتها.. اليوم كان خروجها بوقت مبكر عن الايام الماضية لذلك وجدت ان ادم لايزال جالساً يقلب بقنوات التلفاز بملل..كان يجلس على الاريكة المقابلة للتلفاز يدير ظهره لغرفتها فلما استشعر حركة المقبض وخطواتها الهادئة التفت اليها ورمقها بنظرة سريعة ثم عاد ليكمل مشاهدة التلفاز وقال فوراً ببرود وهدوء:
ـ رتبي نفسك..امي قادمة..
كلمة "رتبي نفسك" اشعرتها بالاحراج من هيئتها المهملة على الدوام...ولكنها لم تهتم..فالجملة التي تليها هي من اثارت اهتمامها اكثر.."امي قادمة".. شيء توقعته ولكن لم ترغب بحدوثه..هي ستضطر لمقابلة آل مراد يوماً بعد يوم..وسيذبحها امر رؤيتهم..وسيقتلها ببطئ..وسيدعس هذا اﻻمر كرامتها من دون رحمة وهي مضطرة ان تتعايش مع قتلة هزيم دون ان تعلم اياً منهم هو المجرم!..
سمع صوت تنهيدتها ثم نبرة استيائها وهي تسأله رغم هدوئها:ـ أأنا مضطرة لمقابلتها؟!..
قطب حاجبيه بأستغراب والتفت اليها قائلاً:
ـ ماذا تعنين؟!..
ـ سؤالي واضح..أأنا مضطرة لذلك؟!..
ـ وماالذي يمنعكِ من ذلك؟..
حدقت في وجهه بجمود ففهم مقصدها..اعاد ابصاره قليلاً نحو الامام ثم حك فروة رأسه بعبث مفكراً وبعدها قام واتجه اليها يحدق في عينيها قليلاً بنفس جمودها ثم قال:
ـ نعم مضطرة...فكلانا مضطر ان يتحمل اشياء يكرهها..ومثلما انا اجبرت نفسي على دخول منزل ياسين فأنتي الان ستجبرين نفسك على تحمل منزل مراد....اعلم ان هذا صعب ولكن لانملك الكثير من الخيارات كما تعلمين!..
فقالت له ساخرة:
ـ صعب؟!!...أشك في كونك تعرف مدى صعوبة الامر....فأسرتي لم تفعل بك مافعلته اسرتك بي..فكيف عساك ستشعر بمدى صعوبة الامر وقساوته؟
أنت تقرأ
قربان (مكتملة)
Romanceمن المفترض ان يكون زواجنا على الورق فقط...من المفترض انني لااحبه وفعلت هذا كي ننهي الدم والثأر بين الاسرتين فقط..فما بالي كلما ذكر اسم فتاة امامي غضبت؟...انا من طلبت منه ان يتزوج بواحدة اخرى..فلما هناك نيران داخل صدري ستدفعني للبكاء والصراخ وانا ارا...